مثل تنقُّل العصافير، مرتين في السنة، تنشر أنباء عن مفاوضات بين «حماس» وإسرائيل عن تبادل الأسرى والمفقودين.
وكما هي الحال ايضا يعد هذا نثراً للأوهام. فقد جرت الجولة الأخيرة، هذا الاسبوع، عندما شارك خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لـ»حماس»، في ندوة عقدت بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وكي لا يتشوش أحد قال: «اوضحت 'حماس' لكل الوسطاء أن لكل معلومة ثمناً».
هكذا أشار للجميع بأن حكومة اسرائيل مرة اخرى تخدع الجميع، ولا سيما عائلات منغيستو وسيد وأبو غنيمة اللذين اجتازا السياج واختفيا في مكان ما في أنفاق «حماس»، وعائلتي غولدن وشاؤول، اللتين قتل ابناهما في حملة «الجرف الصامد».
يقصد مشعل مناورة أخرى (معلومة؟ ثمن؟ كل شيء معروف) تسويف للزمن من حكومة إسرائيل.
ومن الجهة الاخرى، يوجد ضغط العائلات. ليس واضحاً ما الذي تستعد كل عائلة لتدفعه مقابل ابنها الحي او الميت، ولكن تشخصيا يستند الى التخمين القائم على أساس تصريحات سابقة يظهر أن عائلة غولدن تطالب بجثمان ابنها مقابل تحرير قليل من «المخربين»، اذا كان هذا سيحدث، وسيسرني أن اسمع انهم لا يهتمون تماما بالثمن، او ان لهم فكرة خاصة بهم عن كيفية جلب الابناء الى الديار دون التوجه نحو تسوية إنسانية مع «حماس».
قالت الجهة التي تعالج موضوع عائلة منغيستو لي ان العائلة غير مطلعة على من سيتحرر وكم، وما يهمها هو متى سيعود ابنها. اما شروط «حماس» بالمناسبة، فلم تتغير منذ المحادثات التي جرت منذ انتهاء حملة «الجرف الصامد». فمبدأ «حماس» كان ولا يزال «خذوا ما لكم واعطوا ما لنا، باستثناء من نتخلى عنه، بما في ذلك اولئك الذين اعتقلوا في الضفة قبل اندلاع الحرب». وبين الحين والآخر ينشر نبأ كهذا او ذاك من جانب «حماس» عن انه وصلهم عرض ما لا يستجيب لمطالبهم ومن جانب اسرائيل عن أنه عرض على «حماس» عرض ما.
بل انهم رووا ذات مرة عن عرضين (!) – رفضا. ويدور الحديث في نظري عن أمر ليس أكثر من تسويف للزمن، كي لا يبدو الأمر في نظر العائلات والجمهور رفضا حكوميا.
من هذه الناحية يوجد في ترسانة مديري المفاوضات الف طريق وطريق ابداعي لتسويف الزمن. مثلا، بقدر ما يكون هناك وسطاء هكذا يكون وقت اكبر لـ «الاتصالات».
مرة يتحدثون مع القطريين، مرة مع الاتراك، مرة مع السعوديين. مرة مع المصريين، مرة الامم المتحدة واذهب لتعرف اي من الوسطاء الذين يكلفون انفسهم بأنفسهم يتجولون في الميدان. واقدر بان ليس للتقارير التي تنقل الى العائلات اي اساس في الواقع لسبب بسيط: حكومة اسرائيل غير جاهزة لمطالب «حماس»، و»حماس» لا تتزحزح عن مطالبها، او تتزحزح عنها قليلاً؛ ما يبدو في نظر مدراء المفاوضات، اي رئيس وزراء، كـ «ابتزاز» او «استسلام».
تقول «حماس» علنا انها تريد كل شيء تقريبا، او بلغة فتحي القرعاوي، من كبار رجالات «حماس»، «وضعنا لأنفسنا هدفا، وهو تبييض السجون الاسرائيلية من الفلسطينيين». في اسرائيل يتورطون في تقويمات الوضع، التي تدعي بان تحريرا جماعيا، بما في ذلك تحرير رجال «فتح»، سيعزز «حماس» وسيضعف السلطة وحكومة اسرائيل. ولكن الاهم هو أن بينيت لن يروي بان نتنياهو استسلم، ولا شيء سيهدد الائتلاف.
عن «معاريف»
الإعلام العبري: مفاوضات تبادل الأسرى مستمرة وتشهد تقدمًا
02 يناير 2025