أكد القيادي في حركة فتح، الأسير مروان البرغوثي أن الإضراب عن الطعام هو جزء لا يتجزأ من مطالب الفلسطينيين في العيش بـ "الحرية والكرامة".
وقال البرغوثي في رسالة من سجنه، مياؤ اليوم الجمعة، "إن إسرائيل تتصور بأن سياسة التحريض والعزلة والقهر ستمنعنا من الاستمرار في إضرابنا ونضالنا، لكن الأسرى واثقون بأن شعبهم لن يخيّب أملهم.. سنقاوم ضد الإذلال وسنواصل الكفاح".
وفي ما يلي نصّ الرسالة:
إن وصلتكم رسالتي هذه سيكون الإضراب قد طال أمده، وتكون إسرائيل قد قررّت أن ترد على الإضراب بالتحريض والعزل والقمع، واهمةً بأنّ هذا سيثنينا عن الاستمرار في هذا النضال المقدس وسيجبرنا على التراجع عن مطالبنا الإنسانية.
إنّ الأسرى على ثقة أن شعبهم لن يخذلهم وسيقابل الوفاء بالوفاء وسيلتف حول أسراه وعائلاتهم الذين تحملوا التضحيات والعذابات والآلام.
إنني أخاطبكم اليوم من العزل الإنفرادي، ومن وسط آلاف الأسرى وبإسمهم، ومن بين مئات الأسرى الذين قرروا خوض معركة الحرية والكرامة، معركة الشرف والعزة، والتي ستستمر حتى تحقيق مطالبهم العادلة.
نحن عصيّون على العزل والإنكسار، وإرادتنا صلبة، وقد اختبرها الاحتلال مراراً وتكراراً ولم يفلح بكسرنا أوترويضنا، وبقينا ثائرين على الذل والقيد.
إن رهاننا هو عليكم وعلى دعمكم، ووقفتكم، ومساندتكم لهذا الإضراب وهذه المعركة، معركة الكل الفلسطيني من أجل الحرية والكرامة.
يأتي هذا الإضراب للتصدي لسياسات الاحتلال الغاشمة المستمرة والمتصاعدة ضد الأسرى وذويهم. وإننا نؤكد على قرارنا على خوض هذه المعركة مهما كان الثمن، ولا شك لدينا أن أسرى فلسطين قادرون على الصمود والثبات والإنتصار، ويتشرفون بالإنتماء لهذا الشعب العظيم، صاحب المخزون النضالي الذي لا ينضب، كما يفتخرون بالتضحية من أجل هذا الوطن، مؤمنون بحتمية النصر.
يا أبناء شعبنا العظيم، إن الإستعمار الإسرائيلي يحاول من خلال الاعتقال اليومي الذي يطال آلاف الفلسطينيين سنوياً وعلى مدار سنوات الاحتلال، ويحاول استنزاف الشعب الفلسطيني وشلّ قدرته على النضال ضد احتلال وحشي يستبيح مقدساتنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا ويستبيح مدينة القدس الشريف، ويعتقل العشرات يومياً، ويخضع المعتقلين للتعذيب والتحقيق القاسي، ويلفق لهم لوائح اتهام، ويصدر بحقهم الأحكام الجائرة في المحاكم العسكرية والمدنية غير الشرعية والظالمة، ويمارس سياسة تشّكل انتهاكاَ جسيماَ للقانون الدولي وجرائم يجب مساءلة ومعاقبة المسؤولين عنها.
إنّ شعبنا الفلسطيني ما زال في مرحلة تحرّر وطني، وقضية الأسرى كانت تشكّل بالنسبة لكل حركات التحرّر عبر التاريخ أولوية قصوى، وقضية مركزية لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها. إنّ حرية الأسرى تؤسس لحرية شعبنا، ويجب أن يكون الإلتفاف الوطني حول قضيتهم من القيادة والفصائل وشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده التفافاً مستمراً، حتى تحقيق حريتهم كافة، والشعب الفلسطيني لديه طاقات عظيمة واستعداد كفاحي ونضالي وروح فدائية لم ولن تنطفىء أبداً وقادرة على تحقيق المعجزات.
إنني منذ التحاقي طفلاً بهذا النضال الوطني قد أوفيت بقسمي لهذا الشعب العظيم، وأنا لا اؤمن بأنصاف الإنتماء ولا أنصاف المواقف. إن مقاومة الاستعمار الصهيوني وتحقيق الحرية هو قيمة عليا آمنت بها، وسأواصل والأسرى وشعبي هذه المسيرة حتى النصر، لقد قدم أسرانا حريتهم دفاعاً عن حرية شعبهم وانتصروا لقضيتهم وشعبنا وأمتنا، وأحرار العالم منحازون للمناضلين الذين يضحون في سبيل الحرية وفي سبيل أنبل وأعدل قضايا العصر، وهي قضية فلسطين وحقوق شعبها.
يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، أيها الأحرار في كل العالم، إني أتوجه بتحية الاجلال والإكبار لشهداء شعبنا ولأخوة القيد والزنزانة أسرى الحرية.
كما أتقدم بتحية الاعتزاز والتقدير للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأجدد العهد والقسم أن نواصل مسيرة الحرية والعودة والإستقلال والكرامة، وأدعوهم إلى الوحدة والتلاحم ورفع صوتهم عالياً لإنهاء الإنقسام الأسود، وإنجاز الوحدة الوطنية وحشد الطاقات وإطلاق أوسع حركة عصيان وطني ومدني شاملة في وجه هذا الاحتلال الإستعماري والأبرتهايد.
وإننا على ثقة أن وفاء الأسرى لبلادهم وشعبهم ووطنهم سيقابل بالوفاء، وان هذه المعركة هي جزء لا يتجزأ من معركة شعبنا من أجل الحرية والكرامة ولشعبنا موعد مع الحرية ولنا لقاء قريب.