تقضي المجندات في الشرطة العسكرية الروسية أوقات ممتعة في حلب تنسينهن مرارة الغربة بعدما ألفن المدينة التي راحت تضج بالحياة والأمان النسبي بعد توحيد شطرها الشرقي بالغربي في 22 كانون الأول الماضي.
وتضم كتيبة الشرطة العسكرية التي قدمت إلى حلب، والتي تنفذ مهامها ضمن قوام مركز التنسيق الروسي في حميميم، من 80 إلى 120 مجندة في صفوفها. وتعمل الكتيبة على حفظ الأمن والانضباط وحماية الخبراء الروس المتخصصين بنزع الألغام في الأحياء الشرقية من المدينة.
“الوطن أون لاين” رصدت تنقل المجندات في العديد من أحياء حلب الغربية وخصوصاً في أحياء الموكامبو وشارع النيل والمحافظة والفرقان الراقية حيث يفضلن التجوال والتنزه والتسوق من محالها التجارية بيسر وأمان من دون أن يتعرضن للمضايقات من السكان المحليين الذين يعاملون الغرباء والضيوف بمنتهى الاحترام ويخصون الأصدقاء بالود والمحبة ويتسابقون لتقديم المساعدة لهم.
وعلى الرغم من تفضيل المجندات عدم الظهور في وسائل الإعلام والتقاط الصور لديها بهدف النشر إلا أنهن قد يسمحن للأهالي بالتقاط الصور التذكارية معهن في حدود اللباقة والاحترام وبوجود أحد زملائهن في الشرطة العسكرية الروسية من الذين يحرصون على مرافقتهن في رحلة التسوق.
وأوضح مصدر مقرب من كتيبة الشرطة العسكرية الروسية لـ “الوطن أون لاين” أن المجندات أحببن الخدمة في مدينة حلب ولا يشعرن بالغربة فيها على الرغم من تقاليدها الاجتماعية المحافظة التي تجعلها أكثر حميمية ولا تتنافى قيمها مع قيم المجتمعات التي تنحدر منها المجندات.
وبين المصدر بأن معظم الفتيات الروسيات المجندات بتن لا يفضلن قضاء مهامهن في سوريا بعيداً من حلب التي أحببنها لدرجة أن بعضهن يفضلن السكن فيها على الدوام إذا سمحت الظروف بذلك.
“الوطن أون لاين” استفتت آراء سكان محليين حول وجهات نظرهم إزاء عمل كتيبة الشرطة العسكرية الروسية وبخاصة مجنداتها، وأظهرت النتائج تقدير السكان لفضل الأصدقاء الروس في تحرير وحماية حلب من المسلحين وتوفير عنصر إضافي من الأمان الذي أعاد الحياة والألق والعمل التجاري إلى المدينة من جديد بعد نحو خمس سنوات من الخوف والحرب والقتل والتدمير.
وتساءل بعضهم عن اختلاف بشرة وملامح المجندات عن الفتيات الروسيات الشقراوات، ومرد ذلك إلى أن معظمهن قدمن من جمهورية إنغوشيا الاتحادية ومنهن شيشانيات مسلمات.
وكانت القيادتان الروسية والشيشانية اتخذتا قراراً بنشر نحو 400 عنصر من كتيبة الشرطة العسكرية في شوارع حلب إبان تحرير المدينة كاملة لتمثليهما في حلب والمشاركة في جهود حفظ الأمن والسلام فيها، ولقي ذلك ترحيباً من القيادة السورية والأهالي الذين ثمنوا الخطوة وشجعوا عليها.
وساعدت الكتيبة الشهر الفائت في تدريب وتخريج دورة من وحدات الهندسة العسكرية في الجيش السوري على نزع الألغام نظراً إلى الحاجة الماسة لهذا الاختصاص في ظل قيام تنظيم “داعش” على زراعة ألغام وعبوات ناسفة في مساحات واسعة من ريف حلب الشرقي الذي شارف تطهيره على الانتهاء.