كم من عمر الشعب الفلسطينى ضاع أمام خلافات فتح وحماس والتى وصلت يوما إلى المواجهات العسكرية ..
انقسم الفلسطينيون على أنفسهم وكل فصيل كان يرى انه الأكثر وطنية رغم أن الجميع خاسرون .. ضيعت حماس وقتا طويلا في مؤامرات الإخوان المسلمين وخسرت جموعا كبيرة من الشعب الفلسطينى بسبب ذلك .. وخسرت حماس أيضا كل ما وصلت إليه القضية الفلسطينية من مكاسب أمام حالة الانقسام التى أطاحت بكل ما فعله ياسر عرفات من اجل شعبه ..
والآن تعود حماس إلى الصف الفلسطينى وتعلن للعالم انفصالها التاريخى عن جماعة الإخوان المسلمين وانها وفتح كيان واحد .. لنا أن نتصور لو أن هذا القرار حدث من سنوات وبقيت حماس ضميرا لشعبها بعيدا عن الانقسامات الدينية التى مزقت المنطقة كلها .. لقد خسرت حماس الكثير بسبب الإخوان المسلمين وتركت نفسها لصراعات إقليمية لم تضف لها شيئا ..
لقد لعبت قيادات حماس مع كل الأنظمة العربية وخسرت أكبر حليف للقضية الفلسطينية وهو مصر وتأرجحت حماس ما بين قطر وأموالها وتركيا وإيران، بل إنها ضحت بعلاقة تاريخية بحكم الجوار والجغرافيا والتاريخ مع مصر .. إن رجوع حماس اليوم للبيت الفلسطينى واحد من أهم الانجازات في تاريخ القضية الفلسطينية .. إن حماس تترك الإخوان المسلمين والعالم كله يرفضهم ولقد دفعت حماس ثمنا غاليا أمام ارتباطها بالإخوان المسلمين والآن تخرج من هذه الوصاية وقد خسر الإخوان كل شىء بما في ذلك الشعب الذى خرجت منه هذه الدعوة ..
إن عودة حماس تعيد للقرار الفلسطينى قوته ووحدته وسوف يجد العالم مرة أخرى كيانا موحدا هو الشعب الفلسطينى إن الصراعات العربية بكل ما فيها من أخطاء وكوارث لن تضيف شيئا للشعب الفلسطينى بل إن الأزمات التى تتعرض لها شعوب المنطقة من الانقسامات والمعارك والحروب قد تركت ظلالها على قضية العرب الأولى وهى فلسطين وعلى الشعب الفلسطينى ان يعود لقضيته وأن يسترد وحدته ويعود مرة اخرى كيانا ضخما في معركة لا بديل عنها.
عن الاهرام