الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين في مثل هذه الأيام من كل عام يطلب مني كتابة رسالة بمناسبة ذكرى اعتقالي، والجميع قد سمع وقرأ رسالتي الأخيرة في العام الماضي والتي أعلن عنها خالد مشعل أبو الوليد على الهواء مباشرة بعبارة “وصلت رسالتك”، وقدر الله أن تخوض غزة معركة العصف المأكول التي اعتبرت معركة فارقة في تاريخ هذا المحتل ،
وانتصرت غزة بمقاومتها وبكتائبها، وتلقى هذا المحتل أكبر هزيمة وخرج خائبا بآلياته وجنوده بعد أن عصفت بهم غزة، وما زالت هذه المعركة مليئة بالألغاز التي لم تكشف بعد، ويكفي أنها جددت الأمل لدى آلاف الأسرى بأن الفرج أصبح قريبا وأن بقاءهم في السجون أصبح مسألة وقت.
وفي هذا العام ونتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى والتنقلات المستمرة قررت ألا أكتب واكتفيت بما فتح الله به على المقاومة من نصر عظيم، وفي ظل هذه الأجواء
وإذا بالإذاعات تحمل إلينا خبر أحكام بالإعدام على قادة الإخوان المسلمين في مصر ، ومنهم أسماء شهداء وأسرى فلسطينيين، وكان اسمي أحد هذه الأسماء ، فاعتبرت الحكم وسام مصر العظيمة لأسير فلسطيني في ذكرى اعتقاله العشرين تكريما له على هذه السنوات الطويلة والتي ما زالت مستمرة ويستمر معها العذاب والألم والمعاناة لهذا الأسير ولأهله.
فشكرا لمصر الحبيبة على هذا الكرم ، فقد كنتم أرحم بإعدامكم هذا من هذا العدو الذي يوم أن أصدر حكمه علي قبل عشرين عام رفض اعدامي وكانت التوصية المقدمة للقضاء العسكري أن أمثال هذا الشخص لا يجب أن يموت ، فالموت هو ما يطلبوه وفي راحة لهم ، ولكن يجب أن يترك أمثال هؤلاء في السجون ليموتوا كل يوم ليعذبوا حتى يتمنوا الموت فلا يجدونه ، فكان حكمهم علي بثمانية وأربعون مؤبد وثلاثون عام . أمضيت منها حتى الان عشرون عاما، حتى جاء حكمكم يا أهل مصر ليرأف بحالي ويعجل موتي وموت إخواني فكنتم بذلك خير سند وخير جار.
فوالله الذي لا إله إلا هو ما الموت يخيفنا ولا السجن يرهبنا، والأمل بالله كبير وثقتنا بإخواننا في كتائب القسام الذين مرغوا أنف هذا المحتل وقتلوا وخطفوا جنوده لأكبر من أحكامكم، ولا نقول إلا ما يقوله رسولنا الكريم .. حسبنا الله ونعم الوكيل
الأسير داخل سجون الاحتلال الصهيوني
حسن سلامة