أجبرت الشرطة المسؤولة عن أمن البرلمان البريطاني أربعة من الموالين للاحتلال الإسرائيلي على الخروج من القاعة المخصصة لنقاش نظمه مركز العودة الفلسطيني حول قضية التهجير في القدس باستضافة من النائب البريطاني "مارك هندريك" وبمشاركة عدد من الأكاديميين والنشطاء.
وخصصت الندوة التي عقدت تحت عنوان "مسألة القدس.. الاحتلال والتمييز والتهجير" للحديث عن معاناة المقدسيين والحال الذي آلت إليه أحوال المدينة وسكانها عقب حملات مكثفة لتهويدها وتغيير هويتها الثقافية والدينية فضلاً عن واقعها الميداني، وذلك بالتزامن مع الذكرى الخمسين لاحتلال القدس الشرقية.
وضمت المنصة الرئيسية للندوة أستاذة العمارة والدراسات الحضرية ورئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة كامبريدج البروفسور "ويندي بولن"، والتي قدمت عرضاً علمياً حول الآثار والأضرار التي تعرضت لها مدينة القدس جراء استمرار الاحتلال، وانعكاسات ذلك على حياة المواطنين اليومية في ظل سياسة الفصل العنصري والتشظّي الجغرافي المتعمد لتقطيع أوصال المدينة.
وطرحت أمثلة وإسقاطات عملية تشمل المستوطنات وشبكة الطرقات الرئيسية والحدائق العامة إلى جانب الأماكن الأثرية التي يتم استحداثها من قبل الحكومة والمستوطنين.
بدوره، قدم البروفسور البريطاني "كامل حواش"، عرضاً مؤثراً حول معاناة الفلسطينيين بالقدس عبر سرد قصص معاناة شخصية وقعت معه وعائلته جراء السياسات الإسرائيلية المجحفة والتضييق الأمني.
وقال "إنه عاش تجربته الأخيرة قبل أيام فقط حين تم ترحيله قسرياً وإعادته من مطار بن غوريون إلى بريطانية بعد توقيفه لساعات طويلة وإخضاعه للتحقيق والإساءة، وأكد حواش أن هذه الممارسات متعمدة بحق المقدسيين والنشطاء منهم على وجه الخصوص، مفصّلاً في الوقت ذاته في نتائج استمرارها على المستوى القانوني والاجتماعي لأهالي المدينة".
من جانبها، قدمت أستاذة القانون في جامعة لندن ومديرة المبادرة الدولية لمكافحة الجريمة الدولية البروفسور "بيني غرين"، شرحاً حول مراحل تطور الأزمة في القدس وذلك ضمن سياق تاريخي ممتد منذ النكبة ومدعوم بالإحصائيات والأرقام.
كما تناولت من زاوية قانونية قضايا هدم المنازل والحواجز الإسرائيلية والتمييز العنصري وليس انتهاء بالجدار الذي تشيده "إسرائيل" ويقضم مساحات متزايدة من أراضي الضفة الغربية.
واختتمت الجلسة التي أدارها النائب العمالي "مارك هندرك" بفقرة مخصصة لتلقي الأسئلة من الحضور، تخللها مداخلات غير منضبطة وشغب مفتعل من قبل عدد من مناصري "إسرائيل" بهدف التشويش وإثارة البلبلة ما استدعى تدخل الأمن وإخراج أربعة من النشطاء الإسرائيليين بالقوة إلى خارج القاعة هم جوناثان هوفمان، ريتشارد ملت، شارون كاف وماندي، وذلك بداعي الإساءة وعدم احترام اللوائح والقوانين المعمول بها في المجلس.