تضارب أميركي بشأن مصير الأسد

تضارب أميركي بشأن مصير الأسد.jpg
حجم الخط

تضاربت تصريحات أميركية بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد؛ حيث قالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي إن إزاحته ليست أولوية لبلادها، بينما صرح وزير الخارجية ريكس تيلرسون من أنقرة بأن مصير الأسد يقرره الشعب السوري، فيما قال مصدر بالبعثة لدى الأمم المتحدة إن ما نـُقل عن هالي بشأن الأسد "مضلل بعض الشيء".

وصرحت هالي لصحفيين في مقر البعثة الأميركية بنيويورك الخميس؛ بأن الأمر يتعلق بتغيير الأولويات، وقالت في هذا الإطار "أولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على طرد الأسد، لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة".

وقالت المسؤولة الأميركية إن بلادها ستركز على التوصل لحل سياسي في سوريا من خلال التعاون مع دول من بينها تركيا، كما ستركز على طرق التخلص من نفوذ إيران التي تدعم الأسد.

وأضافت المندوبة، "أعتقد أن روسيا تحاول إيجاد حل سياسي، لكنها تحاول ذلك مع بقاء الأسد وهذه مشكلة. لن أخوض من جديد في مسألة هل يجب أن يبقى الأسد أم لا. لكن سأقول إنه يعرقل أي محاولة للتقدم، وإيران عقبة كبيرة أيضا.. عندما يكون هناك زعيم مستعد للذهاب بعيدا إلى حد استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه، فهذا يجعلك تتساءل ما إذا كان هذا الشخص يمكن حتى العمل معه".

وفي حين أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كانت تؤكد على ضرورة رحيل الأسد وتصفه بغير الشرعي قبل أن تخفف من موقفها، فإن إدارة ترمب تجنبت الحديث عن رحيل الأسد، وبدا أنها تركز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

في الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته للعاصمة التركية أنقرة الخميس إن وضع الأسد سيقرره الشعب السوري.

لكن مصدرًا بالبعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة أوضح بأن ما نـُقل عن المندوبة هالي بشأن مصير الأسد مضلل بعض الشيء، مضيفا أنه "من الواضح أن الأسد مجرم حرب، وأن مستقبل سوريا سيكون أفضل بكثير من دونه".

وأشار المصدر إلى أن للولايات المتحدة مصالح في سوريا ليست محصورة في شخص الأسد، وتشمل هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، والقضاء على النفوذ الإيراني، وحماية الحلفاء في المنطقة، وإحلال السلام في سوريا.

وتأتي التصريحات الأميركية بينما أكد وفد المعارضة السورية في جنيف رفضه أي دور للأسد وأركان نظامه في عملية سياسية انتقالية محتملة قد تسفر عنها المفاوضات.

وقالت عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية فرح الأتاسي إن على الولايات المتحدة أن تتولى دور القيادة، وأن تركز فقط على محاربة تنظيم الدولة.

وأضافت الأتاسي، في تصريحات على هامش جولة المفاوضات السورية غير المباشرة بمدينة جنيف السويسرية، أن على واشنطن أن تضغط على روسيا وتتعامل مع المعارضة السورية كشريك يمكن الاعتماد عليه في مكافحة "الإرهاب".

وشددت على أن محاربة "الإرهاب" يجب ألا تقتصر على تنظيم الدولة، وإنما تتعداه إلى المليشيات الإيرانية أو المدعومة من طهران، ومنها الحرس الثوري وحزب الله اللبناني.

كما قالت القيادية في المعارضة السورية إن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية يصدران رسائل متضاربة بشأن سوريا.

وفي جولة المفاوضات الرابعة بجنيف دعا رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري إدارة ترمب والمجتمع الدولي إلى دور أكبر في العملية السياسية بسوريا، وحث واشنطن على القيام بدور جدي فيما يتعلق بالتصدي لتدخلات إيران.