وسط حماية أمنية

تقرير بلطجة إسرائيلية ضد "الأسرى" وأعمال عنف يقودها المستوطنين لثنيهم عن الإضراب

بلطجة إسرائيلية ضد الأسرى وأعمال عنف يقودها المستوطنين لثنيهم عن الإضراب
حجم الخط

دعا المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الدفاع عن قراراته وحمايتها، من خلال إجبار إسرائيل كقوة احتلال على وقف نشاطاتها الاستيطانية التوسعية وفضح الطابع العنصري للاحتلال وانتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي.

وفي ذات الوقت ندد المكتب الوطني بقيام عدد من قطعان المستوطنين نهاية الأسبوع بتنظيم حفلة شواء أمام معتقل "عوفر" الإسرائيلي غرب مدينة رام الله في محاولة لاستفزاز الأسرى الأبطال الذين يخوضون معركة الإضراب عن الطعام، وأيضاً قيام مستوطنين بالاعتداء على عدد من نشطاء سلام إسرائيليين من حركة 'تعايش' بالعصي والحجارة، أثناء مرافقتهم لمزارعين ورعاة أغنام فلسطينيين في منطقة بالقرب من مدينة رام الله.

وفي خطوة تصعيدية جديدة وتحد جديد لقررات الشرعية الدولية وخاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2334) قررت السلطات الإسرائيلية، إقامة (212) وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، وذلك في إطار مخطط استيطاني واسع في الضفة الغربية المحتلة، حيث من المتوقع أن تصادق اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدس على هذا المخطط الاستيطاني الجديد والمنفصل لإقامة (122) وحدة استيطانية في مستوطنة "بسغات زئيف"، بينما ستقام (90) وحدة في مستوطنة "رمات شلومو"، وذلك على أراضي المواطنين الفلسطينيين في القدس المحتلة، ويعد هذا المشروع الاستيطاني جزءًا من "خطة استيطانية واسعة هي الأولى التي سيتم الشروع في تنفيذها في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة".

وفي هذا السياق كشفت القناة الإسرائيلية الثانية عن تسوية تبلورت بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية تقضي بموافقة أمريكية على إقامة مستوطنة جديدة وبديلة لسكان مستوطنة "عمونا" المخلاه، بالإضافة إلى اعتراف واشنطن بآلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة والقدس، وفي مقابل ذلك يوافق نتنياهو على مطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلجم أعمال البناء في المستوطنات بحيث تقتصر على الكتل الاستيطانية الكبرى.

فيما أقرت وزارة الإسكان الإسرائيلية أنه تم بناء مبنيين على أراض فلسطينية خاصة داخل مستوطنة 'بيت إيل'، على القسائم (80) و (81) و (90) من قطعة الأرض رقم (4) من أراضي دورا القرع، شمال رام لله، قرب قريتي يبرود وجفنا، وهي أراض خاصة، من قبل شركة 'عميدار'.

بيد أنها زعمت أن البناء نجم عن طريق 'الخطأ'، وتبين أن وزارة الإسكان هي التي أقامت هذه المباني في المستوطنة، حيث تم إسكان عشرات العائلات من المستوطنين فيها، ورغم اتضاح حقيقة الأمر، فإن المستوطنين لا يزالون يقيمون في هذه المباني.

وأكدت 'عميدار' على أنها أدارت المبنيين منذ سنوات الثمانينيات، وفي العام (2012) تم بيعهما، بمصادقة وزارة الإسكان، إلى جمعية 'سوكات عوفاديا'، وهي مؤسسة توراتية، وهي مسؤولة أيضاً عن المدرسة الدينية التلمودية في المستوطنة.

على صعيد آخر أقام عدد من المستوطنين المتطرفين، "حفلة شواء" بالقرب من سجن عوفر، غرب مدينة رام الله، يوم  الخميس الماضي استفزازاً للأسرى المضربين عن الطعام.

وكان المستوطنون قد أعلنوا نيتهم "شواء اللحوم" بالقرب من السجن، تزامناً مع مواصلة (1500) أسير إضرابهم عن الطعام، لليوم الرابع على التوالي.

وقد دارت مواجهات عنيفة اندلعت في محيط سجن عوفر، عقب وصول مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين، فيما أصيب شاب بالرصاص المطاطي، بالإضافة لعشرات حالات الاختناق، بينهم الصحفي إسلام الصرفندي، مصور شركة "ترانس ميديا"، حيث أصيب بالاختناق وحالة إغماء نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وفي مشهد يذكر بممارسات فتيان العصابات هاجم نهاية الأسبوع مستوطنون عدداً من نشطاء سلام إسرائيليين من حركة 'تعايش' بالعصي والحجارة، أثناء مرافقتهم لمزارعين ورعاة أغنام فلسطينيين في منطقة بالقرب من مدينة رام الله.

ووثق مقطع فيديو مهاجمة (15) مستوطناً، وهم ملثمون، النشطاء الإسرائيليين والرعاة الفلسطينيين، حيث قال الناشط في 'تعايش'، أيال راز، الذي تواجد في مكان الاعتداء إنه 'بدأ عندما رافقنا المزارعين الفلسطينيين الذي جاؤوا لرعي قطعانهم، وجاءت نحونا مجموعة من 15 فتى تقريباً حاملين العصى، ودخلوا بيننا وكانوا يحملون حجارة كبيرة وعصي، ونحن من الجانب الآخر لم نرد عليهم وحاولنا تهدئة الأجواء'. 

وأضاف راز أن 'المشاعر متوترة، فهؤلاء الأشخاص يشعرون أنه بإمكانهم فعل ما يشاءون، وهذا وضع مخيف، وقد أصيب خمسة نشطاء، أحدهم كانت إصابته في رأسه ويصعب شرح شعورنا، وقد وصلنا إلى مركز الشرطة "الإسرائيلية في المستوطنات" من أجل تقديم شكوى'. 

وعلى صعيد الانتهاكلت الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، فقد كانت على النحو التالي خلال فترة إعداد التقرير:

القدس: هدمت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي منشأتيْن سكنيتيْن في "جبل المكبر" جنوبي شرق القدس المحتلة، بزعم البناء دون ترخيص للمواطنيْن؛ محمد أمين شقيرات وعمار سلامة حديدون دون سابق إنذار، كما دمّرت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، مزرعة في بلدة العيسوية تعود للمواطن مراد زياد مصطفى، بحجة عدم الترخيص.

وفي الوقت نفسه تابع المستوطنون اقتحاماتهم واعتداءاتهم بحق المسجد الأقصى خلال عيد "الفصح" اليهودي، وكانت اقتحامات "الفصح" اليهودي لهذا العام هي الأكبر من مثيلاتها في السنوات الماضية، حيث اقتحم الأقصى أكثر من 1200 مستوطنًا إسرائيليًّا بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وبحسب معلومات نشرتها "منظمات المعبد" فقد اقتحم الأقصى خلال "الفصح" اليهودي نحو 1373 مستوطنًا، وبحسب هذه المنظمات فقد ارتفع عدد المستوطنين من 650 مستوطنًا في عام 2015، إلى 1015 مستوطنًا في عام 2016، أي أن إجراءات الاحتلال في الأقصى، سمحت بارتفاع نسبة الاقتحامات بنسبة تفوق الـ 33% سنويًا.

رام الله: فتح مستوطنو مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي المواطنين، مياههم العادمة على أراضي ضاحية الزراعة الواقعة خلف مدارس ذكور الجلزون ما تسبب بإتلاف كمية من المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى خلق بيئة غير صحية تهدد بانتشار الأوبئة والأمراض.

وفي عمل استفزازي وغير انساني أقام عدد من المستوطنين حفلة شواء أمام معتقل "عوفر" الإسرائيلي غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية في محاولة لاستفزاز الأسرى الذين يخوضون معركة الإضراب عن الطعام.

وقد صرح عدد من المستوطنين في تعليقات استفزازية بأنهم جاءوا إلى المنطقة للاحتفال بالإضراب عن الطعام ولكسر روح الأسرى الفلسطينيين عبر إطلاق العنان لرائحة اللحم ودخان الشواء حتى يغطي زنازينهم.

كما هاجم مستوطنون نشطاء سلام إسرائيليين من حركة 'تعايش' بالعصي والحجارة عندما كانوا يرافقون مزارعين ورعاة أغنام فلسطينيين في منطقة مدينة رام الله.

الخليل: اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدرسة مسافر يطا، وقامت بتصويرها وتصوير عدد من المساكن في خرب التبان والفخيت والمجاز، وكانت قوات الاحتلال كانت قد سلمت الأهالي في السابق إخطارات لهدم هذه المدرسة للضغط على السكان لترك أراضيهم بهدف الاستيلاء عليها لصالح التوسع الاستيطاني.

كما أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بوقف العمل في محجر لقلع الحجر في بيت أمر شمال الخليل، وسلمت صاحبه الذي يعمل فيه منذ 18 عاما يوسف عبد العزيز أبو عياش إخطارين، بوقف العمل. واستولت على آلية ثقيلة "باجر"، تعود ملكيتها للمواطن محمد حسن البربراوي، وجرافة لصاحب المحجر يوسف بريغيث، وتم نقل المعدات الى داخل مستوطنة "كرمي تسور"المقامة على أراضي المواطنين في البلدة.

بيت لحم: أغرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أراضي زراعية في قرية بيت تعمر شرق بيت لحم بالمياه العادمة، بعد أن قام جنود الاحتلال المتمركزين في معسكر الجيش الجاثم على أراضي المواطنين بضخ المياه العادمة على أراض مزروعة بأشجار الزيتون في منطقة "عين الجدال"، حيث وصل منسوبها إلى قرابة 30 سم في ظل حرمان المزارعين من الدخول لأراضيهم مما تسبب في إتلاف عدد كبير من أشجار الزيتون، ويسود التخوف من انتشار الأوبئة والأمراض في المنطقة.

على صعيد آخر دهس مستوطن بمركبته الفتاه كوثر محمد شاورية (13 عاما) من بلدة تقوع شرق بيت لحم ، أثناء سيرها على الخط الالتفافي قرب بلدية تقوع، ما أدى إلى إصابتها بجروح متوسطة، فيما لاذ المعتدي بالفرار.

نابلس: اندلعت مواجهات بين أهالي قرية بورين، جنوب نابلس، ومستوطنين حاولوا اقتحام القرية من مدخلها الشرقي بعد إضرامهم النار في عدد من حقول القرية المزروعة بالزيتون.

وفي مشهد استفزازي متكرر اقتحمت مجموعة من المستوطنين، مقام “قبر يوسف” بمنطقة بلاطة البلد شرقي مدينة نابلس لأداء طقوس دينية، وتمت عملية اقتحام المقام بمشاركة خمسين مستوطنا، وبحضور قياداتهم، حيث نقل عن مسؤول تجمع المستوطنات بالضفة الغربية، يوسي داغان، قوله: "سيأتي يوم نعيد به السيطرة على قبر يوسف، ونؤدي الصلاة يوميا، بدلا من الصلاة كل شهر"، على حد تعبيره.

وإلى الجنوب من مدينة نابلس نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي منطاداً مزوداً بآلات تصوير دقيقة على حاجز زعترة الذي يقع على الطريق العام نابلس- رام الله.

وجاء هذا الإجراء استكمالاً لعمليات التحصين التي قام بها الاحتلال في المنطقة لتوفير الحماية للمستوطنين الذين عادة يتنظرون حافلات الركاب الإسرائيلية بالقرب من هذا الحاجز.

سلفيت: اقتحمت مجموعات من المستوطنين، بحراسة قوات الاحتلال، بلدة كفل حارس شرق مدينة سلفيت، ومنع جنود الاحتلال حركة المواطنين في البلدة، في حين سمحت للمستوطنين باقتحام مقامات دينية وأداء شعائر تلمودية، حيث اقتحم المستوطنون مقامي يوشع بن نون وذي الكفل وأدوا شعائر تلمودية اعتادوا على أدائها بين الفينة والأخرى ثم انسحبوا من البلدة.

الأغوار: داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلة مكحول في الأغوار الشمالية، وصورت هويات بعض المواطنين في المنطقة.

ويذكر أن خلة مكحول هي إحدى التجمعات السكانية الواقعة شرق طوباس، ويعاني سكانها بشكل دوري من مضايقات الاحتلال والمستوطنين. وفي الوقت نفسه اعتدى مستوطنون، على رعاة أغنام بالقرب من عين الساكوت، في الأغوار الشمالية وطردوهم، فيما صادرت قوات الاحتلال الاسرائيلي، جراراً زراعياً من إحدى مزارع الرأس الأحمر شرق بلدة طمون.