مجلس الشيوخ الفرنسي ينظم ندوتين حول المرأة وأوضاع المسيحيين في الشرق

مجلس الشيوخ الفرنسي.jpg
حجم الخط

نظمت لجنة البحث حول مسيحيي الشرق في مجموعة المدن المتحدة – فرنسا، برئاسة عضو مجلس الشيوخ والوزير السابق جان ماري بوكيل، اليوم الخميس، ندوة تمحورت حول أوضاع المسيحيين الشرقيين، في مجلس الشيوخ الفرنسي.

وحضر الندوة سفير فلسطين في فرنسا سلمان الهرفي، وهو السفير الأجنبي الوحيد الذي تمت دعوته إليها.

وتمحورت أعمال الندوة حول أوضاع الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط والعوامل التي تحدد استقبال اللاجئين في أوروبا وخاصة المسيحيين، حاضر فيها الأستاذ الجامعي أنطوان فليفل، وقدم رئيس بلدية ستراسبورغ، رئيس مجموعة المدن المتحدة – فرنسا رولان رييز، الندوة بكلمة حول ضرورة حماية المسيحيين في الشرق والحفاظ على وجودهم هناك.

وقدم الهرفي مداخلة خصصها لمسيحيي الشرق وخاصة المسيحيين الفلسطينيين، مؤكداً أن مسيحية هؤلاء هي صفة روحانية تنظم علاقتهم الروحانية ومعتقدهم الديني وعباداتهم، لكنهم قبل كل شيء هم مواطنون فلسطينيون يعيشون على أرضهم وليسوا ضيوفاً، والحفاظ على وجودهم هو جوهر النضال الوطني الفلسطيني باعتباره جزءاً من الحفاظ على وجود الشعب الفلسطيني ككل.

وأكد، على أن الممارسات الاسرائيلية تستهدف وجود المسيحيين والمسلمين وكافة الطوائف الأخرى، مشيراً إلى أن التعايش الروحاني في فلسطين كان دائماً نموذجاً حياً عن العلاقة بين الأديان على أرضية واحدة هي الانتماء للوطن، رغم بعض الفترات التاريخية الصعبة التي حلت بطوائف معينة كان محركها الاساسي خارجياً وليس داخلياً، والآن يعيش المسيحيون في فلسطين هاجس الاحتلال والاستيطان والتهويد والاقتلاع كما يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني من الطوائف الأخرى، فالاحتلال لا يميز بين مسيحي ومسلم.

كما وتطرق الهرفي إلى أن صياغة الهوية الفلسطينية والهوية العربية شارك فيها المسيحيون، كما ساهموا في كافة التحركات الوطنية، وضربت بلدة مسيحية فلسطينية هي بيت ساحور نموذجاً رائعاً في النضال ضد الاحتلال حين أعلنت العصيان المدني إبان الانتفاضة الأولى.

وشدد، على أن المسيحيين بحاجة لدعم وجودهم على أرضهم بصفتهم مواطنين متجذرين في هذه المنطقة وليسوا مجرد طائفة أو مجرد أقلية.

وألقى مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون، مداخلة حول دور فرنسا التاريخي في دعم الأقليات المسيحية في الشرق والحفاظ على وجودها من خلال العلاقات المباشرة بالهيئات الروحية لهذه الطوائف، أو من خلال تأثيرها السياسي وعلاقاتها بدول المنطقة.

وأكد، على أن فرنسا متمسكة بدورها المميز بالعمل مع كافة الجهات والهيئات، من أجل الحفاظ على المكون المسيحي في الشرق باعتباره مكوناً أصيلاً وأساسياً للشرق.

وفي سياق آخر، نظمت جمعية النساء العربيات العاملات في الصحافة والاتصالات حلقة دراسية في مجلس الشيوخ الفرنسي تحت عنوان "الحوار النسائي المتوسطي" بحضور السفير الهرفي.

وتركز جانب منها حول "النساء الفلسطينيات بين الاحتلال والتطرف"، وتقدمت صفاء الحمايدة بورقة بحثية تحدثت فيها عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، خاصة فئة النساء حيث تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي أبشع الممارسات بحق المرأة الفلسطينية التي تجد نفسها أسيرة ومطاردة كالرجل تماماً.

وتحدثت نهى رشماوي من سفارة فلسطين في فرنسا وعضو جمعية النساء العربيات العاملات في الصحافة والاتصالات، حول أوضاع الأسيرات الفلسطينيات، موجهة التحية لأسرى الحرية في إضرابهم عن الطعام، مطالبة بوقفة جادة معهم، خاصة مع الأسيرات الفلسطينيات ومع أمهات وزوجات وبنات الأسرى.

وشددت على أن الاحتلال لن يستطيع تدمير وحدة المجتمع الفلسطيني ولن يستطيع كسر ارادة الصمود والتحدي لدى المرأة الفلسطينية خاصة ولدى الشعب الفلسطيني بشكل عام.