في ساعات ما بعد الظهر في يوم الاثنين، قبل طقوس عيد الفصح ببضع ساعات، كنت مهتما بالقراءة في الفيس بوك، الصفحات الخاصة للآلاف من اصدقائي في ارجاء العالم كانت متشابهة الى درجة كبيرة: يهود في استراليا والسويد وروسيا والارجنتين والولايات المتحدة وتركيا قاموا بوضع صور طاولات معدة للعيد. صحيح أن الطاولات كانت مختلفة، وكذلك الأدوات والطعام الذي عليها، لكن على كل طاولة وضع خبز الفطير.
أذكر الفطير في طفولتي في كشنيف في بداية الثمانينيات. إلا أنه حسب رأيي لم يكن هذا «خبز الفقراء». الفطير الذي كان والدي يحضره في كل ربيع من الكنيس اليهودي في المدينة كان يذكر بخروج اليهود من العبودية في مصر، ولكن بالنسبة لنا عبّر ذلك عن هويتنا اليهودية. كان في قطع العجين الصلبة هذه شيء جذاب. شيء يبعد سنوات ضوئية عن الوضع السوفييتي المحيط بنا جميعا. شيء يفصل اليهودي عن قيود «الوطن الاشتراكي» بشكل سحري ويربطه بسلسلة اجيال الشعب اليهودي. في العبودية الحديثة للاتحاد السوفييتي، هناك تعبير عن العبودية القديمة. عندما نظرنا الى الفطير وقمنا بأكله لم نستطع عدم التفكير بأنه هناك في «ارض الميعاد» يجلس أبناء شعبنا وهم أحرار.
إن ذلك شيء رمزي، حيث أقامت سلطات الاتحاد السوفييتي اثناء عيد الفصح في العام 1984 «مؤتمر مناهضة الصهيونية من قبل الجمهور السوفييتي». ودور هذا الجسم، الذي تشكل من اليهود الذين تم اختيارهم من قبل الـ «كي.جي.بي» هو شطب الشيفرة الجينية القومية ليهود الاتحاد السوفييتي، وبهذا فصل ملايين اليهود عن «شعب اسرائيل» و»ارض اسرائيل».
طرق مصر القديمة مثل القاء الاطفال الذكور في النهر، لم تعد مناسبة. وبدلا منها بحث فرعون الحديث في الكرملين عن طرق جديدة لا تقل فظاعة، دمجت بيت العصا والجزرة. اليهود الفخورون والشجعان الذين تجرأوا على إحياء إرث آبائهم وعلموا العبرية وحلموا بالهجرة الى اسرائيل، تم وضعهم في السجون وفي معسكرات العمل وتمت معاقبتهم بوسائل كثيرة. اليهود الذين كانوا على استعداد لخيانة أبناء شعبهم والتشكيك بكل ما ربطنا بجذورنا، حصلوا على التقدم والأوسمة وملاطفة النظام لهم.
لقد انتهت عبودية اليهود في مصر عندما تجرأ يهودي واحد على العمل كانسان حر – في البداية أمام مصري ضرب يهوديا آخر وبعد ذلك أمام فرعون القادر على كل شيء. وعبودية اليهود في الاتحاد السوفييتي انتهت عندما تجرأ مئات اليهود على العمل كأحرار. الروح اليهودية ليوسف مندلفيتش ويوسف بغون وفلادمير سلفيك وافرايم حولميانسكي ونتان شيرانسكي ويولي ادلشتاين وغيرهم تبين أنها أقوى من كل العصي والجزر لفرعون الحديث.
إن التشابه بين العبوديتين وبين الهجرتين كبير. وليس صدفة أن تم اختيار جملة «أرسل شعبي» كشعار لتحرير اليهود من «جنة عدن السوفييت». إن الخروج من مصر كان المرحلة الاولى لتشكلنا كشعب. والخروج من الاتحاد السوفييتي أعاد للشعب أحد فروعه الكبيرة. تذكروا ذلك جيدا عندما تأكلون قطعة فطير اخرى.
عن «إسرائيل اليوم»