إسرائيل تبحث عن حرب جديدة لأسباب انتخابية !

20172303081226.jpg
حجم الخط

صادف، أول من أمس، رأس السنة الايرانية «النيروز»، الوقت الذي يتساوى فيه الليل والنهار.
لا يوجد مثل هذا العيد للتبشير بالربيع، الذي بعده سيأتي الصيف ومعه عادة تأتي الحرب. كل حرب ستكون مناسبة لنا. ضد «حماس»، ضد «حزب الله» أو في سورية أيضا، مع بقشيش التورط مع روسيا.
لا يوجد مثل الحرب من أجل تجنيد القومية وتفكيك تهديد الانتخابات وبقاء رئيس الحكومة في كرسيه.
التحذيرات الموسمية تم إخراجها من الجارور، فقد فتح رئيس «الشاباك» رزنامة الأعياد ولاحظ أنه مكتوب فيها أن «حماس» ستنفذ عمليات قبل عيد الفصح، وفي القيادة الشمالية يُعدون خطة عمل ممكنة أمام «حزب الله»، والى جانب كل تحذير كهذا يوجد تحفظ مناسب: «لا أحد من الأطراف يريد البدء في الحرب».
التحذير والتحفظ في الوقت ذاته. وفي لحظة واحدة يتم نسيان كل الاحتمالات التي فسرت حتى الآن إلى أي حد «حزب الله» ضعيف ومصاب، ولماذا الصلة الآخذة بالتزايد بين مصر و»حماس» هي ضمانة مناسبة لمنع التورط في المواجهة.
ليس هناك أي رغبة في الحرب. «حماس» لن تكسب من استئناف إطلاق النار على إسرائيل، ليس في عيد الفصح أو في «لاغ بعومر» أو عيد نزول التوراة.
فنتائج عملية الجرف الصامد بينت لها أن الحرب مع إسرائيل لن تضمن النجاح في الساحة الفلسطينية أو العربية.
سيطرتها على غزة مطلقة تقريبا، والتيارات السلفية لا تهددها فعلياً، وحسب رأي إسرائيل تعتبر السيد، ومن هنا فإنها المسؤولة عن الهدوء.
إضافة إلى ذلك، بفضل اعتراف إسرائيل بسيادتها، نجحت «حماس» في خلق توازن ردع، ووضع جدار قوي أمام طموح إسرائيل في القضاء على قيادتها.
على الصعيد السياسي نجحت «حماس» في وضع محمود عباس في زاوية الرافض الفلسطيني الذي يضع علاقة السلطة الفلسطينية مع الولايات المتحدة ومع مصر في موضع الخطر بسبب تصميمه على عدم المصالحة مع «حماس».
استئناف الصراع العنيف مع إسرائيل ليس فقط لن يعطي «حماس» أفضلية استراتيجية، بل من شأنه أن يحطم الوضع القائم المريح.
«حزب الله» أيضا يتصرف بناء على ميزان الردع، ما يسمح له بتحسين وضعه السياسي في لبنان.
تدخله في الحرب السورية لم يمنعه من فرض تعيين الرئيس اللبناني، ميشيل عون، في تشرين الأول الماضي، وهو يقود الصراع نحو قانون الانتخابات الجديد من أجل الانتخابات التي ستجرى أو تؤجل للمرة الثالثة، في أيار القريب، وهو ليس بحاجة إلى جبهة عسكرية أخرى مع إسرائيل التي من شأنها أن تعزز خصومه.
إيران، التي تقترب أيضا من الانتخابات في أيار ليس، لها سبب عقلاني لتحريك «حزب الله» أمام إسرائيل، الآن، حيث إنها تخوض صراع سيطرة في سورية أمام روسيا التي سمحت لإسرائيل حتى الآن بالعمل بشكل حر ضد قوافل السلاح من سورية إلى لبنان.
وليس واضحا إذا كانت سياسة روسيا ستتغير بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة، لكن هذه المفارقة ليست فقط لإسرائيل، بل أيضا لإيران و»حزب الله»، حيث إن المبادرة إلى مواجهة مع اسرائيل من شأنها ترجيح كفة روسيا لصالح اسرائيل.
حسب «حزب الله» أو «حماس» أو إيران أو روسيا فان اسرائيل فقط لديها الآن اعتبار عقلاني للخروج إلى الحرب، لا سيما على خلفية لعبة الانتخابات.
هذه بالضبط هي اللحظة التي مطلوب فيها من الجهات العقلانية، مثل الجيش الإسرائيلي و»الشاباك» والأجهزة الأمنية الأخرى، الكشف عن وكبح كل خطأ سياسي لجر إسرائيل إلى حرب أخرى.
بدل التحذيرات الزائدة التي قد تشعل الحرب يفضل وقف إعداد القلوب لـ «الحرب التي لا خيار فيها». يجب علينا التذكر أن الانتخابات ليست سببا شرعياً للحرب.

عن «هآرتس»