كتب حامي شيلو في هآرتس يوم 8/3/2017، تحت عنوان « منع تأشيرة دخول عن ناشطي المقاطعة « كتب ما يلي:
« عدد من المثقفين الأميركيين المعروفين نشروا وثيقة في شهر تشرين الأول 2016، تطلب فرض المقاطعة الاقتصادية على المستوطنات، ومن بين الموقعين، حوالي 240 بروفيسوراً وكاتباً وصحافياً، أغلبيتهم من اليهود وبعضهم من الإسرائيليين، ووفق القانون الإسرائيلي ممنوعون من دخول البلاد، أي أنهم أعداء للدولة، وهي المرة الأولى في تاريخ الصهيونية تقول فيها اسرائيل إن اليهودي الذي يناضل من بعيد ضد سياسة الحكم في إسرائيل، هو شخص غير مرغوب فيه، وإن اليهودي الذي أعلن تأييده لمقاطعة المستوطنات سيمنع من الدخول كسائح».
ويصل حامي شيلو إلى خلاصة مفادها أن « كل حادثة يتم فيها توقيف شخص يؤيد مقاطعة إسرائيل في المطارات، بعد التحقيق معه، ستدق مسماراً في نقش صورة إسرائيل كدولة ديمقراطية متنورة وعقلانية».
وكتب جدعون ليفي في هآرتس يوم 9/3/2017، مقالاً حمل عنوان « شارع عرفات « كتب قائلاً :
«سأكون مسروراً لو أنني سكنت في شارع ياسر عرفات، ويبعث الأمل السكن في الشارع الذي يحمل اسم العدو الذي حاول عقد السلام مع إسرائيل، وهو الأب المؤسس للشعب الجار، أغلبية الشوارع لدينا مسماة بأسماء صهاينة وحاخامات، ولكن الأهم أن أسماء الشوارع في المدن العربية المختلطة هي دوف ممزريتش، جادة هبعتاش، زلمان مايزل، قبائل إسرائيل هذه أسماء شوارع في يافا، والأكثر وقاحة في الرملة، حيث الشارع الرئيسي يحمل اسم بنيامين زئيف هرتسل أبو الحركة الصهيونية، وأسماء الفصائل اليهودية التي كانت تقتل العرب، البلماح، الأيتسل، وبيتار، وفي اللد الأمر مشابه مثلاً جادة الجيش الإسرائيلي، الذي يقع فيه المسجد العمري، والياهو غومولوف، أكسودوس، والهجرة، بجانب سوق اللد وخان الحلو، وجسر الوصول إلى مدينة الناصرة أطلقوا عليه اسم الجنرال رفائيل إيتان، وهو أحد كارهي العرب والذي سبق له وشبههم بالصراصير، أما في الحي الذي أعيش فيه في رمات أفيف، فهو حي إرهابي، أو على الأدق حي إرهابيين، أغلبية شوارعه تم تسميتها بأسماء مخربين يهود قاموا بتفجير الحافلات، وهاجموا القطارات، وقتلوا أشخاصاً، إلياهو حكيم وإلياهو سوري قتلة اللورد موين، مئير فاينشاين الذي هاجم محطة القطار، شلومو بن يوسف الذي هاجم حافلة، موشيه برزاني الذي فجر قطار في المالحة، يحيئيل درازنر الذي هاجم القطار في اللد، أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء، ودماء أكثر على أيدي رحبعام زئيفي الذي يوجد شارع على اسمه قرب الميناء، وبعض أبطال الشوارع في إسرائيل أيديهم ملطخة بالدماء أكثر من ياسر عرفات، الذي رفض نتنياهو مع وزير الداخلية أريه درعي تسمية شارع باسمه، وأرغموا رئيس بلدية جت في المثلث على إزالة اسم ياسر عرفات عن الشارع « .
ووصل جدعون ليفي إلى خلاصة هي « سيتم تذكر عرفات إلى الأبد بين أوساط شعبه، مع أو بدون شارع في جت، ونتنياهو ودرعي لن يتمكنا من شطب ذاكرة الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال « .
وأعلن يائير لبيد رئيس حزب «يوجد مستقبل»، تعليقاً على خطوة تمرير قانون تقييد الأذان بالقراءة الأولى التمهيدية في الكنيست: أنا أخجل كيهودي من مثل هكذا قانون، لأن الهوية اليهودية تنص على عدم إهانة الأديان الأخرى، وهذه هي القاعدة الأخلاقية التي نستند إليها عندما نطالب دولا أخرى بحماية حرية العبادة لليهود القاطنين هناك «، وأعتبر أن الهدف من المبادرين إلى طرح هكذا قانون هو « توجيه الإهانة لأبناء الأقلية العربية « .
ثلاث قضايا، لثلاثة عناوين أثارها ثلاثة من الكتاب الإسرائيليين ضد سياسات حكومة نتنياهو العنصرية الفاشية، وهم يملكون من الشجاعة لامتلاكهم ضمائر حية تتعاطف مع معاناة الشعب العربي الفلسطيني حيث الظلم والاحتلال والتمييز العنصري والاستيطان المدمر لحياتهم كبشر يتوسلون الحياة الطبيعية على أرض وطنهم الذي لا وطن لهم سواه .
والسؤال إذا كان ثمة إسرائيليون، مهما كانت مواقعهم محدودة، ونفوذهم متواضعاً، وتأثيرهم ضعيفاً داخل المجتمع الإسرائيلي الأكثر انحيازاً للسياسات العنصرية والاستعمارية والمغذى بالكراهية وأيديولوجية رفض الآخر، فماذا يمكن أن نفعل نحن من خارج فلسطين إلى الشعب الفلسطيني ولمواجهة السياسات العنصرية الاحتلالية التي تنهجها حكومات تل أبيب المتعاقبة ؟؟ .
فهل هناك شارع في كل عاصمة عربية يحمل اسم الرئيس الخالد للشعب الفلسطيني، ياسر عرفات ؟؟ وهل إذا لم يكن، هل يمكن الآن تذكر ياسر عرفات وتقدير مكانته، وإطلاق اسمه على شارع في كل عاصمة ومدينة عربية، وهل يمكن لمجلس النواب الأردني ورئيسه عاطف الطراونة تبني اقتراح مع البرلمانات العربية، وبرلمانات 57 دولة إسلامية ستشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي سيعقد اجتماعه في شهر نيسان القادم في بنغلادش، يحمل دعوة لتعليق عضوية البرلمان الإسرائيلي، حتى يتراجع عن مشروع قانون تقييد الأذان، وعن قراره ضم مدينة القدس العربية الفلسطينية الإسلامية المسيحية، لخارطة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي ؟؟.
يائير لبيد عضو البرلمان الإسرائيلي يخجل كيهودي من قرار برلمانه المقيد لحرية المسلمين والمسيحيين ( لأن القانون ينطبق على أجراس الكنائس المزعجة بنظرهم ) في تأدية شعائرهم الدينية وهم يهدفون من هذا القانون ليس فقط تقييد الشعائر الدينية للمسلمين والمسيحيين بل هوية البلاد الأصلية واقتصارها على اليهود، فهل نخجل نحن من أنفسنا كعرب ومسلمين ومسيحيين، في ترك الفلسطينيين وحدهم بإمكاناتهم المتواضعة وخياراتهم المحدودة، في نضالهم ضد سياسات حكومات تل أبيب المتفوقة والمدعومة من قادة الطوائف اليهودية المتنفذة في العالم، ومسنودة بقوة الولايات المتحدة وقدراتها .
في الرد على عنجهية نتنياهو وليبرمان وألكين ودرعي وبينيت، وصلفهم وعنصريتهم، تتوفر لدى العرب والمسلمين والمسيحيين فرص العمل على المستوى الدولي الحكومي والبرلماني ومؤسسات المجتمع المدني لتعرية سياسات المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وفضحها ودفعها نحو العزلة والانحسار أسوة بما جرى لسياسات طغمة جنوب إفريقيا العنصرية لأنها ضد العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.