قال رئيس برنامج البنى التحتية وتطوير المخيمات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين رفيق عابد، إن الأونروا تحاول دعم العائلات التي فقدت كل شيء وتمكينها من الحصول على حقها الأساسي في العيش بكرامة من خلال توزيع الدفعات النقدية المؤقتة بدل الإيجار لعائلات اللاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم في حرب2014.
وأضاف أن ذلك لن يحدث بدون وجود "مأوى مناسب لهم"، مؤكداً على أن الوضع الاقتصادي في القطاع صعب للغاية، وأن منظمته تسعى من خلال مساعدات ودفعات بدل الإيجار، للعوائل التي هدمت منازلها خلال الحرب الأخيرة على القطاع صيف عام 2014، إلى المساعدة في دعم هذه العوائل اللاجئة، غير أنها أكدت أن توفير هذه الدفعات المستقبلية "غير مؤكد".
ولا تزال آلاف الأسر في قطاع غزة، تعيش في مساكن مستأجرة، لعدم حصولها بعد على الدعم المالي اللازم من أجل إعادة بناء منازلها التي دمرت خلال الحرب الأخيرة.
ودمرت إسرائيل خلال تلك الحرب التي امتدت من يوم 7 يوليو/تموز وحتى 26 أغسطس/آب 2014، التي تعد أخطر جولة من جولات الصراع منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، آلاف المنازل بشكل كلي، بالإضافة على إحداثها دمارا جزئيا في عدد يقارب المئة ألف منزل.
ودمرت الحرب 12,500 وحدة سكنية بشكل كامل، فيما تعرض حوالي 6,500 منزل لأضرار جسيمة، وأصبحت ما يزيد عن 19,000 وحدة سكنية غير مؤهلة للسكن، وشكل اللاجئون ما نسبته سبعين في المئة من هذه المنازل.
ورغم الاقتراب من السنة الثالثة على انتهاء تلك الحرب، مازال معظم الناس والمؤسسات تحاول جاهدة التأقلم مع الخسائر الفادحة، التي لحقت أيضا بالبنى التحتية للقطاع، بما في ذلك المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء والطرق.
وأوضح عابد، أنه في حال لم تقم الأونروا بدفع المساعدة المالية بدل الإيجار للعوائل التي لم تحصل على تمويل لبناء منازلها"ستضطر هذه العائلات اقتطاع جزء من أموالهم المخصصة للطعام والتعليم والصحة لدفع بدل الإيجار".
وأشار إلى أن تلك العوائل لا تنفك عن السؤال عما إذا كانت الأونروا ستستمر في الدفع، في مشهد يعكس مدى خوفهم من وقوع هذا الأمر، الذي حذرت منه سابقا المنظمة الدولية. مشدداً على أن مساعدات بدل الإيجار تعد بمثابة "شريان حياة" لكل عائلات اللاجئين النازحة، والتي لا تستطيع العيش بدونها.
وعادة ما تقوم الأونروا بدفع مساعدات بدل الإيجار مقدماً على أساس ربع سنوي، وأنه نظراً لنقص التمويل الكافي لموازنة 2017 فإن أمر توفير هذه الدفعات المستقبلية «غير مؤكد».
وذكرت أنها وزعت في شهر أبريل/ نيسان الماضي، ما يقارب 3 ملايين دولار على 4,500 عائلة فلسطينية لاجئة، وأصبح بمقدورهم استئجار مسكن بديلة في انتظار إتمام إعادة إعمار أو إصلاح مساكنهم.
وتقوم المنظمة الدولية بتوفير الدفعات النقدية المؤقتة بدل الإيجار، لعائلات اللاجئين الفلسطينيين النازحة لتمكينهم من إستئجار منازل مؤقتة حتى يتم إصلاح أو إعادة بناء منازلهم. وأكدت أن إتمام أعمال إعادة الإعمار والإصلاحات وتخفيض الحالات المستحقة للدفعات النقدية المؤقتة بدل الإيجار له أثر اقتصادي على المجتمع، وأنها تمكنت خلال الأعوام الثلاثة الماضية من تقديم مساعدات بدل الإيجار لكل عائلات اللاجئين المستحقة للمساعدة.
وتقدر الأونروا احتياج الدفعات النقدية لبدل الإيجار لعام 2017 بحوالي 12 مليون دولار.
يشار إلى أن عملية إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة تواجه تحديات كبيرة، تتمثل في عدم دفع المانحين ما عليهم من التزامات مالية، وفق تعهداتهم التي قطعوها في مؤتمر الإعمار الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة، عقب انتهاء الحرب، التي قدرت بـ 5.4 مليار دولار، إضافة إلى وضع إسرائيل قيودا مشددة على حركة مرور مواد البناء.
ومؤخرا دعا الكثير من المسؤولين الدوليين إلى ضرورة تغيير آلية الإعمار التي تتحكم من خلالها إسرائيل بحركة مرور مواد البناء.
وفي سياق متصل، أعلنت الأونروا، أنها تعمل على التقليل من أثر تهاوي الاقتصاد في قطاع غزة، وسوق العمالة فيه، من خلال توفير فرص لسبل المعيشة للاجئي فلسطين، عبر برنامج استحداث فرص العمل.
والمعروف أن نسبة الفقر والبطالة مرتفعة بشكل كبير في القطاع، بسبب سياسة الحصار والحروب التي تعرض لها السكان على مدار العشر سنوات الماضية.
وذكرت الأونروا أن مشروع العمل الذي أشارت إليه، يقدم وظائف في منشآتها، أو منظمات المجتمع المدني التي تدعم عمل إعادة البناء في قطاع غزة، من خلال تقديم فرص للعمالة الماهرة لمدة أقصاها ثلاثة شهور، بسبب قائمة الانتظار الطويلة.
وأوضحت أن فرداً واحداً في الأسرة، يمكنه الاستفادة من فرص العمل في أي وقت من الأوقات، حيث يعطي البرنامج الأولوية لتشغيل موظفي البرنامج في مشاريع صيانة وإعادة تأهيل البنية التحتية العامة، وتعزيز القطاع الخاص وتحسين الظروف البيئية واستهداف الجماعات الأقل حظا.
وتهدف الأونروا، وفقا لتقريرها، إلى توفير 35% من الفرص الماهرة للنساء، إضافة إلى 25% من الفرص الوظيفية للشباب، كما أنها تقدم آلاف الفرص للخريجين الجدد من جامعات غزة، من خلال برنامجها لتدريب الخريجين، الذي استفاد منها 2,148 خريجا منذ بداية العام الجاري، ووفر فرصا وظيفية لأكثر من 31,451، منذ بدايته في عام 2001.