يصادف اليوم لأحد، الذكرى السنوية الخامسة عشرة لمجزرة مخيم جنين، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بعدما خاضت معارك شرسة مع المقاومة الفلسطينية على مدار عشرة أيام.
وقد تعرض خلالها المخيم لقصف متواصل، شاركت فيه الطائرات والدبابات بمشاركة الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي، الذي فرض حصارا على مخيم ومدينة جنين وعزلهما بشكل كامل عن العالم الخارجي، وبدأت في الثالث من نيسان عملية "السور الواقي" .
وبهذه المناسبة، اعلنت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين، وحركة "فتح"، ومؤسسات وفعاليات وأهالي مخيم جنين عن تنظيم سلسلة فعاليات وأنشطة، تخليدا لتلك الذكرى التي سجل فيها اهالي المخيم والفصائل الوطنية والإسلامية موحدين مقاومة شديدة، اعترف الجيش الإسرائيلي وقتها بقوتها وإنها الأعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، إذ قتل فيها 23 جنديا اسرائيليا وأصيب عشرات آخرون، في حين استشهد 58 مواطنا وأصيب المئات .
واستذكرت اللجنة أنه "بعدما دمرت اسرائيل البنية التحتية للمخيم وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات، وأغلقته أمام طواقم الإسعاف والإغاثة والطوارئ بما فيها العالمية، وحظرت على وسائل الإعلام دخوله، استخدم الجيش البلدوزرات الأميركية الضخمة التي هدمت مئات المنازل وشردت أهالي المخيم، بعدما طردهم الجيش، فاعتقل الرجال والشبان، وأرغم النساء والأطفال على مغادرة المخيم، واستمرت عمليات الهدم، حتى اعتقلت اخر مجموعة من المقاتلين بعدما حوصروا في احد المنازل" .
وأعيد بناء المخيم على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة، عندما اصدر الأمير الراحل الشيخ زايد بن نهيان تعليماته بإعادة بناء جميع المنازل التي هدمت، بينما قدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مساعدات مالية بلغت 25 ألف دولار لكل عائلة هدم منزلها، كذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي قدم المساعدات للأهالي الذين عاشوا لحظات عصيبة في ظل القصف والحصار، خاصة بعدما فشل مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة بإرسال لجنة تحقيق رسمية في المجزرة جراء الضغوط والرفض الاسرائيلي والفيتو الأميركي .
وتشتمل فعاليات احياء الذكرى على انشطة وطنية وثقافية ورياضية تنطلق اليوم، وتفتتح بمسيرة تنطلق من دوار الخدمات تجاه مقبرة الشهداء، وتنتهي بمهرجان خطابي وتكريم في ملعب الخدمات، وتستمر الفعاليات حتى يوم الجمعة المقبل، وتشمل ندوات سياسية وعرض فيلم مصور عن المجزرة، ويوما طبيا مفتوحا في جمعية العمل النسوي بالتعاون مع الخدمات الطبية العسكرية، وشهادات حية عن المجزرة والمعركة في جمعية "كي لا ننسى".