أجاب بنيامين نتنياهو للمرة الأولى، أول من أمس، على تقرير مراقب الدولة. حتى الآن وطوال يوم امتلأت الاستوديوهات بالمتزلفين لنتنياهو: محام محتال، المفتش العام للشرطة المتقاعد الذي تحول الى متآمر مشكوك فيه، مستشار إعلامي متقلب، والعديد من السياسيين الذين جُروا الى هذا الأمر المخجل وحاولوا شرحه مثل اسرائيل كاتس الذي قال، صباح أول من أمس، إنه لم تكن هناك تعليمات عن وجود صندوق نثريات في مقر رئيس الحكومة، لا بأس. لهذا حرص نتنياهو على مدى هذه السنوات على استغلال العاملين في المكان، أشخاص قليلي الدخل، مشتريات من حين إلى آخر (مثل نقط الأنف)، المسكين لم يعرف أنه لا يوجد أحد سيُعيد لهم نقودهم. وبعد أن تكدس من تولّوا الإجابة باسم نتنياهو جاء دور الشخص نفسه. في حادثة كهذه يستلون السلاح السري. سلاح يوم القيامة. ازاء الدعوى التي أمامه عليه إحضار كل الدلائل والشهود: تسيبي لفني!.
نعم، صدقّوا أو لا تصدقوا، هذا ما كان عند نتنياهو ليقوله، أول من أمس: «الكرنفال الإعلامي حول تقرير مراقب الدولة هو ستار دخاني تم إعداده لتمكين تسيبي لفني من التسلل بمفردها الى مكتب رئيس الحكومة! يحاولون اشغال الرأي العام بأمور أخرى: تسيبي لفني خطر على الدولة!».
المؤامرة المناوئة للصهيونية كُشفت أخيراً. الأمر كالتالي: تسيبي لفني استغلت معرفتها بنفتالي. ليس مني، شفايتسر، زوجها، استغل الاسم المشترك ووصل الى نفتالي مني، مدير المقر. شفايتسر نفتالي أشعل مني نفتالي، في الوقت الذي كان فيه مبعوثو لفني نفسها يتسللون الى مكتب مراقب الدولة ويزرعون هناك تقرير مصروفات «مفبرك»، والباقي من التاريخ. هذا هو كل شيء، تسيبي.
قبل نصف دقيقة، كان المسؤول عن كل ما حدث هو مني نفتالي. فهو المتهم بالمصروفات، عندما جاء المصروفات زادت، وعندما ذهب انخفضت المصروفات. لماذا ينقضون على الزوج المسكين؟ كان هذا هو مني نفتالي الذي التهم السوشي بعشرات آلاف الشواقل، وهو الذي طلب هذا لنفسه، انتظر حتى تؤوي السيدة الى فراشها وعندها استدعى كل أصدقائه من الصندوق الجديد واليسار المناوئ للصهيونية الى سهرة مسائية في مقر رئيس الحكومة المتهاوي.
دعونا نرجع لحظة الى العقل: تسيبي لفني هي «الشيطان الجديد» لنتنياهو، هي الخرطوم الذي بوساطته يحاول أن يحفر لنفسه مخرجا. لكن لحظة، ألم تكن هذه هي لفني نفسها التي قبل سنة وعشرة اشهر تلقت من نتنياهو المكالمة الهاتفية الأولى مع طلب الانضمام الى الحكومة. لقد عينها وزيرة للعدل، ووضع بين يديها المفاوضات السياسية. لقد كانا زوجين متلازمين في السنة والعشرة اشهر التي مرت منذ فترة قصيرة. فما الذي جرى وحولها فجأة الى خطر على الدولة؟.
لفني لم توقع على أي اتفاق سياسي، ولم تُدر أي مفاوضات غير مباشرة من وراء ظهر نتنياهو. بالعكس. جليس الأطفال، اسحق مولخو، رافقها أينما ذهبت. الورقة الأميركية لكيري قبلها نتنياهو نفسه وليس لفني. هو الذي قال نعم، ولكن، وليس لفني. اذا لماذا اصبحت فجأة خطرا كبيرا الى هذا الحد؟ كيف تحولت فجأة الى تهديد على الصهيونية؟.
من الناحية السياسية، نتنياهو شخص الأمر جيدا، لفني، وهذا صحيح حتى الآن، هي نقطة ضعف المعسكر الصهيوني. انضمامها الى هرتسوغ دفعه الى الامام وحوله الى مرشح شرعي لرئاسة الحكومة، وأوصله في الاستطلاعات الى مكان أفضل قليلا أو مساويا لنتنياهو. هذا كان مهر لفني. منذ تلك اللحظة انقلب عليها المصوتون. في هذه اللحظة، حسب كل الفحوص، مصوتو المعسكر الصهيوني والمترددون فقدوا الاهتمام بها. في المعسكر الصهيوني هناك من يُظهرون أن المناوبة بين هرتسوغ ولفني تُبعد المترددين. صحيح حتى الآن أن الحديث الساخن في المحادثات المغلقة والحميمة جدا في المعسكر الصهيوني تركزت على الطريقة التي يمكن فيها الانسحاب من المناوبة بين هرتسوغ ولفني.
منذ زمن اتضح أن هذه المناوبة هي علامة ميتة. السؤال الذي يجب أن يُسأل هو هل يجب ايضا الإعلان عن هذا بصورة علنية؟ في هذه الاثناء هذا يعكر الاجواء، ويُخرب شيئا جيدا بدأ ينمو بين لفني وهرتسوغ، ويمس بحالة لفني النفسية، ويلقي الظل على كل الحملة. المناوبة هي الفيل الذي يجلس وسط قيادة الحملة. جميعهم يرونه ويخافون منه ويحاولون تجاهله، لكنه موجود هناك.
هذا لا يغير حقا الصهيونية غير المفهومة لنتنياهو الذي أخذ الشريكة الأولى، أكبر أبقاره في الحكومة التي قام بحلها للتو، وحولها بدون سبب الى عدوة للشعب. لقد قيل وكتب هنا أن هذا الرجل سيفعل كل شيء من اجل البقاء ساكنا محميا في شارع بلفور. السجادة الممزقة والقصارة المقشورة والفاقة والفقر، كل هذا لن يؤثر عليه. فهو يريد أن يبقى هناك بكل ثمن. في كل الأحوال سيقدم لنا الحساب في نهاية المطاف.
عن «معاريف»