اقتلوا بشار وادخلوا الجنة

التقاط.JPG
حجم الخط

 

لا يختلف اثنان عن أن معاناة الشعب السوري قد تخطت جميع حدود الإنسانية، وأن الحيرة قد تملكت من الكثيرين حول تحديد الجاني الحقيقي فيما تشهده الشام المنكوبة من فظائع وجرائم، رغم الاتفاق والإجماع على هوية المجني عليه الوحيد.. الشعب السوري..

إذن دعونا نستمع لصوت الدم ونقتل بشار السفاح ضربا وسحلا مثلما فعلوا مع القذافي وهللوا وكأنهم يحررون بيت المقدس، وهنيئا لك ي سوريا بالنعيم الليبي حيث عشرات الميليشيات يتقاتلون وكل منهم له مناطق نفوذه حتى تقطعت أوصال ليبيا عمر المختار، بينما الاحتياطي النقدي الدولاري الهائل- الذي تركه من كنا نظنه مختلا عقليا - يتسرب حتى أوشك على النفاد مهددا أحد أغنى شعوب الأرض سابقا بالمجاعات والأوبئة وسط تدخلات سافرة من سلطان عثماني مجنون وتصفية حسابات خليجية قديمة.
أو حاكموا بشار القاتل مثلما حاكمتم صدام الطاغية وانحروه فداء وقربانا للحرية التي ينعم بها العراق منذ 14 عاما حيث قدمت لنا أمريكا نموذجا مثاليا يحتذى به في أعتى النظم الديمقراطية سواء في مجال حقوق الإنسان في سجن أبوغريب أو في حالة الوحدة الوطنية والأمان والرخاء التي يستمتع بها العراق البابلي صاحب الحضارة العريقة وشعبه البائس الذي يكاد يفنى من كثرة التفجيرات والاغتيالات والصراعات المذهبية، وكيف لا يسعد بعد أن تقطعت أوصال دولته ما بين أكراد ودواعش وسنة وشيعة يمارسون جميعا رياضة السباحة في حمامات الدم يوميا بانتظام.
أو احرقوا بشار العلوي مثلما أحرقتم صالح السني في اليمن وحاربتم الحوثيين الذين يعيشون منذ قديم الزمان في حب ووئام مع إخوتهم السنة أصهارهم وأهلهم؛ حتى تذوق سوريا حلاوة الإيمان الذي أغرق اليمن التعيس في مجاعة وكرب لا يعلم إلا الله تاريخ الخروج من ابتلائهم، وليتهم ألقوا بملايين الدولارات التي أنفقت على هذه الحرب الملعونة على الشعب اليمني كي يلقى أبنائه تعليما لائقا وعلاجا شافيا ينتشله من دوامة الفقر والجهل والمرض.
وإذا رقت قلوبكم قليلا لبشار الجبار فلتخلعوه مثل مبارك والزين وتسلموا سوريا على طبق من ذهب لجماعة الإخوان غير المسلمين حتى يطبقوا فيها سياساتهم الماسونية ونظرياتهم الملعونة التي عانت منها مصر وتونس ودفعتا ثمنا باهظا من أمنهما واستقرارهما ومازالتا تحاربان خلاياهم الإرهابية السرية بعد أن فشلوا في الترويج لديمقراطيتهم المزعومة والتي تعقبها كالعادة فوضى لا تنتهي وإرهاب يعاقب كل من سولت إليه نفسه التجرؤ والمطالبة بالتمرد والخروج من نعيم أخطر جماعة سرية على وجه الأرض..
هيا يا سادة عليكم الاختيار وليذهب الشعب السوري إلى غياهب الأرض لاجئا فقيرا منهكا أو يرحل إلى جنة الخلد شهيدا يشكو إلى ربه قسوة البشر الذين تصارعوا على أرض لا يملكونها، منهم من كانت ذرائعه مذهبية تاريخية بين شيعة وسنة، ومنهم من كانت أطماعه الجغرافية ونزعاته التوسعية ترى في الشعب السوري شعبا لا يستحق الحياة في كوكب أصبح شعاره «البقاء للأسوأ والأكثر دموية»...
الحل يا سادة هو انتخابات حرة نزيهة يحدد فيها الشعب السوري - ولا أحد سواه- مصيره ورئيسه حتى ولو كان بشار الأسد نفسه، وليرحل عن أراضي الشام منتخب إرهابي العالم الذي يضم عشرات الجنسيات ممن يحاولون تحرير سوريا من السوريين أنفسهم بدعم من محور الشر الأسود وليبحث عن أرض جديدة يعيث فيها فسادا تاركا إسرائيل تنعم بالرخاء والأمان على أرض فلسطين المحتلة... لك الله يا سوريا.

عن المصري اليوم