هل يعمل أنريكي ضد مصلحة برشلونة؟

993710-Luis-Enrique.jpg
حجم الخط

رُمي برجه العاجي بالحجارة وأساء كثيراً لسمعته التدريبية فشغل الدنيا بأفكاره اللامنطقية وذهب البعض لاعتبار أنه يعمل ضد مصلحة الفريق الذي يدربه.

فراس بن أحمد 

توالت خيبات برشلونة هذا الموسم تحت قيادة المدرب لويس إنريكي فتعالت الأصوات الداعمة لمقولة أن هذا الرجل يعمل بطريقة أو بأخرى ضد مصلحة النادي الكاتالوني وهناك ما يفسر هذا الطرح. 

لم تعد اختيارات إنريكي محل تأييد من النقاد والمحللين خاصة وأن اختياراته الفنية أضاعت على برشلونة العديد من النقاط في الدوري الإسباني وألحقت به هزائم ثقيلة في دوري أبطال أوروبا. 

يبدو أن إنريكي لم يقتنع بعد بأن بعض اللاعبين الذين جيء بهم للنادي لكي يكونوا معوضين للأساسيين هم ليسوا في مستوى الفريق فالفرنسي جيريمي ماتيو الذي هرم ولم يعد قادراً على إضافة الشيء الكثير وعندما يتم الزج به في المباريات يعتقد المناصرون بأن النادي الكاتالوني بات يلعب منقوصاً من لاعب.

ماتيو صاحب 33 عاماً وجد نفسه بعد اختيارات إنريكي أساسياً في مواجهة عملاق إيطاليا فريق يوفنتوس في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا فقضى 45 دقيقة من المعاناة أمام الإمكانيات الفنية والبدنية الهائلة لكل من الثنائي، الأرجنتيني باولو ديبالا والإكوادوري خوان كوادرادو، فهل كان من الأجدر أن يقحم إنريكي جوردي ألبا (28 عاماً) حتى يحد من خطورة هذا الثنائي؟

لكل مدرب لاعب يهيم به عشقاً، فالبرتغالي أندريه غوميش هو لاعب إنريكي المحبوب ومهما تعالت الأصوات القائلة بأن اللاعب محدود الإمكانيات وليس قادراً على أن يكون القاطرة الحاملة لوسط ميدان برشلونة فغوميش سيشارك عناداً وتزمتاً من المدرب الإسباني. 

وحتى دينيس سواريز الذي أعاده إنريكي لحضن برشلونة ظهر بمستوى متواضع وحتى المباريات التي خاضها كأساسي انهزم أو تعادل فيها الفريق الكاتالوني (3 هزائم وتعادل). 

إضافة لذلك، تساءل الجميع عن جدوى تواجد الفرنسي لوكاس دين وباكو ألكاثير واستمرار غياب اللاعب المميز، التركي أردا توران عن الفريق وكذلك عن تجاهل أليكس فيدال ثم الاعتماد عليه بصورة مفاجئة (يذكر أن فيدال تعرض لإصابة خطيرة في كاحله الأيمن أمام ألافيش أنهت موسمه). 

إنريكي بتعامله السيئ مع المجموعة وسوء اختياراته المتكررة، وفر ظروفاً سيئة لتحضير مباراة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس. عندما تكون مطالباً بالفوز على ملقا لاعتلاء صدارة الليغا وتقحم تشكيلة من البدلاء والتي أثبتت فيما مضى أنها غير قادرة على تحقيق الفوز فتطرح آلاف من التساؤلات عن ظروف تجهيز فريق مجروح ويمر بأوقات عصيبة لمباراة مهمة. 

وتحدث الجميع بأن إنريكي لم يحترم ملقا عندما أشرك تشكيلة من البدلاء فانهزم بهدفين لصفر وضرب بالأجواء عرض الحائط وأدخل الشك في كامل الفريق الذي تنتظره مواجهة صعبة في تورينو.

كثر الحديث في إسبانيا، بأن إنريكي فشل في استغلال عثرات ريال مدريد في الدوري وخرج في مظهر الرجل الذي لا يرد التتويج بالليغا ويخدم في مصلحة ريال مدريد بعد أن انهزم أمام ملقا وتعادل ريال مع أتلتيكو مدريد (1-1) وفشل كذلك في استغلال تعادل المرينغي في الجولة السابعة أمام إيبار 1-1 فتعرض برشلونة للهزيمة أمام سلتا فيغو 3-4...

يبدو أن إنريكي لا يجيد التعامل مع حيثيات المباريات فالمدرب الإسباني لا يعرف بناء ساتر دفاعي متين خارج أرضه حتى يبقى على حظوظه وافرة في مواجهات الإياب وهذا ما تؤكده مواجهة ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي صفر-4 وحتى الـ"ريمنتادا" كانت بإصرار وقوة اللاعبين وكان أنريكي مذهولاً مثل الجماهير التي بقيت تشاهد إنجاز لاعبي برشلونة. 

ومع إعلان الرجل رحيله عن برشلونة، تطرق النقاد إلى كيفية تعامل اللاعبين مع مدرب سيغادر النادي آخر الموسم وتحدّث الجميع عن عدم سيطرة إنريكي على المجموعة وهذا ما تجسد في مباراة ملقا بخروج نيمار بالورقة الحمراء التي تفسر قلة فرض الانضباط داخل الفريق.  

عن بن الرياضية