وثق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، "بتسيلم "، كيف جر جنود الاحتلال الاسرائيلي، ولدًا في الثامنة طيلة أكثر من ساعة من بيت لبيت ضمن بحثهم عن راشقي حجارة في الخليل في الضفة الغربية.
وجاء في تقرير للمركز الاسرائيلي أنه في ظهيرة يوم 19-3-2017، قبضت مجموعة من 15 جنديًا وأكثر على الطفل سفيان أبو حتة (8 أعوام)، وكان قد خرج من بيته حافيًا ليبحث عن لعبة ضاعت منه.
أمسك جنديّان به، وجرّه الجنود معًا إلى حارة الحريقة وهم يطالبونه بأن يؤشّر على أولاد كانوا قد رشقوا حجارة وقذفوا زجاجة حارقة، حسب اقوالهم، نحو مستوطنة "كريات أربع".
في اليوم نفسه كانت والدة سفيان، أماني أبو حتة، برفقة اثنين من إخوة سفيان الصغار (3 و4 سنوات) ضيفة في بيت والديها في الحيّ. كانت الأمّ قد طلبت من سفيان أن يصطحب في نهاية اليوم الدراسي أخاه محمد، تلميذ الصفّ الأوّل، إلى بيت جدّه. نحو الساعة 13:30 وصل سفيان وأخوه محمد إلى بيت جدّهما. بعد أن خلع سفيان حذاءه اكتشف أنّه قد ضيّع لعبته التي اشتراها في الطريق. لم تسمح والدته بالخروج، لأنها علمت عن وجود جنود في الحيّ؛ ولكنّ سفيان تسلّل خارجًا ليبحث عن لعبته.
وحسب التقرير فانه بعد دقائق عدّة وصل أولاد من الحيّ وأخبروا أماني أنّ جنودًا قبضوا على ابنها وأنّهم يسوقونه في اتّجاه مستوطنة "كريات أربع" المتاخمة.
وجاء في إفادة أماني يوم 21-3-2017 لباحثة "بتسيلم" الميدانية، منال الجعبري، قصّت أماني ما جرى حين خرجت إلى الشارع: "رأيت أكثر من 15 جنديًا يحيطون بسفيان. اثنان منهما أمسكاه من ذراعيه وجرّوه في اتّجاه بوّابة "كريات أربع". كان بعض الجيران قد تجمّعوا في الشارع وأخذوا يحاولون تخليص سفيان من أيدي الجنود. توجّهت إلى أحد الجنود وطالبته بإعادة ابني إليّ. رفض وقال: إذا كنت تريدين أخذه، عليك إقناعه بأن يخبرنا بأسماء الأولاد الذين رشقوا الحجارة".
وتابعت: حاولت أن أُفهم الجندي أنّنا لا نسكن في الحيّ حيث جئنا زيارة لبيت والدي، وأنّ الولد لا يعرف أسماء أولاد الحيّ؛ ولكن الجندي تجاهل أقوالي وجرّ الجنود سفيان تارةً إلى "كريات أربع" وتارة إلى الطريق الصاعدة نحو منطقة جبل جوهر. كان سفيان يرتجف من الخوف ويحاول اقناع الجنود بأنه لا يعلم شيئًا، لكن دون جدوى. استمرّ الجنود في سحبه حيث بدأوا يقتادونه نحو منازل في الحي، ومنها منزل محمد النهنوش. عندما خرجوا من هناك - بعد نحو 5 دقائق، كان سفيان يبكي. لم يعتقلوا أحدًا من هذا المنزل. لا أدري إن كان الجنود قد ضربوا سفيان داخل ذلك المنزل أو ما الذي جرى هناك. كنت أشعر بخوف كبير وقلق على سفيان.
واردفت: أخذت في البكاء وكنت أركض خلف الجنود من مكان إلى مكان محاولةً تخليصه من أيديهم. رأيتهم يُدخلون سفيان إلى منزل آخر، منزل عائلة أشرف أبو غزالة في هذه المرّة، وعادوا به بعد دقائق.
وأورد التقرير أنه "جرّ الجنود سفيان إلى شارع جبل جوهر، وهناك حاولت إحدى النساء سحبه من أيديهم. وفي هذه الأثناء تجمّعت نساء أخريات حول الجنود، وفي النهاية نجحن في تخليص سفيان وإعادته إلى أمّه".
ووفق التقرير فإن إحدى سكّان الحيّ، مي دعنا المتطوعة في "بتسيلم"؛ وكذلك شخص آخر من سكّان الحيّ، قاما بتوثيق الحادثة على شريط فيديو.