الولد الأول عموماً هو الأصعب في التربية بالنسبة للأهل الجدد. كان كورتيس وتشيلسي لاش، اللذان يسكنان في كاليفورنيا، متشوقين لوصول ابنتهما الأولى، لكن الصور الصوتية أظهرت مشكلة منذ البداية. عندها، عرفا أن عليهما مواجهة التجربة الأصعب في حياتهما.
في الشهر الخامس من الحمل، لاحظ الأطباء أنهم عندما يضغطون على بطن تشيلسي، فإن عظام الجنين تتشوه تحت الضغط وتتكسر في الرحم. علاوة على هذا، كان نمو الساقين في حالة تأخر مدة ستة أسابيع.
كانت الطفلة مصابة بحالة نقص في تكون العظام Osteogenesis imperfecta، المعروف باسم “مرض العظام الزجاجية”. تتذكر تشيلسي “قالوا لنا إنها لن تعيش ربما حتى عيد ميلادها الأول”.
أطلق الزوجان اسم زويه على الرضيعة وبعد ولادة صعبة، تكسرت خلالها بعض عظام الطفلة، استطاع كورتيس وتشيلسي أن يأخذا طفلتهما بين ذراعيهما. في هذه المرحلة، استطاع الأطباء أن يحددوا تشخيصهم بدقة : تعاني زويه من نقص تكوّن العظام النوع الثالث وليس النوع الثاني كما كانوا يعتقدون. إنه خبر جيد، فمع أن النوع الثالث هو الشكل الأخطر من المرض، ولكنه بالمقابل ليس قاتلاً. بتعبير آخر : زويه قد تعيش ! بعد قضاء أسبوع في المستشفى، عادت العائلة الصغيرة إلى المنزل.
لكن الأهل فهموا بسرعة أنه لن يكون من السهل الاهتمام بالصغيرة زويه. كانت عظامها هشة جداً لدرجة أنها تحتاج إلى ثلاثة أشخاص لتغيير حفاظها : واحد ليرفع حوضها، واحد آخر لوضع الحفاظ، والثالث ليمسك ذراعيها. يتذكر كورتيس أنه سمع صوت عظم يتكسر ذات يوم، بينما كان يمسك ذراعها من أجل تغيير حفاظها.
ليوم، زويه بعمر ست سنوات وقد خضعت حتى الآن لبضعة عمليات. الحياة ما زالت صعبة لكن التحكم بها أصبح أسهل. تقول تشيلسي “لقد أصبحت قادرة على قول “لقد كسرت نفسي” أو “لا، أنت لم تكسرني” أو “انتظر، لا تحركني من هنا” وهذا يجعل العناية بزويه أكثر سهولة”.
حتى لو كانت ما زالت هشة جداً، تستطيع زويه أن تعيش حياة شبه طبيعية. إنها تستخدم كرسياً متحركاً لأن ساقيها ليستا قويتين بعد لتتحملا وزنها، لكن هذا لم يمنعها من الذهاب إلى الحديقة لتلعب مع الأولاد الآخرين.
تقول أمها :”لن أغير شيئاً عند زويه…أتمنى أن تسنح لها الفرصة في الحياة مثل أي شخص آخر في المستقبل”. أسس الأهل على الفايسبوك صفحة page Go Fund Me لتمويل تكاليف علاج زويه ويحاولون جهدهم لكي تعيش طفولة سعيدة.