قد يعتبر البعض أن العثور على الشريك المناسب لك عملية مرهقة. لكن الجهد المطلوب بذاته للحفاظ على العلاقة، أكبر بكثير من ذلك الذي يتطلبه العثور على الشريك المناسب والمتوافق مع متطلباتك.
ومع مرور الأشهر والسنوات على العلاقة، لا يعد التخلص من الملل ذو أهمية قصوى لصحة العلاقة فحسب، بل بناء الثقة ودعم الشريكين لبعضهما عندما ترمي الحياة أمام طريقهما عقبات غير متوقعة.
إن تجاهلتِ ذلك ستخاطرين بتحويل الشخص الذي أحببته إلى شخص مكروه. ولتجنب الوصول لهذه المرحلة يذكر مستشارون في الجمعية الخيرية للعلاقات “Relate” أكثر الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص شيوعاً، ويمكن تجنبها بسهولة.
العلاقة الحميمة
ممارسة الجنس ليست مشكلة كبيرة كما يعتقد الغالبية تقول المستشارة باربرا بلومفيلد: “الجنس هو مصدر متعة كبيرة في العلاقات ومصدر متعة شافية أيضاً، لكن إن كان الشريكان لا ينزعجان من عدم ممارسته، فباستطاعتهما أن يكونا في علاقة عاطفية وغير جنسية ممتعة أيضاً”.
التواصل هو المفتاح
وبشكل أساسي، حسب الخبراء، يعد التواصل هو أهم جزء في العلاقة. وإذا اتفق الزوجان على أن الجنس ليس أولوية، عندها لا يوجد سبب يمنع نجاح علاقتهما.
إلى ذلك، يقول المستشار غوبريت سينغ: “في العلاقة الصحية يتفق الطرفان على ما هو مناسب لكليهما، التوقعات غير المطابقة قد تؤدي إلى الشعور بالاستياء والتسبب بمشاكل في العلاقة”.
ويضيف آخر أن الخطر يأتي عندما يتجنب الزوجان بعضهما لتجنب ممارسة الجنس وعندها يزداد الفراغ والمسافة بينهما.
وعلى الرغم من أن التواصل قد يبدو وكأنه نصيحة واضحة، إلا أن الكثيرين يعانون في محاولة فهمه، وإلا ما كان ليسبب الكثير من الانفصالات.
الاستماع الجيد
وينصح سينغ بأن التحدث والاستماع بنسب متساوية هو أحد جوانب عملية الاتصال، وأضاف: ” قم بهذا بانفتاح وبكل صراحة بهدف التواصل مع شريكك بدلاً من مجرد نقل المعلومات”.
ليس هذا فحسب بل إن توقيت المحادثة له نفس أهمية إجرائها. حيث يقول المستشار مارتين بورو: “الحديث بعد وقوع الحدث وليس قبله” هو طريقة سيئة للتصرف غالباً ما يرتكبه الناس.
تجنب الاصطدام
وتقول بلومفيلد: “تخيل أن الشريك يفكر بنفس طريقة تفكيرك هو مشكلة يمكن تجنبها بسهولة، يتطلب فهم أن شريكك تربى على يد والدين مختلفين بقيم مختلفة، وأنه يبني عالمه بشكل مختلف عنك يتطلب مجهوداً كبيراً”.
وترى المستشارة باربرا هوني أن الكلمات التي يستخدمها الشخص تملك ذات أهمية الرسالة التي يحاول الشخص إيصالها، وتقول: “ابدأ الشكوى بـ (أنا أشعر)‘ بدلاً من ‘(أنت كذا)‘ والذي ينتج عنه نشوء نزاع”.
وتشير بلومفيلد إلى علاقتها الخاصة لتؤكد أن المستشارين ليسوا معصومين أيضاً. وتعترف أنه بعد مرور 35 عاما ً على زواجها أصبحت وزوجها يملكان ” طرقاً اكتسباها مع الوقت لكسب الآخر”. لكنها تضيف أن تعلم محفزات انزعاج الآخر وتجنبها، هي طريقة سهلة لتجنب وقوع المشاكل.
الاحترام المتبادل
وتؤكد باربرا هوني أن التحدث عن التوقعات قبل الالتزام في علاقة في المقام الأول، هو أبسط طريقة لتجنب تحطم القلب. مضيفةً أن أهم درس تعلمته من علاقتها هو أنه “لا يمكنك تغيير شخص آخر عدا نفسك”!.
بينما هناك أمور بسيطة مثل من يقوم بعملية تكنيس المنزل باستطاعته تحديد مدى صحة العلاقة. وتؤكد بلومفيلد أن اعتبار غسل الأطباق والتكنيس “أعمالاً” يجب تقسيمها، قد يظهر مستوى الاحترام المتبادل الذي ينبغي أن يكون موجوداً في العلاقة. وتضيف قائلة: “هو يصنع فارقاً كبيراً يجعل الزوجين يشعران بأنهما فريق واحد”.