قال تحليل لموقع «ديبكا فايل» الاستخباري الصهيوني أن معركة «القلمون» على الحدود اللبنانية السورية هي مسألة حياة أو موت للرئيس السوري «بشار الأسد» وزعيم حزب الله «حسن نصر الله» والجنرال الإيراني «قاسم سليماني».
وأشار إلى أن المعركة تدور بين فريقين من المتنافسين يدخلان في سباق للفوز بحسم المصير الاستراتيجي لمنطقة «القلمون» على الحدود السورية اللبنانية وهما: الجيش السوري وحليفه حزب الله الذين يقاتلون بضراوة ضد جيش الفتح المعارض، الذي انفصل عن جبهة النصرة، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقال «ديبكا» إن هذه المعركة جاءت مفاجئة للجميع، وسوف تحقق مكاسب إقليمية للطرف الذي سيفوز بها بسبب الطبيعة الحرجة للمعركة، التي تقودها تحالف ثلاثي من سوريا وحزب الله، وإيران يضم الرئيس السوري «بشار الأسد»، وزعيم حزب الله «حسن نصر الله» والجنرال الإيراني «قاسم سليماني»، رئيس فيلق القدس.
وقد أكد الأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله» أن المعركة ضد الجماعات المسلّحة في جرود القلمون «أمر محسوم»، لكن «الزمان والمكان لم يتم الإعلان عنهما بعد»، وأشار إلى أن الحزب لن يصدر بياناً رسمياً يعلن فيه بدء المعركة، إلّا أن «العملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها على الإعلام».
ولكن «ديبكا» يقول في تحليله: «لا نصر الله ولا أي شخص آخر يستطيع أن يتنبأ بنتائج هذه المعركة لأن تحولا جذريا غير منظورا حدث في ميزان القوة، فلأول مرة منذ ما يقرب من خمس سنوات من الحرب الأهلية السورية، تصطف الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة ويمنحوا المعارضة السورية أسلحة ثقيلة، ما يعني أن الحرب قد تحسم عاجلا ويتم حفظ أرواح المئات من الضحايا (الذين يقتلهم بشار الأسد)».
أيضا، وبعد صمت طويل، بدأ كبار المتحدثين باسم إدارة «أوباما» يوجهون انتقادات شرسة لـ«نظام الأسد» على جرائم الحرب البشعة التي يرتكبها.
فيوم الجمعة، 8 مايو/أيار الجاري، أكد ثلاثة من كبار الديبلوماسيين في الولايات المتحدة أن التقارير التي تؤكد أن الجيش السوري قد عاد إلى استخدام الأسلحة الكيميائية هي تقارير «مؤكده وذات مصداقية»، وهم: «روبرت مالك»، سفير الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، ووكيل وزارة الخارجية الامريكية السفير الامريكي «أنتوني نيلنكين»، و«سامانثا باور» مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة.
وقد كشف المسؤولون الأمريكيون عن حقيقة أن الجيش السوري يزيد من استعمال مخزونه المحتجز من الأسلحة الكيماوية، وهو ما يتعارض مع اتفاق أمريكي روسي سابق، ما يعني تعريض هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا الذي أبرم بين وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» ووزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» في نهاية عام 2013، للفشل، ويجعل اتفاق تسليم الأسد ترسانته الكيماوية «مجرد حبر علي ورق، لا أكثر ولا أقل».
وكان مفتشو المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية قد كشفوا في أعقاب الاتهامات الأمريكية، عن وجود آثار لغاز السارين وغاز الأعصاب VX في سوريا في ديسمبر/كانون الأول الماضي ويناير/ كانون الثاني الماضيين.
وتنبع أهمية هذه الحملة الدبلوماسية التي تقودها إدارة «أوباما» ضد «الأسد» وأسلحته الكيماوية من أنها تتزامن مع معركة القلمون. وأنها جاءت في أعقاب هزيمتين ثقيلتين للجيش السوري في الشمال السوري (جسر الشغور وأدلب)، وكذا الهجوم الأمريكي الحاد علي الجنرال الإيراني «قاسم سليماني»، المسؤول عن تزويد إيران لسوريا بقنابل البرميل المتفجرة التي تسقطتها القوات الجوية السورية علي المدنيون في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون.
خطة أمريكية ضد ايران
ويقول تقرير «ديبكا» أن واشنطن عادت لتركيز اهتمامها على مخاطر الأسلحة الكيميائية السورية الإيرانية لاعتبارين مهمين:
(الأول): ازدراء إيران المتعجرف للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحظر الأسلحة الكيميائية، والذي يثير الشكوك حول مصداقية طهران، وهي شكوك معتبرة تجعل الغرب مترددا حول جدية التزامها بتنفيذ الاتفاق النووي الشامل في المفاوضات مع الدول الست الكبرى حاليا، وهل يمكن الوثوق بقبولها التزامات بالسماح بعمليات تفتيش مفاجئة علي المواقع النووية حسبما قال الرئيس «أوباما»، باعتبار أن هذا يدعم مصداقية أي اتفاق يتم التوصل إليه.
(الثاني): أن الرئيس «أوباما» اعتمد مؤخرا خطة طرحها أعضاء مجلس الأمن القومي مفادها إن حصول الإيرانيين على الاتفاق النووي سوف يحرك ويقوي المعتدلين الإيرانيين مثل الجنرال «علي جعفري» في الحرس الثوري علي حساب المتشددين مثل الجنرال «سليماني»، قائد فيلق القدس، الذي ينسق عمليات تخريبية خارجية للحرس الثوري الإيراني، والذي يوصف لدى الولايات المتحدة بأنه «شخص سيء».
«جعفري» سوف يستفيد أيضا من الحوافز الاقتصادية لإيران التي سوف تترتب على قبولها الاتفاق النووي، على عكس «سليماني» الذي أعطي الضوء للتدخل العسكري الإيراني في العراق وسوريا واليمن.
ويختم موقع «ديبكا» بتأكيد أن: «الوقت هو ما سوف يقول ما إذا كان هذا التكتيك الأمريكي فعال أم لا؟ وأن هناك أمال في تقويض سمعة "سليماني" ما سوف يؤثر على مستوى التدخل العسكري الإيراني في سوريا والعراق واليمن».
ويقول أن «هزيمة الأسد وحزب الله في معركة القلمون قد تقلص التدخل الإيراني في سوريا، وتجعلها تتراجع، ما يعني تقويض حكم الأسد، وهزيمة نصر الله والجنرال سليماني، وانتصار المعارضة السورية والداعمين لها».