بعد مجزرة الرواتب التي حدثت في غزة الشهر الماضي , وتشديد الحصار على غزة , ووقف تزويد محطة الكهرباء بالوقود اللازم الى درجة ان ساعات وصل الكهرباء اصبحت ثلاث ساعات فقط وعدم فتح معبر رفح لفترة طويلة , وما يترتب على كل ذلك على الحياة المعيشية لأهل غزة , مقابل كل ذلك لا يبدو في الافق اي حلول للانقسام والمصالحة حتى يقول الشعب وهو المتضرر الوحيد من كل ذلك , يقول كلمته أنه يستطيع ان يتحمل كل ذلك على شرط ان يكون هناك أمل في حل قريب او بعيد بجدول زمني محدد , ولكن للأسف الشديد كل ما يحدث الان على الساحة الفلسطينية مقدمة لكي يرفع الشعب الفلسطيني رايته البيضاء ويستسلم , المهم في ذلك يستسلم الشعب الفلسطيني لمن ..؟!
للاحتلال الاسرائيلي أم لسلطة عباس .. او سلطة حماس ,, او للأمم المتحدة أو لمصر .. لمن تريدون الشعب الفلسطيني ان يرفع رايته البيضاء..؟؟
وآخر ما تمخض عنه العقل الصهيوني من افكار بعد المناهج الفلسطينية ويهودية الدولة ونبذ الارهاب والتنسيق الامني .. الخ من المطالب الصهيونية .. ها هو نتنياهو يقول ان وقف رواتب اسر الشهداء والاسرى والجرحى هو اول اختبار للسلام , ما كل هذا الاستهتار بالقيادة الفلسطينية ألا يكفي من تنازلات لمدة اثنين وعشرين عاماً من المفاوضات والتنازلات والتنسيقات الامنية وغير الامنية وتسليم الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الاسرائيلي وجعل المعادلة الاقتصادية الغير عادلة بين الموظف والعامل الاسرائيلي والموظف والعامل الفلسطيني في ميزان واحد ويأكلون من منبع واحد لدرجة ان الرئاسة الفلسطينية لا تستطيع الان ان ترفض اي طلب اسرائيلي والسبب ان اغلب الميزانية الفلسطينية تأتي من خلال ما يقوم بتحصيله الاسرائيليون من أموال ضريبية في الموانئ والمعابر الاسرائيلية وتسليمه للسلطة.
ألا يكفي كل ذلك للدلالة على اختبارات السلام بقى فقط رواتب اسر الشهداء والجرحى والاسرى.
الخوف كل الخوف ان توافق السلطة على ذلك مقابل ان يقوم السيد ترامب بمقابلة ابو مازن , ومن الان اقول لكم ان كل التنازلات التي يقوم بها ابو مازن مقابل هذه المقابلة سوف تبوء بالفشل لأن امريكا وترامب سوف لا تقدم شيء الى السلطة إلاّ حفنة من الدولارات فقط.