الكشف عن استراتيجية ترامب للحرب في سوريا

ترامب.jpg
حجم الخط

كشفت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هوياتهم عن ملامح استراتيجية إدارة الرئيس الجديد دونالد ترمب لإنهاء الحرب في سورية.

وذكرت الوكالة، أن خطط ترامب لسورية لا تزال تتبلور، لكنها باتت أوضح خلال الأيام التي أعقبت إصداره أوامر بشن ضربات على قاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري بعد الهجوم الكيميائي على خان شيخون.

ولفتت إلى أن الخطة تتألف من ثلاث مراحل أساسية: هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، واستعادة الاستقرار في أرجاء سورية منطقة تلو الأخرى، وتأمين مرحلة الانتقال السياسي التي يتنحى فيها بشار الأسد بشكل نهائي عن السلطة.

وأشارت الوكالة إلى أن هذه المقاربة تختلف قليلاً عن النهج الذي "فشل" في ظل إدارة باراك أوباما، وتواجه تحديات أكبر، مع مقاومة الأسد بعنف كل المحاولات لإنهاء حكمه، مما أدى إلى تأجيج الصراع، إضافة إلى أن المعارضة باتت أضعف بعد سلسلة من الهزائم، كما أن أي خطة أميركية للأسد سوف تحتاج إلى تعاون روسيا.

ونقلت "أسوشييتد برس" عن مسؤولين أميركيين أن خطة ترمب تقوم على التالي: المرحلة الأولى: هزيمة "داعش".

وبينت أن الضربات على الشعيرات كانت أول هجوم أميركي على قوات الأسد، ولكن ليس هناك شهية لاستخدام الجيش الأميركي لوقف الأسد.

ونبهت الوكالة إلى كلام مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي الجنرال هاربرت ماكمستر بأن الولايات المتحدة لا تعتزم إرسال المزيد من القوات البرية، إضافة إلى قول وزير الدفاع جيمس ماتيس إن "أولويتنا لا تزال هزيمة داعش".

فيما ستكون المرحلة الثانية هي "الاستقرار" وذلك بعد هزيمة داعش أو تحييد خطره، حيث ستحاول الإدارة الأميركية-بحسب الوكالة- التوسط في وقف إطلاق النار بين نظام الأسد والمعارضة.

وبينت أن إدارة ترامب وفق الخطة تحدثت عن "مناطق استقرار مؤقتة"، وقد تختلف هذه المناطق عن "المناطق الآمنة" التي سعت إليها إدارة أوباما ولكنها لم تنفذها لأنها كانت تحتاج إلى وجود عسكري أميركي لتنفيذها، وربما كانت لتضع الطائرات الأميركية في مواجهة مع قوات النظام الجوية.

وفي إطار خطة ترمب الجديدة، سيكون نظام الأسد طرفًا في "مناطق الاستقرار"، ويمكن للطائرات الأميركية أو العربية القيام بدوريات من دون الاشتباك مع طائرات النظام.

ووفق خطة ترامب، فإنه مع استعادة الأمن، تأمل الإدارة الأميركية أن يتمكن القادة المحليون الذين أُجبروا على الفرار من العودة وقيادة السلطات المحلية، ويمكن لهؤلاء المساعدة في استعادة الخدمات الأساسية وعمل الشرطة، وأن الفكرة الأساسية هي أن تكون القوات السنّية هي التي تسيطر على المناطق السنّية في الغالب، والقوات الكردية تسيطر على المناطق الكردية وما إلى ذلك، وعلى الصعيد الوطني، فإن الهدف هو إنشاء سلطة انتقالية لحكم سورية مؤقتًا.

في حين، ستتضمن المرحلة الثالثة "الانتقال السياسي"، حيث تذكر الوكالة أنه على الرغم من أن المسؤولين في إدارة ترمب قد أدلوا بتصريحات عامة متضاربة حول مستقبل الأسد، فإن الخطة الناشئة تتصور نقل السلطة سلميًا.

ووفق الخطة، يمكن أن يحدث رحيل الأسد بطرق مختلفة، وأحد الاحتمالات هو إجراء انتخابات بموجب دستور جديد، مع منع الأسد من الترشح، وهناك احتمال أكثر جرأة ينطوي على أن يلاقي الأسد مصير العقيد الليبي الراحل معمر القذافي أو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فيما بدا إشارة إلى مقتله.

أما الخيار الثالث فيهدف إلى استخدام التهديد بتهم جرائم الحرب، ففي حين تعتقد الإدارة الأميركية أن النظام السوري مسؤول عن هذه الجرائم، فإن التوجّه سيكون بربط جرائم الحرب بالأسد نفسه.

لكن "أسوشييتد برس" أشارت إلى أن محاكمة الأسد بشكل ناجح ستكون صعبة لأسباب قانونية وجيوسياسية، إضافة إلى دعم روسيا وإيران له.

ولفتت الوكالة إلى أن إدارة ترامب لم تقل أي شيء حتى الآن عن العمل مع إيران لتعزيز السلام في سورية، لكنها تعتقد أن التهديد بإجراء تحقيق في جرائم الحرب وعرض نفي آمن للأسد في مكان ما خارج سورية، ربما في إيران أو روسيا، يمكن أن يكون مقنعًا.

وكشف المسؤولون الأميركيون للوكالة عن أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي في موسكو أن مثل هذا العرض ومغادرة الأسد الطوعي هو الخيار المفضل لدى الإدارة الأميركية.

وتحدثت وكالة "أسوشييتد برس" عن مرحلة ما بعد الانتقال السياسي، مشيرة إلى أنه على الرغم من الاختلافات، يصر مسؤولو ترمب على أن تدخّل روسيا أمر حاسم لحل الحرب السورية، بالنظر إلى التأثير الذي اكتسبته موسكو في سورية بعد مساعدة الأسد.

وتسعى إدارة ترمب للحصول على دعم روسي من خلال ضمان وصول الروس إلى قاعدتي طرطوس البحرية واللاذقية الجوية في أي سيناريو ما بعد الأسد، ولكن من غير الواضح كيف يمكن للولايات المتحدة أن تقدّم مثل هذا التأكيد نظراً لعدم اليقين من الذي سيشغل سورية في تلك المرحلة.

وقال المسؤولون الأميركيون للوكالة إن تيلرسون نقل الخطوط العريضة لهذه الخطة إلى بوتين والمسؤولين الروس في موسكو، ولكنه لم يطلب منهم رداً فورياً، قائلاً لروسيا أن تفكر فيها.