هدية نتنياهو للمنظمات الحقوقية

e2447cb9ed189927633ffbb9a7474093.jpg
حجم الخط

نائب المستشارة الألمانية ووزير خارجيتها زغمار غبرئيل، هو صديق لإسرائيل، ومثل موظفين حكوميين آخرين في العالم، هو منتقد لسياسة إسرائيل في المناطق التي تم احتلالها في حرب الأيام الستة، وهو يرفض وجود المستوطنات ويستمع إلى الانتقاد في البلاد حول الأضرار التي تلحق بالفلسطينيين.
ومثل الرئيس السابق لبلاده، طلب الالتقاء مع منظمات من المجتمع المدني، تعمل في إسرائيل حسب القانون رغم أنها تقوم بإغضاب الحكومات الإسرائيلية على مر الأجيال.
إن قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اشتراط الالتقاء معه بأن لا يلتقي وزير الخارجية الألماني مع ممثلي «نحطم الصمت» و»بتسيلم»، وقرار غبريئيل تفضيل اللقاء مع ممثلي هذه المنظمات، أوجد مشكلة بالنسبة لإسرائيل.
هذا الأمر يعني أن الديمقراطية الإسرائيلية لا يمكنها استيعاب المنظمات التي تنتقد مظاهر تحدث لدينا، وأن التمويل للمنظمات المدنية من الخارج هو مثابة تآمر هذه الجهات ضد نظام الحكم الإسرائيلي، لأن الديمقراطية لدينا أضعف من أن تصمد في وجه الانتقادات.
وهي تعتبرها، مثل الأنظمة القريبة منا، محاولة غير شرعية، ومؤيدوها هم مثابة خونة أو شبه خونة.
عندما كان على غبريئيل الاختيار، وطُلب منه التنازل عن اللقاء الذي بادر إليه، شعر بأن كرامته لا تسمح له بفعل ذلك، فتنازل عن اللقاء الأكثر أهمية أثناء زيارته.
سيجد زوار آخرون في إسرائيل صعوبة في عدم السير في أعقاب ممثل رفيع المستوى للدولة الأقرب لإسرائيل في أوروبا.
إذا كان نتنياهو حاول إيجاد سابقة، وكان على قناعة بأن وزير الخارجية غبريئيل سيتنازل عن اللقاء مع المنظمات، فقد حدثت السابقة المعاكسة.
من حق حكومة إسرائيل القول إن «نحطم الصمت» تبحث فقط عن الجانب المظلم في سلوك الجيش في المناطق، وأن «بتسيلم» تقوم بتشويه الواقع.
وأنه يحق للحكومة طرح الحقائق حول ما تعتبر أنه كذب.
عندما تحاول الحكومة بدل ذلك منع وصول التمويل لهذه المنظمات أو مقاطعتها، فهي تضر بشكل كبير بصورتها الديمقراطية الهامة بالنسبة لها.
إن إجراء رئيس الحكومة زاد من قوة المنظمات التي تسعى إلى إضعافها، وأضرت برغبة الأغلبية في أوساطنا بالتفاخر بأن ديمقراطيتنا لا تخشى من الانتقادات.

عن «إسرائيل اليوم»