مازن فقهاء.. دلالات وعبر

سامي.jpg
حجم الخط

مازن فقهاء هذا الرجل الدمث صاحب الاخلاق العالية الذي يتحدث بحكمه وبصوت منخفض لا ينفعل لأقل سبب , يحب النقاش ويستمع اكثر ما يقول , هذه النوعية من الرجال تخيف العدو الصهيوني هذا العدو الذي لا يهمه من يمسك الميكروفون ويبدأ بالنعيق لا , يهمه الذي يعمل بصمت ولا يتحدث كثيراً يبحث عن القيادة التي لا يعرفها أحد يبحث عن رجال يهمهم العلم أكثر ما يهمهم عدسات الكاميرات , هؤلاء هم من يخيفون العدو , من اجل ذلك كان مازن أول من تحرك وخطط ونفذ الانتقام رد على استشهاد قائد كتائب القسام صلاح شحادة عملية من نوع آخر , قتل سبعة من الصهاينة لذلك حتى بعد تحريره من خلال صفقة شاليط لم ينسوه الخونة ومخابرات العدو , ظل يؤرق نومهم الى ان قاموا امس بعملية اغتياله في غزة ولكن هل هذا الاغتيال جاء هكذا ام انه تم تخطيطه وفي هذا الوقت بالذات وعلى ارض غزة .. لماذا؟؟

أولاً: فكر العدو ملياً في عمل شيء بعد تولي قيادات جديدة للأخوة في حركة حماس وقالوا لهم في هذا الاغتيال اننا قادرون ان نصل الى بيوتكم , لذلك يجب ان يكون الرد بنفس الطريقة وليس بردة فعل وطنية عن طريق اطلاق صواريخ او مدافع وما الى ذلك , يجب ان يكون الرد كما فعل رفاق ابو علي مصطفى , مازن رجل قلما نجد مثله , ويجب ان يكون ردنا مساوِ لهذا القدر.

ثانياً: اراد العدو وعملائه في غزة ان يحبطوا من عزيمة الشعب الفلسطيني ويقللوا من قوة المقاومة الفلسطينية ليقولوا للشعب لديكم عدة اجهزة عسكرية في غزة ونحن وصلنا واخترقنا ونفذنا وهم لا يدرون شيئاً , لذلك يجب على كافة الاجهزة الامنية في غزة الوصول الى منفذي هذا العمل الاجرامي وبأسرع وقت ونشره في كافة الوسائل الاعلامية الفلسطينية كي يعرف الشعب الفلسطيني ان هذه الاجهزة تعمل ليلاً نهاراً لحمايته.

ثالثاً: رسالة يرسلها الموساد الاسرائيلي الى كافة اجهزتنا الامنية وفصائلنا المسلحة ان الاسرائيلي لا ينسى من يقتله ولا بد من الوصول الى كل شخص يحاول ان يقوم بعمل عسكري لقتل الاسرائيليين اي ارادو ان يبثوا الخوف في قلوب مقاومتنا.

رابعاً: ارادوا ان يبعثوا برسالة الى الامن الداخلي الفلسطيني وتغنيه ان الاحتلال يلقى صعوبة في تنظيم عملاء من غزة والرسالة تقول انه لولا تواطؤ العملاء على الارض ما استطاعوا ان يغتالوا مازن.

خامساً: نتيجة للوضع السياسي الاسرائيلي في الداخل ارادت القيادة الصهيونية بهذا الاغتيال ان تهرب للأمام من معضلتها السياسية وتشغل الرأي العام الاسرائيلي بهذا الاغتيال وتوقعاته برد المقاومة على ذلك.

لذلك يجب علينا نحن كفلسطينيين استخلاص العبر من هذا الحدث الاليم واول هذه العبر هو انهاء الانقسام والعمل على الوحدة الوطنية والنظر الى مصلحة الشعب الفلسطيني بعيداً عن الانتماءات التنظيمية البغيضة والانتباه لمصلحتنا الوطنية وعدم الانجرار وراء المهاترات والمؤامرات الاقليمية البغيضة من اجل حفنة من الاموال المشبوهة , الشعب الفلسطيني يستطيع العيش على الكفاف فقط توحدوا وكونوا قيادة وطنية واسلامية موحدة وقوموا بوضع برنامج حد ادنى يجمعكم ويوحدكم وقابل للتنفيذ حتى تكونوا انتم بحجم هذه التصحيحات وبحجم دماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل كرامة ورفعة هذا الشعب العظيم.