سُمع مؤخراً عن بلال ضرار بدر ومجموعته، خلال الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة بلبنان، تحديداً بعد اشتباكات مايو من العام 2013م.
وللتعرف أكثر عن بلال بدر، فإنه يبلغ من العمر 29 عاماً، ومقرّه بحي الطيري في مخيم عين الحلوة، وكانت مجموعته المسلّحة في حينه يصل عدد أفرادها إلى نحو 30 عنصرًا مسلحًا تسليحًا جيدًا.
وكانت توجهات بدر ومجموعته إسلامية متطرفة، تعتمد على أيدلوجية تنظيم “القاعدة”، ولكنه لا يعلن اسمًا لمجموعته، فتارة يقول إنه جزء من جبهة النصرة، وتارة أخرى إنه جزء من “فتح الإسلام” أو “جند الشام”.
وبدأ نشاط "بدر" في المخيم منذ العام 2012، وكان على اتصال بمجموعات لبنانيّة وغير لبنانية تتبع النهج نفسه في لبنان وسوريا.
وتردد اسم الفلسطيني بلال بدر طوال السنوات الماضية، في أرجاء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، وفي أروقة المحكمة العسكرية الدائمة في العاصمة بيروت، وهو المطلوب بعشرات الجرائم بين اغتيال مسؤولين في الفصائل الفلسطينية ومتعاونين مع الأجهزة الأمنية، والاعتداء على مراكز الجيش اللبناني في مدينة صيدا، وتحضير عبوات ناسفة، والتواصل مع مجموعات إسلامية مُتشددة في سوريا.
وفي شهادة لأحد العاملين مع بدر ويدعى (أ.ح) ابن الـ 20 عاماً، حيث يقول "إنه ذهب إلى منزل قائد “فتح الإسلام” في مخيم عين الحلوة آنذاك بلال بدر بحيّ الطيري، وطلب منه الانتماء إلى مجموعته مقابل راتب شهري يبلغ 100 دولار، وأن يتردّد عليه في البداية ليلاً كي لا ينكشف أمره".
وأضاف: "على مدى شهر ونصف، تكفل بلال بدر بإعطاء دورات عسكريّة في منزله إلى عدد من أفراد مجموعته، وبينهم أ. ح.، لتعليمهم على كيفيّة فكّ وتركيب السّلاح واستخدامه، قبل أن ينتقل إلى الدروس التطبيقيّة عبر إطلاق الرصاص على أهداف محددة يضعها بدر في مكانٍ مجاور لمنزله. وبعدما بدأ (أ. ح) يتردّد إلى منزل بدر، تعزّزت الثقة، وأوكل إليه مهمّة حراسة منزله مع آخرين".
الانتقال إلى داخل السور
وانتقل ابن مخيّم عين الحلوة أ.ح سريعاً من خارج السور إلى داخله، حينما أصبح يقدّم الخدمات "قهوة ومأكل ومشرب" في منزل بدر، وهكذا بدأ (أ. ح) يصبح من الدائرة الضيّقة لمجموعة بدر، الذي سرعان ما كلّفه بمراقبة أشخاص منتمين إلى “فتح” أو محسوبين على “اللينو”.
أمّا الاسوأ فكان أن طلب منه بدر شراء حبوب “ترامال” كي يعطيها إلى أحد المقرّبين من “اللينو”، والملقّب بـ “أبو حزين السوريّ”، بهدف تخديره ثم سحبه إلى الشارع الذي تسيطر عليه جماعة بدر لقتله.
ولم يكتفِ بدر بتوريط الشاب برمي القنابل، بل حوّله إلى شاهد ثمّ مشارك في تصنيع العبوات النّاسفة، إذ كان (أ. ح) يُشاهد كيف كان بدر يصنّع العبوات من خلال طحنها ويضيف إليها المسامير والأحجار ثمّ الفتيل، ليعمل على طبخ العبوات .
وعلى مرأى من عيون الشاب، صنّع بدر 60 عبوة ناسفة كانت واحدة منها من نصيب قائد كتيبة “شهداء شاتيلا” في “قوات الأمن الوطني الفلسطيني” العقيد طلال الأردني، حينما تمّ وضعها في سيارة شبيهة بالفان لونها قاتم كانت متوقفة قرب المحطّة في شارع حطين (بالقرب من مكتب الأردني)، وتولّى حوران تفجيرها لاسلكيًا بعد ثوانٍ من مرور سيارته ومن دون أن يفلح في اغتياله، ليتم اغتيال المسؤول “الفتحاوي” بعد حوالي عام في المكان نفسه.
ويبدو أن بدر كان مصرًا على اغتيال “أبو حزين السوريّ”، وإذا كان “الترامال” غير نافع، فإن القتل المباشر سيؤتي النتيجة الأسرع، ولذلك، طلب بدر أن يأتيه (أ. ح) ليلة 15 ديسمبر 2015 وكلّفه بالتنسيق مع (عمر.ن) بغية اغتيال الرجل القاطن في البركسات، طالبًا منه استلام مسدس “غلوك” من (طه .ع) (28 عامًا) والتوجّه فورًا إلى مفرق الصفوري، لأن “الهدف” سوف يمرّ من هناك.
وبالفعل، ذهب الشاب إلى “مقهى الحنان” حيث تسلّم من (طه. ع) المسدّس ثم انطلق إلى المكان المتّفق عليه، فخاف الشاب من التورّط في جريمة قتل ولم يتجرأ على إطلاق النار، فما كان منه إلّا أن شاهد أحد المقربين من “اللينو” فسّلم نفسه، راوياً له المخطّط.
وسرعان ما قام “الفتحاوي” بتغطية رأس الشاب بقناع أسود كي لا يتمّ التعرّف عليه، واقتاده إلى أحد المقار التابعة لـ "اللينو"، قبل أن يعمد إلى تسليمه لمخابرات الجيش اللبناني التي أوقفته.