في يوم المياه العالمي

الحمد الله: إسرائيل تنتهك أبسط القوانين بحرمان الشعب الفلسطيني من موارده

الحمد الله: إسرائيل تنتهك أبسط القوانين بحرمان الشعب الفلسطيني من موارده
حجم الخط

قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، إن إسرائيل "تنتهك أبسط مواثيق الحقوق الإنسانية المتمثلة بحرمان الشعب الفلسطيني من استغلال موارده، في حين تسمح للمستوطنين باستهلاك أضعاف مضاعفة من المياه".

وأوضح الحمد الله، خلال كلمته في يوم المياه العالمي اليوم الاربعاء، في مدينة رام الله، "أن هذه المناسبة تعتبر ذات أهمية كبيرة لفلسطين، نظرا لدورها في إبراز ما يعانيه شعبنا من احتلال وقيود إسرائيلية لا متناهية، وعلى رأسها الحصار المائي المتمثل في الاستغلال الفاضح لموارد المياه الفلسطينية"، مؤكداً رفض ابتزاز إسرائيل بهذا الشأن مقابل الاعتراف بالمستوطنات.

وتابع الحمد الله: "لقد واجه قطاع المياه مطامع وتعنت إسرائيل ومحاولاتها المستمرة وبشكل ممنهج في استخدام المياه كأداة للتضييق على شعبنا ومنع إقامة دولتنا، وتقويض أسس التنمية الاقتصادية والاجتماعية بجميع مكوناتها، وحرمان الفلسطينيين من بناء دولة قابلة للحياة، بالتزامن مع تزايد الشح المطري وإستنزاف الموارد، ذلك كله في ظل الطلب غير المسبوق على مواردنا المائية المحدودة والتي تتناقص يوما بعد يوم بسبب التزايد السكاني والزيادة المضطردة لمتطلبات التنمية".

وقال رئيس الوزراء: "أولت الحكومة الفلسطينية قطاع المياه أولوية خاصة، ودأبت على تجميع الجهود المبذولة لحماية مواردنا المائية، ولفت الانتباه لعدالة قضيتنا، والمطالبة بحقوقنا الإنسانية في المياه، في جميع المحافل الإقليمية والدولية، إضافة إلى وضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة التحديات الكبيرة التي يفرضها الاحتلال، ودعم كافة الجهود الرامية إلى تطوير خدمات المياه والصرف الصحي لكافة التجمعات الفلسطينية بما فيها التجمعات القاطنة بصمود في المناطق المهمشة".

وأردف الحمد الله: "إن الحديث عن معاناة هذه التجمعات، يقودنا إلى التطرق إلى تفعيل آلية عمل لجنة المياه المشتركة، والتي نعتبرها خطوة في غاية الأهمية لنا، كونها ستتيح إمكانية تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية المتعلقة بشبكة المياه والصرف الصحي في كافة المناطق الفلسطينية، بما فيها التجمعات الفلسطينية في مناطق "ج"، والتي كانت لسنوات تقف عائقا أمام حصول هؤلاء على حقهم الإنساني في المياه".

وأستدرك رئيس الوزراء: "لقد أشرفنا بعين الحرص والمسؤولية الوطنية على الجهود المبذولة من قبل فريق سلطة المياه القائم على هذا الموضوع برئاسة رئيسها المهندس مازن غنيم، والذين نقدر لهم عاليا هذا الإنجاز، والذين استطاعوا انتزاع صلاحية تنفيذ مشاريع مستقبلية ملحة لشعبنا دون المساس بالثوابت، لا سيما في ظل تعنت إسرائيل ومحاولاتها في ابتزازنا للإعتراف بالمستوطنات، الأمر الذي نعتبره مرفوضا مهما كان الثمن".

وأوضح الحمد الله: "أزمة المياه في قطاع غزة، وصلت منحنى خطيرا جدا، جعلنا نسعى بكافة السبل المتاحة لوضعها على أجندة صناع القرار والسياسيين والمانحين الدوليين. فنحو 97% من المياه الجوفية غير صالحة للاستخدام الآدمي وفق معايير منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي يعرض حياة أهلنا في القطاع إلى مخاطر صحية وبيئية، وندعو المجتمع الدولي وكافة الدول الصديقة والدول المانحة لمساندتنا في إنجاح مؤتمر المانحين والذي سيعقد في أيار القادم، لإنشاء محطة تحلية المياه في القطاع، بتكلفة تقارب ستمائة مليون دولار، ونطالب حركة حماس بالإفراج عن قطعة الأرض التي سيقام عليها المشروع".

واستطرد رئيس الوزراء: "نحن نفخر أننا استطعنا رغم الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة إنشاء محطات للمعالجة المركزية في عدد من المحافظات، كما أن مشاريع التحلية القائمة في غزة ومشروع التحلية المركزية هي خطوات حقيقية بالاتجاه الصحيح في هذا المجال، وإننا ندعو أبناء شعبنا إلى ضرورة الوعي لأهميتها ولدورها الكبير في الحد من أزمة المياه المتفاقمة".

وقال الحمد الله: "رغم الصورة القاتمة، والتحديات الصعبة إلا أن طموحنا وإرادتنا أكبر، كما أنّ ثقتنا بشركائنا، والمجتمع الدولي المؤمن بعدالة قضيتنا تعزز من إصرارنا وعزيمتنا لبناء مستقبل أجيالنا، مستقبلا يعيش فيه أطفال فلسطين حياة طبيعية كباقي أطفال العالم". 

واختتم رئيس الوزراء كلمته: "بهذه المناسبة كذلك اسمحوا لي وباسم فخامة الرئيس محمود عباس والحكومة أن اعبر عن اعتزازنا وتقديرنا لجهود سلطة المياه الفلسطينية وعمل طواقمها المستمر رغم الصعوبات والقيود وقلة الإمكانيات، ومن على هذا المنبر فإننا نؤكد على دعمنا لهذه الجهود ووقوفنا إلى جانب سلطة المياه والمؤسسات الشريكة حتى تتحقق الخطط الطموحة الرامية إلى تطوير خدمات المياه والصرف الصحيّ على مستوى الوطن".

بدوره، قال رئيس سلطة المياه مازن غنيم لقد اعتمد هذا اليوم الـ28 من شهر اذار/ مارس من كل عام، "للفت النظر الى الواقع المائي في العالم اجمع، ولتوفير المياه لكل البشر بشكل امن، ونحن هنا في فلسطين نحيي هذا اليوم بشكل خاص مع  سرقة وسيطرة الاحتلال على جميع الموارد المائية في الارض المحتلة".

واضاف: يتزامن هذا اليوم مع يوم الارض الخالد، للتأكيد على حقنا في ارضنا، ومائنا  الذي هو احد الملفات الخمسة المطروحة على طاولة المفاوضات، عنصر اساسي من عناصر قيام الدولة المستقلة.

وأكد غنيم ان العام الماضي شهد انجاز مشاريع مهمة في قطاع المياه ومياه الصرف الصحي، في مناطق جغرافية واسعة في المحافظات الشمالية والجنوبية في الوطن، خاصة في مجال تكرير مياه العادمة التي يهدر معظمها هباء، بدلا من استغلالها في قطاع الصناعة والزراعة.

وأشار إلى إن الضفة تشهد مشاريع تتعلق بإقامة محطات الصرف الصحي في الخليل وبيت لحم وطوباس، وفي قطاع غزة هناك 3 مشاريع تتعلق بالمياه العادمة خاصة مع الوضع المائي الكارثي الذي يعانيه قطاع غزة المحاصر، وسيطرة الاحتلال على مصادر المياه مما جعل قرابة 97% من مياه القطاع غير صالحة للشرب.

وشدد غنيم على ان الحكومة الفلسطينية عمدت الى اقامة مشاريع محطات تحلية لمياه البحر، الى جانب محطات معالجة المياه العادمة، واصلاح خزان المنطار الذي استهدفه الاحتلال في الحرب على اهلنا في قطاع غزة، الى جانب مشروع التحلية المركزي والذي تصل تكلفته الى حوالي 600 مليون دولار، وهو مشروع اخذ السيد الرئيس ورئيس الوزراء على عاتقهما اتمامه وانجازه رغم كافة الصعوبات والمعيقات.

وتابع غنيم، إن هذا "الوضع المائي الكارثي في القطاع يضاف اليه الواقع الصعب في مجال الطاقة التي يعتمد قطاع معالجة المياه العادمة عليه، لذا لجأنا الى استغلال الطاقة الشمسية في هذا الاطار، لضمان تخفيف المعاناة عن اهلنا في القطاع".

وقال غنيم ان اللجنة المائية المشتركة مع الاحتلال تعمد الاخير تعطيلها 6 سنوات وتم وقف 97 مشروعا مائيا، "لابتزازنا بالموافقة على ربط هذه المشاريع بالاستيطان وهو ما نرفضه، الا اننا استطعنا اعادة تفعيل هذه اللجنة وما زال امامنا الكثير مما نطمح له، وافضل ما وصلنا اليه هي مشاريع خلف الجدار حيث وصلت المياه لأول مرة لمواطنين هناك لدعم صمودهم".