أعلن الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية السفير سعيد ابو علي، أن القضية الفلسطينية بمختلف ملفاتها وأبعادها ستتصدر جدول أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب المقرر عقده في السابع والعشرين من شهر مارس الجاري، وكذلك أعمال القمة العربية الدورية العادية الثامنة والعشرون المقرر عقدها يوم التاسع والعشرين من الشهر ذاته، في البحر الميت بالأردن.
وأشار أبو علي، في تصريح له مساء اليوم الجمعة على هامش أعمال القمة، الانتباه إلى وجود قرارات خاصة تتعلق بالقضية الفلسطينية ستخرج عن القمة العربية في "البحر الميت" تؤكد المواقف الثابتة للشعب الفلسطيني والالتزام العربي بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 وحل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مضيفا ان الأمانة العامة أعدت للقمة مذكرة شارحة تعرض حقيقة ما يجري من انتهاكات إسرائيلية في عموم الأرض الفلسطينية، بما فيها القدس، ومشاريع التهويد التي تستهدفها.
وأكد، أن الوضع في غاية الخطورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء السياسات والممارسات الاسرائيلية والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال، بالإضافة الى تسارع واتساع نطاق الاستيطان بحيث بات واضحا ان إسرائيل تستغل الصمت الدولي، للاستمرار في هذه الممارسات والسياسات والضرب بعرض الحائط بكل المرجعيات الدولية والقانون الدولي.
وقال أبو علي: هناك سياسة إسرائيلية ثابتة تستهدف تهويد القدس، وتهجير أهلها الأصليين، وتغيير معالمها الديمغرافية، ومؤخرا تلقى عدد كبير من الأسر الفلسطينية إخطارات لهدم بيوتها، بالإضافة الى التمدد الاستيطاني الإسرائيلي، واستهداف القدس، خاصة بعد المصادقة على قانون منع رفع الأذان في المساجد من قبل سلطات الاحتلال، مشددا ان كل هذا يستدعي التفكير جديا بإيجاد آليات جديدة تضمن دعم أهالي القدس.
واضاف، أن عمليات الهدم والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في مدينة القدس، تهدف لتغيير الطابع العربي الإسلامي المسيحي للمدينة المقدسة، مشددا على مركزية القضية الفلسطينية للعرب والمسلمين ولأحرار العالم، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من انهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، فلا أمن ولا سلام في المنطقة بل بالعالم بأسره دون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وبشأن الاجتماع المرتقب لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، الاثنين المقبل والذي سيُحضر للقمة العربية الدورية المقررة في البحر الميت الأربعاء، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية، أن الملفات الفلسطينية هي في مقدمة جدول الأعمال والمواضيع المطروحة على القمة.
ودعا أبو علي، لدعم الجهود الفلسطينية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2334 الخاص بالاستيطان وتفعيل آلياته لوضع حد للاستمرار في بناء المستوطنات في أراضي دولة فلسطين بما فيها القدس الشرقية.
وقال "إنه رغم الاجماع الدولي الرافض للاستيطان ومخاطره على حل الدولتين، والذي ظهر جليا في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، تواصل الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تصعيد هجمتها الاستيطانية التهويدية على أرض دولة فلسطين، ضاربة بعرض الحائط الادانات والقرارات الدولية الداعية الى وقف الاستيطان.
واشار الى إن الدبلوماسية الفلسطينية وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس كثفت تحركاتها في ظل التغيرات الحاصلة في خارطة العلاقات الدولية، بهدف التأكيد مجددا على مركزية القضية الفلسطينية، وأولوية حلها لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وحشد الدعم والتأييد للموقف الرسمي الفلسطيني، المتمسك بحقوق شعبنا العادلة والمشروعة.
وأوضح أبو علي، أن الهدف من وراء هذه التحركات والاتصالات، تنسيق المواقف والجهود العربية لتعزيز الجبهة العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، بصفتها قضية العرب الأولى، وضمان حضورها الدائم والقوي على أجندة اللقاءات وصولا إلى عقد قمة عربية ناجحة، تفضي إلى مخرجات تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، وتؤكد مجددا التفاف الزعماء العرب حول قضية العرب المركزية، والتأكيد على الموقف الفلسطيني الداعي إلى حل سياسي تفاوضي للصراع على أساس حل الدولتين.
وقال، "إن العمق العربي ثابت فيما يخص الدعم للقضية الفلسطينية ولن يمسه الزعم الاسرائيلي الساعي للمس بهذا العمق، بهدف عزل الموقف الفلسطيني عن عمقه القومي والاستفراد بالموقف والموضوع الفلسطيني، وهذا ستعبر عنه القمة العربية التي بدأت أعمالها التحضيرية بالأردن في تأكيد التفاف الأمة العربية حول قضيتها المركزية، وهي القضية الفلسطينية، وتأكيد مجددا من قبل القادة العرب بأن قضية فلسطين كانت وسوف تبقى رغم كل ما تجتازه الأمة العربية من واقع صعب وتحديات جسيمة، وهي القضية المركزية التي تحظى بالأولوية والدعم والاجماع العربي.
وفي هذا الإطار عبر الأمين العام المساعد عن عميق تقديره واحترامه للاستضافة والجهود الأردنية لاحتضان أعمال القمة العربية الـ(28) التي تنعقد عليها آمال الأمة بثقة واعتزاز كبيرين بمكانة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ودوره العربي والدولي في خدمة قضايا وطنه وأمته، مؤكداً ان قمة الأردن بقيادة جلالته ستمثل محطة انتقال وتطور في العمل العربي المشترك، ومواجهة التهديدات والإرهاب والانتصار لقضية الأمة، قضية فلسطين.
واضاف أبو علي، أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على تدمير خيار الدولتين من خلال استمرار الاستيطان وفرض الوقائع على الأرض الفلسطينية سيؤدي إلى المزيد من التطرف وعدم الاستقرار، مشددا على وجوب هزيمة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله، وذلك حتى تتمكن شعوب المنطقة من العيش بأمن وسلام واستقرار.
وقال، "إن ما قامت به الحكومة الإسرائيلية في سن تشريع في "الكنيست" يجيز سرقة الأراضي الخاصة المملوكة لأفراد فلسطينيين لصالح المستوطنين، وما قامت به من إعلانات استيطانية جديدة لبناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية في الارض المحتلة منذ العام 1967، هو عدوان على الشعب الفلسطيني، ومخالف للقانون الدولي، وتحدٍ سافر للموقف الدولي الذي تم التعبير عنه بوضوح عندما تبنى مجلس الأمن قرار 2334، مشددا على استمرار مواجهة ما تقوم به دولة الاحتلال في المحافل الدولية كافة، بما فيها القضاء الدولي، على طريق النضال المستمر لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.