احتفلت محافظة طولكرم اليوم الاثنين، باختتام مشروع تحسين الظروف الصحية والبيئية في محافظة طولكرم "طولكرم خضراء"، وذلك على مسرح الشهيد ياسر عرفات في جامعة فلسطين التقنية خضوري.
وشارك في الاحتفال محافظ طولكرم عصام أبو بكر، ورئيس جامعة فلسطين التقنية مروان عورتاني، ورئيس سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة، ورئيس مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة رئيس بلدية طولكرم فريد أبو عقل، ومدير التعاون الإيطالي فينكينزو راكالبوتو، وممثلو المؤسسات الرسمية والشعبية والبلديات والمجالس المحلية في المحافظة ومؤسسة CESVI الإيطالية.
ونقل أبو بكر تحيات الرئيس محمود عباس ودعمه لكل المشاريع التي من شأنها المساهمة بالحفاظ على البيئة الفلسطينية بشكل عام، وفي محافظة طولكرم على وجه الخصوص، مقدماً الشكر للتعاون الإيطالي ومؤسسةCESVI وجميع الشركاء الذين ساهموا بتنفيذ مشروع طولكرم خضراء، مشدداً على أن المحافظة تعمل على تعزيز نظرة الأجداد القديمة حول التوعية البيئة من خلال طرق التخلص من المخلفات بكافة أنواعها.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي هو الملوث الأول للبيئة الفلسطينية، سواء من خلال ما يصدر عن المستوطنات من المياه العادمة، وغيرها من عوامل التلويث والضرر البيئي، ومنها في محافظة طولكرم إقامة مصانع غاشوري الكيماوية غرب طولكرم، والتي نتج عنها العديد من الأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض الأخرى.
وأشار إلى التخلّص من مكبات النفايات المنتشرة سابقاً على مستوى المحافظة وتحويلها إلى أماكن نظيفة جميلة، داعياً إلى التصرف بشكل علمي للتخلص من المخلفات والتلوث، منوهاً إلى أن الاحتلال يسيطر على الأراضي الفلسطينية ويقوم بتخريبها ونشر التلوث وبالتالي قتل البيئة والتأثير على الصحة.
من جانبه، أكّد عورتاني أن جامعة خضوري غدت رافعة للتنمية العلمية والصحية والبيئية تحت شعار جامعة بلا أسوار، موضحاً أن الجامعات صنعت مستقبلاً للدول وغيّرت مسار الحياة على الكوكب.
وأشار إلى أن التعاون بين جامعة خضوري ومؤسسة تشيسفي له دلالة على أن خضوري شريك دائم لضمان استدامة وتعظيم مشروع تحسين البيئة في محافظة طولكرم.
ورحّب عورتاني بأي تعاون وشراكة بآفاق رحبة مع مؤسسة تشيسفي في المرحلة القادمة، مؤكّداً أن خضوري جاهزة لتنفيذ أي مشروع مشترك يعزز من نشر ثقافة الوعي البيئي وتخضير الأراضي وخدمة المجتمع.
من جانبها، بينت الاتيرة أن الاحتفال باختتام "مشروع طولكرم خضراء" ساهم بالتأكيد بتحسين الظروف البيئية في هذه المحافظة والذي كانت سلطة جودة البيئة من اشد المساندين له ولكل مرحلة من مراحل تنفيذه.
وشكرت القائمين على المشروع وبشكل خاص مجلس خدمات النفايات الصلبة وكذلك المهندس اكثم بدران، ومؤسسة CESVI وطاقمها.
وأكدت الأتيرة أن محافظة طولكرم يسجل لها النجاحات المتتالية في مجال البيئة، حيث توجت هذه النجاحات بإطلاق هذا المشروع الهام والذي يهدف إلى حماية البيئة وإعطاء أهمية لتدوير النفايات بدعم من الإيطاليين، مؤكدة دعم سلطة جودة البيئة واستمرارها في الحفاظ على البيئة، حيث يتطلب ذلك تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية وزيادة الوعي لدى المواطنين، مبينة أن هذا يأتي في أولويات أهداف المشروع.
وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ولا يزال يرتكب الجرائم بحق البيئة، مشددة على محاسبة إسرائيل على كل تجاوزاتها في مجال البيئة جراء العدوان الأخير على قطاع غزة، مؤكدة على التواصل مع كل المؤسسات الدولية ذات العلاقة حيث سيتم قريبا زيارة خبراء دوليين لقطاع غزة لحصر الأضرار البيئية الناجمة عن العدوان.
وتحدث أبو عقل عن جامعة خضوري التي كانت وما زالت تجمع بين العراقة والرقي، إضافة إلى أنّها قلعة أمام سلطات الاحتلال ومحاولاته في تخريب البيئة الجامعية، موضحاً أهمية التعاون الذي أبدته الجامعة خلال فترة تنفيذ المشروع من خلال احتضان ورش العمل والأنشطة.
بدوره، أكد راكالبوتو أن المشروع يهدف إلى دمج جهود الوزارات والمؤسسات والهيئات كافة من أجل حل مشكلة النفايات وتأثيراتها على المجتمع المحلي، وتحسين الظروف الصحية والبيئية في محافظة طولكرم.
وفي نهاية الاحتفال تم عرض نشاطات المشروع من قبل مديرة المشروع في CESVI وأكثم بدران المدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة، وإياد ملوح رئيس جمعية ذنابة التعاونية للخدمات الزراعية، والمستشار الفني من مؤسسة CETAMB للبحوث، حيث فتح باب النقاش لطرح الأسئلة والاستفسارات.
وجدير بالذكر أن المشروع ممول من التعاون الإيطالي من خلال مؤسسة CESVI الإيطالية وينفذ من خلال مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة بطولكرم بالشراكة مع جمعية ذنابة التعاونية .
ويشمل المشروع الذي استمر ثلاث سنوات، على العديد من البرامج أهمها فصل نفايات الورق والكرتون والنفايات الخضراء النظيفة من مصادرها وإعادة تدويرها والاستفادة منها في مدينة طولكرم وعشرة قرى في مناطق الشعراوية، وواد الشعير، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة البيئية الأخرى مثل تأهيل المكبات العشوائية القديمة الموجودة في دير الغصون وعتيل وتحويلها إلى مناطق خضراء، وتوريد عدد من الآليات الخاصة بالنفايات الصلبة.
كما شمل تنفيذ أنشطة تثقيفية وتوعوية في مجال البيئة والتي تستهدف قطاع التربية والتعليم المؤسسات والجمعيات ذات العلاقة والمجتمع المحلي من خلال البرامج التلفزيونية والنشرات التوعوية والمخيمات الصيفية والحملات البيئية.