لعله من نافلة القول، إن حدثاً، بحجم لقاء الرئيس، محمود عباس (أبو مازن) مع الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، ستسبقه اجتهادات وأقاويل، واستشرافات، لهذا الحدث، ما يكتب هذه الأيام، وقبل اللقاء، وما يتم تداوله من معلومات، من الطبيعي، ان يخدم اصحاب هذا التوجه السياسي او ذاك.
بعض هذه «المعلومات»، يتحدث عن اشتراطات اميركية، وبعضها الآخر، يتحدث عن ضغوط، تمارس على م.ت.ف، ورئيسها، قبل اللقاء الفلسطيني - الاميركي. بعضها الآخر، يربط ما بين اجراءات السلطة، خاصة، فيما يتعلق بملف غزة، وبين اللقاء المنتظر.
كل ذلك يدور، ما قبل اللقاء، ليرسم صورة تقريبية، لما بعده .. وحقيقة الأمر، لا تزال لقاءات الرئيس الاميركي، ترامب، مع الأطراف الرئيسة في الشرق الاوسط، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، تدور في اطار التفكير والاستماع، بصوت واضح، بين الادارة الاميركية من جهة، وبين تلك الأطراف، وهي: اسرائيل، المملكة الاردنية الهاشمية، جمهورية مصر العربية، ومن ثم م.ت.ف، ممثلة برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس.
سبق أن دعا الرئيس ترامب، الرئيس محمود عباس، لزيارة واشنطن، لاجتماع قمة، فيما بينه وبين الرئيس ترامب، جاء ذلك بعد لقاءات مطولة، ما بين ترامب، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد ذلك جرت لقاءات مطولة، بين ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعدها لقاءات مع ملك الاردن عبد الله الثاني.
سيجري لقاء ترامب مع الرئيس محمود عباس، في واشنطن، وسيستمع ترامب، مباشرة، للطرح الفلسطيني، وحدوده، كما سيطرح ترامب، تصوره للحل، وسيستفسر دون شك، عن نقاط عديدة في هذا السياق. الطرفان الأميركي والفلسطيني في شوق، للاستماع الى تصور ورؤية الطرف المقابل.
بعد هذا اللقاء التاريخي، والمفصلي، والمهم، سنستمع الى طروحات ورؤى، الاطراف الاساسية، في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، بوضوح وجلاء، لا لبس فيه.
ستحاول اسرائيل، دون شك، اضاعة الوقت، او طرح مسارات من شأنها اضاعة الموضوعات الاساسية، كسباً للوقت، وتملصاً من استحقاقات جدية، خاصة فيما يتعلق بموضوع الاستيطان، والبدء في المفاوضات الجادة.
سبق لاسرائيل أن نجحت، نجاحاً واضحاً فيما ذهبت اليه، وأضاعت اوقاتا كثيرة، دون الوصول الى اية نتيجة جدية، لكن مستجدات الشرق الاوسط الراهنة، لم تعد تسمح بإضاعة اوقات اضافية، كما ان ادارة ترامب، المعنية جدياً، بشرق اوسط جديد، تكون فيه سيدة الموقف، باتت معنية بتسوية ما، للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وهو جوهر الصراع كله في الشرق الاوسط.
تدرك الادارة الاميركية، الجديدة، في عهد ترامب، استحالة القفز عن الرقم الفلسطيني، وتجاوز م.ت.ف والسلطة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي، مسايرة حكومة نتنياهو فيما تذهب اليه.
سيكون من الصعب، ان لم نقل المحال، او شبه المحال، على ادارة ترامب، جسر الهوة، بين الموقف الاميركي، الآخذ في التشكل والتبلور، بشأن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وبين موقف حكومة نتنياهو، وبالتالي، فإن استشراف المستقبل القريب، لسياسات الولايات المتحدة، في الشرق الاوسط، بات امراً ممكنا، ذلك ان مصالح الولايات المتحدة، المالية والتجارية، اضافة للسياسية، ونفوذ الولايات المتحدة، في الشرق الاوسط، باتت تقتضي، مواقف اميركية، بشأن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، مقبولة، الى حد ما، من الدول العربية والاسلامية، في هذا الشأن.
سيطرح الرئيس محمود عباس، رؤيته للحل، على اساس الدولتين، وسيحدد مرجعيات الحل، بوضوح وجلاء، وسيطالب الولايات المتحدة بمواقف واضحة، ازاء ذلك.
لم يعتد الرئيس محمود عباس، على ممارسة السياسة، بوجهين، ولم يعتد الاذعان لضغوط خارجية، ان مورست عليه، سيعلن مواقفه، بوضوح وصراحة، وسيضع شعبه، في صورة الوضع القائم، بكل ابعاده.
رشيدة طليب تفوز بالكونجرس الأميركي للمرة الرابعة
07 نوفمبر 2024