كشفت رئيس الإحصاء الفلسطيني علا عوض، اليوم الثلاثاء، عن انطلاق التحضيرات لتنفيذ الدورة السادسة للمسح العنقودي متعدد المؤشرات، وأهداف التنمية المستدامة لعام 2018، في إطار الجهود التي يبذلها الإحصاء الفلسطيني من أجل توطين مؤشرات التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدها الإحصاء الفلسطيني، في مقره برام الله، بحضور الممثل الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" جون كونجي، والممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) روبيرتو فالانت، وممثلي الوزارات والمؤسسات والهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية الشريكة.
واعتبرت عوض المسح "من المسوح النوعية الضخمة التي تنفذ على مستوى الوطن، وتكتسب هذه الدورة من المسح أهمية خاصة مقارنة بالدورات السابقة، كونها ستشكل أداة رئيسية لقياس جزء كبير من مؤشرات التنمية المستدامة".
وأضافت أن قادة العالم اعتمدت في قمة أممية تاريخية عقدت خلال شهر أيلول من العام 2015 خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي تتضمن 17 هدفا سيتم تحقيقها من خلال 169 غاية، وقد بدأ تنفيذ هذه الخطة مع بداية شهر كانون الثاني 2016، ولتحقيق هذه الأهداف والغايات، فقد اعتمدت اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، قائمة نهائية تشمل 231 مؤشرا متفق عليها دوليا، لرصد وقياس الأهداف المحددة، منها 71 مؤشرا سيتم رصدها من خلال المسوح الأسرية.
وتابعت: ان المسح العنقودي متعدد المؤشرات (MICS)، الذي أعدته وطورته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، يعتبر برنامجا دوليا يهدف لإجراء دراسات مسحية على الأسر، حيث يوفر المسح بشكل أساسي معلومات عن الوضع الصحي والاقتصادي والاجتماعي للأطفال والنساء، كما يقيس المسح المؤشرات الأساسية التي تسمح للدول برصد ما تُحرزه من تقدّم تجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية (MDGs)، وسيلعب خلال السنوات المقبلة دورا رئيسيا في توفير مؤشرات التنمية المستدامة ذات الصلة بالمسوح الأسرية.
وقالت: وفقا لهذا المفهوم، فقد خضعت نماذج واستمارات هذا المسح للعديد من المراجعات المنهجية، بما يضمن إضافة مواضيع جديدة لم تكن مغطاة في النماذج السابقة للمسح، ما يضمن تغطية 75% من المؤشرات الأسرية المرتبطة بقياس التنمية المستدامة لما بعد عام 2015. حيث تم إضافة المواضيع التالية علاوة على ما يغطيه المسح من مواضيع: فحص جودة المياه، والحماية الاجتماعية، وتقييم التعليم المبكر (للأطفال 7-14 سنة)، والاعاقة ضمن المفهوم الجديد لأنواع الاعاقة، والهجرة، والطاقة النظيفة، والضحية، والفقر متعدد الأبعاد بين الأطفال والنساء والأفراد.
وأوضحت عوض أن هذه الورشة المتخصصة مع الشركاء تأتي بهدف مناقشة المواضيع والقضايا والتحديات التي تواجه تنفيذ مثل هذه المسوح، بهدف الخروج بتصور وطني واضح ومتفق عليه حول الاتجاه الواجب السير فيه، وذلك في إطار استعداد الإحصاء الفلسطيني للمشاركة في ورشة العمل التي ستعقدها اليونيسيف في بيروت خلال الفترة 19-26/4/2017 حول هذا الموضوع، حيث إن التوجه لدى الإحصاء الفلسطيني بأن يتم تنفيذ هذا المسح في دولة فلسطين خلال الربع الأخير من العام 2018. مضيفة أن من أهم المواضيع والقضايا التي ستكون محور النقاش في هذه الورشة تتمثل فيما هي النماذج والمواضيع والمؤشرات الممكن جمعها من خلال هذا المسح، وعبء الاستجابة على المبحوث والباحث "في ظل الحجم الكبير للاستمارة والوقت اللازم لاستيفائها"، لا سيما أننا نتحدث هنا عن 6 استمارات بما لا يقل عن 62 نموذجا بالحد الأدنى، بالإضافة إلى اختلاف المنهجيات المتعلقة في حساب المؤشرات، وحجم العينة المطلوبة لضمان توفير المؤشر، وكذلك مدى ملاءمة ومطابقة بعض المؤشرات للواقع الفلسطيني.
بدوها، اشادت كونجي بالدور الريادي للاحصاء الفلسطيني في إتمام الدورة الخامسة السابقة للمسح العنقودي متعدد المؤشرات بشكل كامل، حيث تعتبر فلسطين الدولة الوحيدة في المنطقة التي غطت كافة المؤشرات المطلوبة وأكملت المسح على أكمل وجه، وأكدت انها على ثقة ان تكون الدورة السادسة المقبلة لهذا المسح ستكون بنفس الفعالية والكفاءة مع الدورة الخامسة السابقة.
وأشارت كونجي إلى التطور الكبير الذي يتمثل بالانتقال إلى ضرورة اخذ مؤشرات التنمية المستدامة بعين الاعتبار لتسهيل عملية مقارنة البيانات على مستوى عالمي، والدور الهام الذي سيلعبه الإحصاء الفلسطيني في كيفية تحديد المؤشرات التي تنطبق مع الأولويات الوطنية، معربة عن ثقتها بأن المسح العنقودي متعدد المؤشرات في دورته السادسة سيتم بشكل فعال، خاصة بعد انضمام المؤسسات المحلية المعنية بعد هذه الورشة التي تضمن العمل الموحد بين كافة المعنيين.
من جهته، أكد فالنت أهمية هذا المسح للحكومة الفلسطينية وصناع القرار للمضي قدما في تنفيذ مهامهم وأهدافهم، معربا عن تقديره لدولة فلسطين بشكل عام والمؤسسة الإحصائية الفلسطينية بشكل خاص، للالتزام بمعايير أهداف ومؤشرات التنمية المستدامة، وبناء قاعدة أسست لفهم أهمية الإحصاء في فلسطين. كما اشاد بأهمية الجهد المبذول حاليا والذي لا يزال طور العمل، وان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يتطلع قدما لتنفيذ هذا المسح العالمي الهام.