شدد أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر مراد السوداني، على مواصلة التصدي لحملات التضليل والتحريض الإسرائيلية ضد القرارات الفلسطينية في اليونسكو لحجب التصويت لصالح فلسطين.
وافتتح الاجتماع المدير العام المساعد لمنظمة اليونسكو ايريك فالت، بحضور ما يقارب مائة وخمسين ممثلا للجان الوطنية حول العالم، وناقش الاجتماع العديد من المواضيع التي تم اعتمادها على جدول الأعمال وهي: متحدون من أجل التراث، وأولوية أفريقيا لدى اليونسكو، ومنتدى الشباب العاشر، وبرنامج منح اليونسكو، بالإضافة إلى بعض المواضيع الأخرى.
وشدد السوداني على أهمية مؤتمر الشباب العاشر وضرورة الإصغاء للشباب في رسم السياسات المستقبلية لمنظمة اليونسكو، ودورهم الفعال في نشر ثقافة شعوبهم والمسؤولية المناطة على عاتقهم في المستقبل، وأبدى استعداد اللجنة الفلسطينية للمشاركة في إنجاح مؤتمر الشباب العاشر المزمع عقده في مقر اليونسكو في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر القادم.
وقال السوداني إن دولة الاحتلال الاسرائيلي وأذرعها تمارس شتى أنواع التضليل والفبركة لحرف وعي الدول الأعضاء عن حقيقة ما تتعرض له فلسطين والقدس من استباحة يومية وتعديات احتلالية تطال المكان والوعي والتراث وكل مناحي الحياة، وهو ما يستدعي حشد الطاقات للتصدي للهجمة الدبلوماسية الاحتلالية التي تواصل ضغطها وتشويهها للحقائق على الأرض.
وكان السوداني، قد شارك في اجتماع اللجان الوطنية الذي عقد في المقر الرئيسي لمنظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، من تاريخ السادس والعشرين لغاية الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
وعبر السوداني عن دعمه لمبادرة اليونسكو متحدون من أجل التراث وشدد على ضرورة الحفاظ على التراث كإرث عالمي وقيمة حضارية من الأجداد للأبناء.
وفي هذا الشأن أكد السوداني على ضرورة دعم المشاريع الخاصة بالمحافظة على التراث الثقافي والتاريخي والديني لمدينة القدس الشريف، في ضوء ما تتعرض له المدينة من عمليات تهويد واسعة، بهدف إلغاء طابعها التاريخي وسرقة تراثها وفرض سياسة الأمر الواقع.
وأعرب السوداني خلال لقاءات جانبية مع عدد من ممثلي اللجان الوطنية المشاركين في الاجتماع على ضرورة تعزيز دور اللجان الوطنية فيما بينها كمنصة للحوار والتواصل بين اليونسكو من جهة والوزرات ومنظمات المجتمع المدني.
وقدم السوداني شكره لمنظمة اليونسكو على تجديد كرسيها في مجال علم الفلك والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء لفلسطين، وذلك للمرة الثانية ولمدة 4 سنوات قادمة، والذي يخضع لبرنامج واسع أقره مجلسها التنفيذي عام 1991 أطلق عليه اسم "توأمة الجامعات"، ويهدف إلى خلق بيئة تعاون مع الجامعات في المجالات المتقدمة والأقل تقدما، من أجل تسهيل ونقل المعارف إلى المؤسسات في جميع أنحاء العالم، وإنشاء مراكز متميزة في الدول النامية، ووقف هجرة الأدمغة إلى الدول المتقدمة.
ويُنظر إلى كرسي اليونسكو في علوم الفلك والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء كإنجاز فلسطيني علمي كبير، لما له من فائدة كبيرة في نشر الثقافة الفلكية في المجتمع الفلسطيني، وإنشاء المزيد من المراكز والنوادي البحثية والفلكية في الجامعات والمدن الفلسطينية.
ومن جهة أخرى شارك السوداني في أعمال افتتاح الدورة الواحدة بعد المائتين للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو. وتشهد هذه الدورة أهمية بالغة بسبب إجراء مقابلات للمرشحين لمنصب مدير اليونسكو، حيث عقد أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو، البالغ عددهم 58 عضوًا، برئاسة ميخائيل ووربس (ألمانيا) مقابلات مع المرشحين لمنصب المدير العام من أذربيجان والصين ومصر وفرنسا وغواتيمالا والعراق ولبنان وقطر وفيتنام.
الجدير بالذكر أن المجلس التنفيذي يرشح المدير العام، بينما يقوم المؤتمر العام بتعيينه لفترة أربع سنوات، وسيتم اختيار الشخص الذي رشحه المجلس التنفيذي بعد إجراء اقتراع سري خلال الدورة الثانية بعد المائتين للمجلس خلال شهر أكتوبر 2017. ثم يبلغ رئيس المجلس المؤتمر العام خلال دورته التاسعة والثلاثين، في نوفمبر 2017 اسم المرشح (أو المرشحة) الذي وقع الاختيار عليه.
ومن جهة أخرى سوف يطرح مشروع قراري فلسطين بخصوص انتهاكات الاحتلال ضد القدس وباب المغاربة والخليل وغزة والمؤسسات التعليمية والثقافية والتربوية يوم غد الثلاثاء على أعضاء المجلس التنفيذي لاعتمادها.
وشكر السوداني وفد فلسطين الدائم على جهوده المتواصلة وتنسيقه الدائم مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم.