الرئيس: السلام لن يكون ممكنا إلا بإنهاء الاحتلال

20119161670798734_20
حجم الخط

قال الرئيس محمود عباس ، إن هدفنا تحقيق السلام للجميع لتنعم منطقتنا بالأمن والأمان والاستقرار، الذي لن يكون ممكنا ومتاحاً إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وكان الرئيس عباس، استهل المؤتمر الصحفي المشترك، مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي، مساء اليوم الثلاثاء، بشكره على تشبيهه له بالزعيم بورقيبة مؤسس تونس.

وأضاف سيادته، أن هناك توافقا في وجهات النظر إزاء الخطوات الواجب إتباعها لإرساء دعائم السلام، ومن خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين في أقرب الآجال.

ولفت إلى أن أية خطوات نقوم بها يتم التشاور بشأنها مع أشقائنا في أمتنا العربية، ومن خلال اللجنة العربية للمتابعة والمنبثقة عن جامعة الدول العربية، مشيرا بهذا الصدد إلى اجتماع لجنة المتابعة العربية مع الجانب الأوروبي للتشاور حول كيفية وزمان التوجه إلى مجلس الأمن بمسودة توضح الخطوط الحمراء لشعبنا وقرارات القمم العربية.

وشدد الرئيس على المضي قدماً في تكريس مكانة دولة فلسطين من خلال الانضمام للمؤسسات والمواثيق والمعاهدات الدولية، من أجل نيل شعبنا لحريته وسيادته واستقلاله.

وفي الشأن الفلسطيني، أكد سيادته التصميم على توحيد أرضنا وشعبنا، وجهود المصالحة المتعثرة التي تعيقها حماس، والتي تشمل الذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، وكذلك على جهود حكومة الوفاق الوطني من أجل إعادة إعمار قطاع غزة والتخفيف من معاناة شعبنا، رغم العقبات والعراقيل التي تعترض سبيلها.

وأشار سيادته إلى أنه تناول مع نظيره التونسي، الوضع الإقليمي المتفاقم في المنطقة العربية، وما تشهده من عنف وإرهاب وتطرف، وما يهدد الأمن القومي العربي، ووحدة أراضي بعض الدول العربية وخاصة في المشرق العربي.

وقال سيادته: 'موقفنا واضح وصريح ضد الإرهاب حيثما كان، ونؤكد دائماً على تضامننا مع الدول والشعوب التي تعرضت لهجمات إرهابية إجرامية، وكانت التظاهرة الوطنية التونسية الضخمة، التي شهدت حضوراً إقليمياً ودوليا هنا في تونس خير رد على الإرهاب والإرهابيين، وبأن العالم سيقف جميعاً صفاً واحداً ضد الإرهاب بصوره وأشكاله كافة، وبهذه المناسبة نؤكد وقوفنا إلى جانب تونس رئيساً وحكومةً وشعباً في مواجهة أية تهديدات أو مخاطر تتعرض لها'.

وعبر الرئيس عن جزيل شكره للجمهورية التونسية الشقيقة على مواقف الدعم والتضامن والمساندة، التي تقفها إلى جانب شعبنا لتمكينه من استعادة حقوقه ونيل حريته واستقلاله.

وهنأ سيادته الشعب التونسي، والرئيس الباجي قائد السبسي على المسيرة الديمقراطية الناجحة، التي تعتبر نموذجاً يحتذى، واعرب عن ثقته بأن هذه المسيرة ستؤتي ثمارها وستكون لها انعكاساتها الإيجابية على التنمية والاقتصاد في تونس الشقيقة.

وأشار الرئيس إلى أن لقاءه مع نظيره التونسي كان فرصة لاطلاعه على آخر التطورات والمستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، سيما الجمود  في العملية السياسية والانتهاكات الإسرائيلية ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.

وأكد سيادته حرصه على التشاور مع الرئيس التونسي، خاصة قبل توجه فخامته إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما.

واختتم الرئيس عباس كلمته بتجديد شكره إلى نظيره التونسي على كل جهد يبذله لدعم قضية شعبنا وإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا.

وقال: 'نشكر تونس لأنها استضافتنا وأقمنا فيها وذهبنا منها إلى فلسطين، وإننا لا نغفل هنا ايضا دور تونس الداعم للقضية الفلسطينية، حتى قبل أن تأتي القيادة الفلسطينية إلى تونس عام 1982'.

من جانبه، أكد الرئيس التونسي أن فلسطين في قلب تونس، وقال إن 'من الثوابت السياسية التونسية دعم منظمة التحرير الفلسطينية، التي هي صاحبة الحق في تمثيل الفلسطينيين، وقد ساندناها بكل إمكانياتنا دون أن نتدخل في شؤونها الداخلية، انطلاقا من أنها قضية عادلة، كما ساندنا القضية الجزائرية، وجنوب إفريقيا، وغيرها من حركات التحرر في العالم'.

وأضاف: 'نحن سعداء لأن الفلسطينيين قد عادوا من تونس إلى فلسطين، وأنا أقول الآن كما قال الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة 'يجب أن نحكم العقل على العاطفة'، وأنا متأكد تماما أن فلسطين في ايد أمينة، في أيدي أولادها وأبنائها، رغم الصعوبات التي يشهدها الوضع الدولي، إلا أن فلسطين تشق طريقها بثبات، وأنا على يقين بأن الرئيس أبو مازن هو رجل حكيم، وهو بورقيبة القضية الفلسطينية، وسيواصل جهوده مع تغليب الحكمة على العاطفة'.

وأعرب الرئيس التونسي عن أمله بأن يتوحد الفلسطينيين، لأن هذا شرط من شروط التوصل إلى حلول عادلة للقضية الفلسطينية، وأنا ادعوا من هنا كل اخواننا الفلسطينيين، إلى تغليب الحكمة على القضايا الشخصية.

وأقام الرئيس التونسي، مأدبة عشاء، على شرف الرئيس عباس، والوفد المرافق له.