أقيم في بيت الصحافة في مدينة غزة، اليوم الأحد، احتفالاً لمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف الثالث والعشرين من شهر نيسان من كل عام، حضره لفيف من الكتاب والأدباء والعاملين في قطاعات نشر وتسويق الكتاب في قطاع غزة.
وتركز الاحتفال على ندوة أدارها الروائي والكاتب عاطف أبو سيف، الذي أكد أن غزة رغم جراحها والحصار المفروض عليها وكل ما تعانيه وتمر به من آلام وعذابات، تحتفل مثل كل مدن العالم بالكتاب وتحتفي بالمنجز العظيم لكل أولئك الروائيين والشعراء والمسرحيين والمؤلفين، "الذين أثروا حياتنا وأغنوها، والذين جعلوا حياتنا على هذا الكوكب أجمل".
وأشار الروائي أبو سيف إلى أن هذا الاحتفال الذي يتزامن مع الاحتفالات التي تنظمها منظمة "اليونسكو"، إنما تأتي لتؤكد على أهمية الثقافة ودورها في تطوير القيم وتعزيز الهوية ودفع عجلة التقدم إلى الأمام.
وأضاف أن اليوم العالمي للكتاب الذي يصادف ذكرى رحيل سيرفانتس وشيكسبير وأقرته منظمة "اليونسكو" في عام 1995، هو فرصة للتشجيع على القراءة واستكشاف المتعة التي توفرها والمساهمات العظيمة لكل قلم جميل خط كلمة في سفر الإبداع الكوني.
وأكد أبو سيف أن "مثل هذا اليوم فرصة لأن نناقش أوضاع الثقافة الفلسطينية وحال الكتاب وصناعته وحقوق المؤلف في فلسطين".
بدوره، تحدث الأمين العام المساعد لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، الروائي والكاتب غريب عسقلاني، عن المشاكل التي تواجه صناعة الكتاب وحمايته، ونوّه إلى أن غياب المؤسسات المختصة بذلك يجعل مهمة حماية الكتاب صعبة، خاصة في ظل عدم وجود دار الكتب الفلسطينية.
وطالب عسقلاني بضرورة إيجاد مثل هذه المؤسسة والعمل على تعزيز الشراكات بين المؤسسات العاملة في قطاع الثقافة وصناعة الكتاب.
بدوره، استعرض الكاتب توفيق أبو شومر، في مداخلة له، أوضاع صناعة الكتاب في فلسطين ونوّه إلى أنه لا يوجد في فلسطين عمليا قانون للملكية الفكرية، وبالتالي فإن الحاضنة القانونية غير موجودة.
وأشار أبو شومر إلى تراجع مستويات القراءة في المجتمع الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام.
من ناحيته، قدم الناشر عاطف الدرة، صاحب دار الكلمة، ومحمود ماضي صاحب دار خطى، مداخلات عن أوضاع الناشرين في قطاع غزة.
وقالا إنه "في ظل غياب أي دور لاتحاد الناشرين وعدم وجود تفريق وتميز بين الناشر الحقيقي وبائع القرطاسية، فإن الناشرين بدورهم يعانون من أزمات كبيرة تعيق تطوير صناعة الكتاب".
أما الصحفي خميس الترك فقد نوّه إلى ضرورة حماية العديد من النتاجات الفكرية في فلسطين والعمل على تعميم الكتاب ودعمه، في حين طالب الكاتب يسري الغول بضرورة الالتفات لدور الإعلام الاجتماعي والنشر عبره في تطوير تشجيع القراءة ونشر الكلمة المكتوبة.
من جانبه، ناقش الشاعر عثمان حسين إذا ما كانت فوضى صناعة الكتاب وطباعته تضر بالمشهد الثقافي أم تفيده، مشددا على أنه في ظل ما تمر به غزة فإن تعميم الكتاب بكل صورة هو أمر ضروري، فيما طالبت الكاتبة يهام عودة بملاحقة السرقات الأدبية.
وأشار الشاعر علاء الغول إلى غياب الحماية القانونية وضرورة العمل على تفعيل المرتكزات القانونية التي تدفع بصناعة الكتاب إلى الأمام، بينما طالب الكاتب والصحفي رزق المزعنن بضرورة الترويج للثقافة والعمل على تشجيع مجتمع القراء.
من جانبها، أكدت القانونية فاطمة عاشور ضرورة أن يتم تحشيد الطاقات وتعزيز التحالفات مع القوى الأخرى في المجتمع والمؤسسات، خاصة قطاع القانونيين والمجتمع المدني، للمساهمة في تحقيق المطالب بحماية الكتاب وحقوق المؤلف، بينما شدد الناقد محمد البوجي، رئيس جمعية النقاد الفلسطينيين، على ضرورة تفعيل دور المؤسسات العاملة في قطاع الثقافة وحماية الكتاب من دور الطباعة التي تسرق الكتاب وتبيعه من أجل الربح المادي.
بدوره، شدد مسؤول النشاطات في اتحاد الكتاب الشاعر رزق البياري على ضرورة حماية الكاتب، موجها تحية للكتّاب وهم يحتفلون بيومهم العالمي في غزة، في حين قام الروائي والقاص محمد نصار، عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين، بصياغة مجموعة من التوصيات التي خرج بها الحضور وتركزت على ضرورة إعادة الاعتبار للكتاب من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشر الكتاب بسعر مناسب، بالإضافة إلى وضع قوانين لحفظ حقوق المؤلف في ظل العديد من التعديات والسرقات التي تطال حقوقه الفكرية، والسعي للحصول على الكود الدولي للكتاب باعتباره رمزا من الرموز السيادية التي يجب أن يحظى بها الكتاب الفلسطيني بدل أن يحمل عناوين لبلدان أخرى وكأن فلسطين بلا منجزات.
من ناحيته، شدد رئيس بيت الصحافة بلال جادالله على أن مكانة غزة في الثقافة والأدب الفلسطيني كانت وستظل هامة، وعليه فإن الاحتفال بهذا اليوم في غزة يشكل رافعة هامة في التأكيد على مكانة الأدب في الحياة الفلسطينية.