الأزمة السياسية داخل الائتلاف، بين رئيس الوزراء نتنياهو وبين وزير المالية كحلون، حقيقية تماماً.
هكذا ايضا امكانية التوجه إلى انتخابات جديدة وحل الائتلاف. لم يحسم الأمر بعد وستجرى محاولات لمنع الانتخابات، بل ستبذل المزيد منها.
ولكن ما لا يمكن على الإطلاق، رغم العناوين التي لا تنتهي، هو إمكانية إقامة حكومة بديلة في الكنيست الحالية، والتي يزعم أنها ستعفي من الحاجة إلى التوجه إلى الانتخابات.
إن السبيل الوحيد لمنع انتخابات مبكرة هو من خلال حل الأزمة بين كحلون ونتنياهو.
لا يوجد سبيل آخر. كل حديث أو تقرير عن اتصالات تجرى خلف الكواليس لاقامة حكومة أخرى هي نوع من الانباء الزائفة بصيغة إسرائيلية.
حين تطرح هذه الامكانية على رئيس الوزراء وعلى وزراء كبار آخرين في "الليكود"، يضحكون في ضوء الأحاديث عن حكومة بديلة. ويقولون مقترحين بابتسامة: "تفضلوا فليشكل لبيد وكحلون حكومة مع العرب. هذا سيجلبنا الى الانتخابات التالية، والتي ستأتي بسرعة شديدة حتى في هذا الوضع ولكن من نقطة الانطلاق الافضل التي يمكن الامل فيها أو توقعها. ولكن دعكم من نتنياهو و"الليكود". تعالوا نجري فحصا قصيرا للارقام والبدائل، وسرعان ما سيتبين أن خيار اقامة ائتلاف آخر اقل واقعية من امكانية أن يعين ترامب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية لديه.
لنفترض أن هرتسوغ والمعسكر الصهيوني ضما اليهما كحلون ولبيد، وحتى ليبرمان – هنا، الى هذا الحد أو ذاك تنتهي امكانياتهم. يوجد لهذا الائتلاف 50 مقعدا. وحتى لو افترضنا انه يمكن أن يضم الى هذه المجموعة آريه درعي و"شاس" (رغم أن لبيد فيه) فلا يزال لا يوجد له 61 مقعدا. أما "يهدوت هتوراة" فلا يمكن ضمه الى هذه الخلطة، كونه غير مستعد باي حال أو شكل بان يجلس مع لبيد. وحتى مقاعد "ميرتس" الخمس ليست جزءاً من القصة (لان ليبرمان في هذه الحالة سيخرج من المعادلة). وهكذا تتبدد امكانية حكومة بديلة حتى قبل أن تبدأ على الاطلاق.
للحقيقة، حتى السيناريو الذي وصف في السطور السابقة (ولا يصل الى 61 مقعدا) يفترض افتراضات متفائلة جدا. احدها هو أن يوافق لبيد على الانضمام الى مثل هذه الخطوة. في الواقع هو غير مستعد. وللحقيقة لا يوجد له ما يدعوه الى التفكير في هذا الاتجاه حقا. فأي سبب يوجد لرئيس "يوجد مستقبل"، الذي يصل في الاستطلاعات الى 25 مقعدا كي يوافق على أن يبقى مع 11 مقعدا، ليعين وزيرا للخارجية وان يتوج بكلتا يديه مرشحا آخر من كتلة الوسط – اليسار لمنصب رئيس الوزراء؟ وبدلاً من الموافقة على هذه الخطوة الانتحارية يمكنه ببساطة أن يعلن منذ الان عن انسحابه من السياسة، إذ إن ارتباطه بحكومة بديلة في الكنيست الحالية سيؤدي لاحقا الى انهاء طريق لبيد السياسي. وبالتالي اذا كان لا بد فلماذا لا تقصر الخطى؟
ان الاحاديث عن اتصالات لتشكيل ائتلاف آخر، يزعم انها ستمنع التوجه الى الانتخابات، تذكرنا قليلا بالحسابات التي تمت في بعض استديوهات التلفاز بعد لحظة من نشر نتائج العينة في الانتخابات الاخيرة. في الساعات الاولى كان لا يزال بعض المحللين يحاولون تشكيل حكومة أخرى، بلا نتنياهو و"الليكود"، فيما ظهر كنوع من الامنية اكثر مما هو تحليل سياسي حقيقي. كما أنه يمكن قول الحقيقة للجمهور بين الحين والاخر – كل تقرير أو خبر يعنى باتصالات لحكومة بديلة مضلل، غير ذي مصداقية، ويشكّل نبأ ملفقا بكل معنى الكلمة. وبالتالي تعالوا نتوقف عن ذلك.
عن "معاريف"