قال الرئيس محمود عباس، إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "سائرة في عقد المجلس الوطني الفلسطيني وفق تركيبته القديمة"، وهو موقف مناهض لما تدعو له الفصائل الفلسطينية سعيًا لتحقيق المصالحة الداخلية.
وأرجع الرئيس، في تصريح صحفي اليوم الاثنين، عزمه عقد المجلس الوطني بتركيبته القديمة لـ"عدم استطاعتنا تعطيل الشرعية الفلسطينية أكثر مما تعطلت".
وأضاف "لا أرى أن عقد المجلس الوطني بتركيبته الحالية سيزيد الأمور تعقيدًا لأنه سبق وأن عقدنا دورات للمجلس الوطني، منها لاستكمال أعضاء اللجنة التنفيذية".
وتابع الرئيس، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، "وبالتالي فإن انعقاد المجلس لن يكون عقبة، بمعنى أنه إذا عقد المجلس الوطني بشكله الحالي اليوم، وتحققت المصالحة، سنعقد مجلسًا وطنيًا بشكل جديد في اليوم التالي".
وذكر، أن المجلس الوطني سيترك مجالًا في عضويته وعضوية المجلس المركزي واللجنة التنفيذية "لأعضاء حماس الذين يمكن أن يأتوا في المستقبل".
ويُعد المجلس الوطني الفلسطيني بمثابة برلمان لفلسطينيي الداخل والشتات، وهو السلطة العليا التي تضع سياسات منظمة التحرير.
ونص "إعلان القاهرة" في مارس 2005م على تشكيل لجنة لإصلاح منظمة التحرير، وإعادة تفعيلها، لكن ذلك لم يُطبق، فأعقبه الإعلان عن تشكيل إطار قيادي مؤقت للمنظمة يضم كافة الفصائل في "اتفاق القاهرة" بمايو 2011م لحين إجراء انتخابات للمجلس الوطني.
ويضم الإطار المؤقت للمنظمة في عضويته أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمناء العامون للفصائل أو من ينوب عنهم.
ومنذ ذلك الحين تطالب حركتا حماس والجهاد الإسلامي أبرز الغائبين عن المنظمة بتفعيل الإطار القيادي المؤقت وتشكيل مجلس وطني يشمل كل الفصائل.
وبشأن تطورات المصالحة مع حركة "حماس" قال: "قدمنا مؤخرًا لهم (لحماس) مشروعًا من نقطتين، الأولى أن نشكل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالتزامات منظمة التحرير ثم نذهب إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية".
وأضاف "جاءتنا قطر ببعض التعديلات الطفيفة على هذا المشروع وقدمنا تعديلات طفيفة مقابلة منذ أكثر من شهر، ولم ترد حماس علينا أو على قطر، وبالتالي أصبح الأمر أكثر تعقيدًا".
وعدّ الرئيس "إقدام حماس على تشكيل إدارة تتولى عمل الحكومة نفسه زاد الأمور تعقيدًا"، محذرًا من أن ذلك "ستكون له ردود غير مسبوقة من قبلنا".
وفي سياق آخر، أعرب الرئيس عن ارتياحه الشديد إزاء نتائج القمة العربية العادية الـ 28، التي اختتمت أعمالها في عمّان مساء الأربعاء الماضي.
وأشار إلى مصادقة الزعماء العرب على جميع بنود مشروع القرار الفلسطيني، بما فيها التأكيد على التمسك بالمبادرة العربية "من ألفها إلى يائها".
وطالب، مجددًا حكومة بريطانيا بإلغاء الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور الذي وعد اليهود بوطن في فلسطين، ودعاها للاعتذار للشعب الفلسطيني "عن هذا الخطأ التاريخي الذي ارتكب بحقنا، وأن تعترف بدولة فلسطين".
وفي شأن منفصل، قال الرئيس، إن المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات الذي قابله في رام الله مؤخرًا جاء "ليستمع وليستفهم"، مضيفًا "وهذه مؤشرات إلى جدية الموقف الأمريكي. لكن إلى أي مدى سيصل هذا الموقف هذا ما لا نعرفه. وهل سيظل الموقف الأمريكي يتبنى موقف إسرائيل؟ وهذا أيضًا لا نعرفه. سنعرفه بعد اللقاءات التي ستتم".