مـــلـــف خـــــاص

بعد اغتيال "مازن فقها".. هل تتدحرج كرة اللهب نحو تصعيد شامل في غزة؟!

بعد اغتيال "مازن فقها".. هل تتدحرج كرة اللهب نحو تصعيد شامل في غزة؟!
حجم الخط

استشهد الأسير المحرر القسامي: مازن فقها (39 عاماً)، إثر تلقيه ست رصاصات من سلاح كاتم للصوت أمام منزله غرب مدينة غزة، في عملية أمنية معقدة، تُشبه إلى حد كبير عمليات الاغتيال التي نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي، منذ بداية الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي بحق قيادات المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج،

وفي هذا الإطار، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، إن الاحتلال الإسرائيلي بهذه الجريمة النكراء، يؤكد على جبنه وتخوفه من المقاومة وأركانها، كما يُشير إلى عجزه عن كسر المعادلة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية.

بدوره، اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل خلال حديثة لوكالة "خبر"،أن هذه الجريمة النكراء لا يمكن أن تمر مرور الكرام، مؤكداً على أن المقاومة قادرة أن تثأر من دماء قادتها.

من جهته، أوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة خلال اتصال هاتفي مع وكالة "خبر"، أن المستفيد من عملية الاغتيال، هو الاحتلال وأعوانه، مضيفاً أن هذه العملية منعطف خطير في إطار التعاطي الإسرائيلي مع ملف الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار.

وأكد قاسم خلال حديثة لوكالة "خبر"، على أن الاحتلال واهم إذا ظن أن اغتيال الشهيد فقها، سيهز إرادة المقاومة، أو أن يوقف زحف كتائب القسام في مسيرة التحرير.

وشدد المدلل على أن اغتيال القيادات الفلسطينية سيزيد من شعلة الجهاد والمقاومة على أرض فلسطين، مبيّناً أن هذه العملية الجبانة لا يمكن أن تضعف من معنويات الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

ودعا أبو ظريفة، إلى ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ومحاسبة الاحتلال في إطار المؤسسات الدولية على هذه الجرائم من خلال انتفاضة شعبية واسعة تنخرط فيها جميع فصائل العمل الوطني.

واعتبر قاسم أن استشهاد القائد مازن فقها، كما غيره من القادة والمجاهدين؛ هو ضريبة مواصلة النضال لتحرير فلسطين، مضيفاً أن دماء الشهداء كانت دائماً وقوداً دافعاً لاستمرار المقاومة.

وطالب المدلل بالعمل على إتمام المصالحة الفلسطينية لردع إجرام الاحتلال الإسرائيلي المستمر، بحق أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته، بالإضافة إلى ملاحقة العملاء كونهم يد الاحتلال في تصفية قيادات المقاومة.

كما دعا أبو ظريفة فصائل العمل الوطني والجهات التي رعت صفقة وفاء الأحرار، إلى الضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته وجرائمه بحق الأسرى المحررين.  

وأشار قاسم إلى أن اغتيال القائد فقها، جولة في صراع ممتد، لن يتوقف إلا بانتصار الشعب الفلسطيني، وزوال الاحتلال، مضيفاً "هذا هو منطق التاريخ، وسنة الحياة، وتجارب الشعوب."

وشدد المدلل، على ضرورة تكاتف المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو وملاحقة العملاء، ووضع استراتيجية تردع الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة.

ووجه أبو ظريفة رسالة عزاء للمقاومة وحركة حماس باستشهاد القائد "فقها"، مطالباً الأسرى المحررين بأخذ الحيطة والحذر وقطع المحاولات الجبانة التي يقترفها الاحتلال.  

                          هل تتدحرج كرة اللهب نحو تصعيد شامل ؟!

بدوره، قال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة حسام الدجني، إن الاحتلال والشاباك الإسرائيلي باغتيال الشهيد "فقها" أرادا توصيل ثلاث رسائل لحركة حماس، من أهم تلك الرسائل موجهة للخلايا المسلحة بالضفة الغربية.

كما اعتبر المحلل السياسي أحمد رفيق عوض في تصريح خاص بوكالة "خبر"، أن إسرائيل أرادات باغتيال الشهيد "فقها"، أن تفحص طبيعة الرد والكيفية التي سترد بها حركة حماس، وأيضاً القضاء على صفقة وفاء الأحرار، خاصة أن قامت بملاحقة غالبية الأسرى المحررين بالصفقة.

وأضاف الدجني خلال حديثة لوكالة "خبر"، أنها رسالة أيضاً للقيادة الجديدة في المكتب السياسي، بأنه لا أحد بعيد عن اليد الإسرائيلية، وأيضاً رسالة للمنظومة الأمنية في غزة بأن جهودكم بالقضاء على العملاء فاشلة، وأن خلايا إسرائيل في غزة ميتة، ويستطيع الشاباك تحريكها متى شاء.

وأشار عوض إلى أن إسرائيل تريد أن تفحص رد حركة حماس، على عملية الاغتيال، بحيث ستؤدي إلى مزيد من الاعتدال، أم أن ستكون متشددة بعد إصدارها الوثيقة الجديدة التي سبقها تعيين السنوار قائداً لحماس.

واعتبر الدجني، أن الاحتلال أراد من وراء عملية الاغتيال، أن يوجه رسالة لكل من يحاول تحريك انتفاضة القدس، وتشكيل خلايا مسلحة بالضفة الغربية، بأنه لن يكون بعيداً عن التصفية من قبل الاحتلال.

واعتقد عوض، أن الهدف من اغتيال الأسير المحرر "فقها"، هو إرباك حماس وإضعافها، بالإضافة إلى تحييد شخصيات مهمة فيها، وبث الخوف والهزيمة في أنفسهم.

وحول سيناريو وردود المقاومة الفلسطينية بعد اغتيال الأسير المحرر مازن فقها، قال الدجني إن الرد سيكون متروك لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية التي تقدر الموقف بشكل جيد، كون العلاقة مع الاحتلال في حالة اشتباك مستمرة، ولا تنبني على ردود الأفعال على العواطف، وأن المعركة طويلة ومستمرة مع الاحتلال.

واستبعد عوض، أن تقوم حركة حماس بالرد بشكل أو بآخر على عملية الاغتيال، حيث أن هذا ما شهدناه بعد اغتيال الزواري في تونس، مشيراً إلى أن اغتيال "فقها" حتم على حماس أن ترد على الجريمة، لتحافظ على مصداقيتها أمام جماهيرها.

ونوه الدجني إلى أن المقاومة عودت شعبها خلال السنوات السابقة، أنها ترد بالمستوى والحجم الذي تراه مناسباً، حيث أن هذا الأمر مرتبط بطبيعة قراءة الأحداث والمتغيرات، مؤكداً على أن المقاومة قادرة على تحديد المكان والزمان المناسبان للرد على العدوان الإسرائيلي.

وتوقع عوض أن ترد حركة حماس على اغتيال الأسير مازن فقها، بنفس الحجم والطريقة التي قامت بها إسرائيل، مستبعداً أن تتدحرج الكرة نحو التصعيد أو اشتباك واسع من الطرفين حماس وإسرائيل.