التوتر في الشمال: روسيا العنصر الأهم في المعادلة

20172203084033.jpg
حجم الخط

صدر إعلانان، هذا الاسبوع، عن وزارة الخارجية في موسكو. الأول هو إعلان رسمي يؤكد على أنه تم استدعاء سفير اسرائيل في روسيا للتوبيخ بعد قيام سلاح الجو الاسرائيلي بقصف قافلة للسلاح الايراني كانت على الاراضي السورية في طريقها لـ»حزب الله». الإعلان الثاني هو أن مبنى السفارة الروسية في دمشق تضرر بسبب الصواريخ التي قام باطلاقها المتمردون في سورية على مركز المدينة في هجوم شامل على مواقع النظام السوري شرق العاصمة، على بعد ربع ساعة سفر من القصر الرئاسي الذي يوجد فيه بشار الأسد.
يحتمل أن يكون هجوم المتمردين في مركز دمشق ليس سوى علامات الموت الأخيرة للثورة والمتمردين في سورية، لكن الحقيقة هي انه في الميدان نفسه يثبت المتمردون مرة تلو الاخرى أنهم أقوياء، وأن هناك حاجة الى الوقت والجهد الكبيرين لانهاء هذه الحرب في الدولة. من هنا يتبين أن الأسد ما زال منشغلاً حتى رأسه في الصراع الذي لا ينتهي ضد أعدائه. لهذا يصعب القول إنه يريد فتح جبهة مع إسرائيل.
إن قصف إسرائيل في سورية، الاسبوع الماضي، وفي اعقابه عملية قتل نشيط المليشيا المحلية التابع للنظام السوري في هضبة الجولان، تم نسبها لإسرائيل، حسب مصادر أجنبية. وما زال هناك خشية من تدهور الوضع على الحدود الشمالية.
إن الاحداث في سورية ليس فيها أي جديد. منذ سنوات واسرائيل تقوم، حسب وسائل الاعلام الاجنبية والعربية، باستهداف قوافل السلاح الإيراني في طريقها من إيران الى «حزب الله». وقد كانت نهاية الاسبوع الماضي استثنائية؛ لأن السوريين اختاروا في هذه المرة إطلاق صاروخ استراتيجي على الطائرات الاسرائيلية، حتى لو كان صاروخا قديما. وتفاخروا بأنهم أصابوا إحدى الطائرات.
يصعب معرفة ما الذي يقف وراء الرد السوري الاستثنائي، لكن في التصريحات الاسرائيلية بعد ذلك نجد التصميم على الاستمرار في فعل كل ما هو مطلوب للحفاظ على مصالح اسرائيل، وضد ارساليات السلاح الايراني الى «حزب الله»، وضد أي جهد ايراني أو من قبل «حزب الله» لتعزيز التواجد في هضبة الجولان، وتحويلها الى موقع للعمل ضد اسرائيل.
أمام تصميم كهذا، وفي ظل عدم وجود التوازن في القوة بيننا وبين قوات الاسد، يمكنه الاستمرار في اطلاق الصواريخ القديمة وغير الدقيقة ضد الطائرات الاسرائيلية المهاجمة، لكن أي محاولة لاستخدام السلاح المتطور ستؤدي الى تدمير هذا السلاح من قبل القوة الاسرائيلية المتفوقة.
بشار الاسد ليس هو العنصر المهم في المعادلة، خاصة أن القرارات الاستراتيجية لم تعد بيده منذ زمن، حيث يوجد لـ»حزب الله» دور في المعادلة السورية، وحتى الآن ما زال نصر الله يتجاهل قصف إسرائيل في سورية وكأن ذلك لا يعني منظمته ولا يحتاج الى ردها. فهو لا يرغب في التصعيد مع اسرائيل الآن.
الجهة الاكثر أهمية هي روسيا التي تريد منع المواجهة بين حلفائها وأصدقائها في المنطقة، اسرائيل من جهة و»حزب الله» وايران من جهة اخرى. ولكن يجب على روسيا أن تدرك أنها اذا لم تتمكن من حماية هضبة الجولان ومنع عودتها الى سيطرة بشار الاسد أو ايران أو «حزب الله»، فان قدرتها على ضمان الهدوء على الحدود لفترة طويلة، ستكون محدودة.

عن «إسرائيل اليوم»