عنوان المقال مشتق من عناوين ثلاث روايات، ومقال، سُمع لها ضجيج عند نشرها، ومن حقي كقارئ أن أتفق وأختلف في بعض النصوص، لكني في نهاية الأمر وجدت نفسي طرفاً في معادلة يجب أن أعبّر عنها من خلال رأي ينمو يوماً بعد يوم، ويكبر كوني أتنفس وأحيا به.
قبل البدء، أنا مع حرية الرأي والتعبير، وضد إطلاق الأصوات الفارغة من أجل جذب الأنظار والإضاءة، ومنحاز بشكل كامل لحبيبتي رام الله على الرغم من أنني أتقاتل معها عند كل لقاء مع فنجان قهوة، وعلى الرغم من أنها تتحمل ما لم يتحمله الآخرون، وعلى الرغم أن هناك من يحاول طعنها باسم الدين والمعتقدات والعادات الرجعية، ليعطي الحق لفكره "الليبرالي الداعشي" في محاسبة أهلها!
من لا يستطيع تسمية الأمور بمسمياتها لا يحق له إطلاق اسم رام الله كعنوان لمرحلة، أو وصف أخطاء البعض كونهم يسكنونها دون ذكر الاسم المراد كحالة من الهروب والاختباء خلف اسم رام الله. قد نختلف حول ما يحدث في داخلها، لكن سأقف معها لحمايتها حتى الرمق الأخير مثل ساموراي وضع نفسه لخدمة بلاده.
من حق من يخضع للاحتلال أن يحلم دون أن تتم محاسبته على أحلامه، المحاولة في تحقيق الحلم ليست جريمة وإنما الجريمة هي وجود الاحتلال، وإن كان حلمه خطأ.. هل علينا إعدام الضحية على حلمها وترك الاحتلال؟! الخطأ في المشهد ليس الفندق وإنما المستوطنة التي تم تشييدها على أرضنا، نعم هناك من زرع الوهم في أحلامنا محاولاً تشويه الحلم، لكن ما ذنب رام الله!!
في مختلف أنواع التجمعات السكانية هناك جرائم تحدث، ورام الله مثل باقي المدن العالمية والفلسطينية. الجريمة الكبرى هي معرفة "المثقف" بمسرح الجريمة معرفة كاملة، لكنه يكتفي بلعب دور المشاهد، على الرغم من أنه هو الشاهد الأساس والأقوى بأرقامه وتحليلاته ونقده وأدواته المعرفية على مسرح الجريمة، ما يؤدي إلى انعزال "المثقف" عن المشهد بشكل جبان. والأخطر من هذا أن يقوم بالتشهير في الجرائم دون معرفة الحقائق فيستخدم اسم رام الله كحالة من الرمزية لمدلولات لا يستطيع أن يشير بإصبع الاتهام إليها!!
لا أستطيع أن أتخيل كمية البغض المفرطة عند بعض "أشباه المثقفين" للمدينة التي تحتضنهم وتفتح لهم مختلف أبوابها أكثر من تربتهم الأولى. بالتأكيد هناك مشاهد وممارسات لا أتفق معها، لكن هذا لا يعطي الحق بذبح المدينة، وإنما يعطي دافعاً للاشتباك البنّاء مع المؤسسات المختلفة من أجل التغيير المتراكم؛ لما فيه مصلحة للمواطن، وهذا ما يحدث بشكل صحي ودائم مع المحافظة، البلدية، شرطة المرور، المحلات التجارية، والمؤسسات الثقافية.
أستطيع أن أفهم وأتفهم أن رام الله تتحمل المشروع السياسي وتبعاته، والاقتصادي وتبعاته، والثقافي وتبعاته، والاجتماعي وتبعاته، لكني لا أستطيع أن أفهم وأتفهم كيف على رام الله أن تتحمل من يعيش بتناقض مع ذاته فكراً وممارسة، ويحمّلها مسؤولية مشاربه الفكرية المتذبذبة بناءً على مصالحه المادية؟!