اغتيال فقهاء: "حماس" تتحسس طريقها في الظلام

thumb.php.jpg
حجم الخط

بعد أكثر من يومين على تصفية مسؤول المنظمة الكبير، مازن فقهاء، في قطاع غزة ليس لـ»حماس» طرف خيط يؤدي الى معلومة حقيقية عن المغتال أو المغتالين الذين نفذوا التصفية أو من ساعدوهم، إذا كان يوجد مثل هؤلاء. لا أحد في قطاع غزة يعلم كم شخصاً نفذ التصفية، كيف وصلوا وكيف هربوا؟ لم يكن أحد شاهدا على التصفية، ولم تُسمع الرصاصات الاربع التي أصابت رأس فقهاء.
في إشارة الى الحرج الكبير، الذي يسود أوساط قيادة «حماس» في القطاع في أعقاب التصفية، فرضت «حماس» عملياً حصاراً على كل المخارج من قطاع غزة حين أعلنت في خطوة شاذة جداً عن إغلاق المعابر. فمنع الخروج والدخول من والى القطاع تضمن أيضا فلسطينيين وجهات عربية أو دولية أيضا. وبالتالي يمنع حتى إشعار آخر خروج الاشخاص المتواجدين في القطاع من معبر «ايريز» الى اسرائيل وكذا الخروج الى مصر عبر معبر رفح، اذا ما قررت مصر فتحه. بل ان «حماس» منعت الصيادين الغزيين من الخروج الى البحر خوفا من أن من يرتبط بشكل مباشر او غير مباشر بالتصفية سيستغل الفتحة البحرية كي يهرب عبر البحر الى إسرائيل أو الى مصر.
وانتشرت أجهزة الامن لدى «حماس» بشكل مكثف على طول الحدود مع اسرائيل ومصر لمنع الفرار المحتمل لهذه المحافل التي يحتمل ان تكون مرتبطة بالتصفية.
وقال مصدر في أجهزة الأمن الفلسطينية لـ»يديعوت احرونوت» إنه حسب المعلومات التي لديهم، فان «حماس» تتحسس طريقها في الظلام في كل ما يتعلق بالتصفية. وأشار المصدر الى أن شكل التصفية يدل على أنها تمت على ايدي مهنيين، ولهذا فانه يقدر بأن اسرائيل تقف خلفها من خلال قوة خاصة دخلت الى قطاع غزة وخرجت منه فور التنفيذ وليس من خلال عملاء فلسطينيين داخل قطاع غزة.
وقدرت مصادر في غزة بان المغتال أو المغتالين وصلوا الى القطاع من خلال البحر. ففقهاء، الذي صفي الى جانب بيته، كان يسكن في حي تل الهوى في غزة المجاور للبحر، وهذه حقيقة تؤكد برأي تلك المصادر هذا التقدير. وروت أرملة فقهاء بانها في مساء التصفية خرجا مع الأولاد للتنزه. وعندما عادوا في السيارة الى مدخل المبنى الذي يسكنون فيه نزلت من السيارة مع أولادها وذهب هو لإيقافها. وبعد نحو نصف ساعة رووا لها بأن زوجها وجد مصاباً بالنار. وقالت: «نحن نطالب بالرد كي لا تتكرر مثل هذه التصفيات، وكي يكون مازن الأول والأخير».
في قيادة «حماس» السياسية والعسكرية يحافظون منذ جنازة فقهاء، السبت الماضي، على الصمت التام، فأغلب الظن بناء على قرار عام بعدم اشراك الجمهور في أي من تفصيلات التحقيق المكثف جدا الذي يجرونه كي يجدوا طرف خيط يؤدي الى اعتقال المغتالين أو مساعديهم.

عن «يديعوت»