نظمت جامعة القدس، وبالتعاون مع الائتلاف التربوي الفلسطيني والمجلس الأعلى لدعم التعليم بالقدس المحتلة، ورشة عمل حول "نوعية التعليم بالمدينة وتحقيق التنمية المستدامة".
وجاءت هذه الورشة ضمن فعاليات الحملة العالمية للتعليم, بالتزامن مع مشاركة 120 دولة بالعالم في هذه الحملة، حيث ركز عام 2017 على ضمان المساءلة لنوعية التعليم، وذلك من أجل تحقيق الهدف التنموي الرابع الخاص بالتعليم ومشاركة المواطنين الفاعلة والتي تحمل شعار "دافع عن التعليم الآن وقت التنفيذ".
وأشار منسق دائرة التربية الخاصة في كلية هند الحسيني يحيى حجازي، إلى تحديات التعليم بالقدس, والتي من بينها إشكالية التمويل وتعدد المظلات التي تعمل من خلالها لجان ومجالس أولياء الأمور وضعف التعاون فيما بينها.
وأوضح أيضًا من ضمن التحديات توجه الاحتلال الواضح في تغيير هوية التعليم بالمدينة من خلال ربط الميزانيات المقدمة للمدارس بضرورة التزام تلك المدارس بخطط وزارة المعارف الإسرائيلية، ومنها تطبيق المنهاج الإسرائيلي, ومن خلال زيادة الرقابة على المدارس الخاصة عن طرق زيادة أعداد المفتشين وغيرها.
واقترح حجازي عدة حلول للتعامل مع تلك التحديات، منها أهمية تنظيم عمل لجان اولياء الأمور الذين بدورهم يشكلون سدًا أمام التوسع الإسرائيلي, وضرورة مساندة استقلالية المدارس المتبقية التي لا تأخذ تمويلًا من وزارة العارف الإسرائيلية, وإعادة التفكير في سياسات قبول الطلبة في بعض الجامعات.
وبدوره، قال مدير مؤسسة فيصل الحسيني عبد القادر الحسيني، إن المدارس رغم اكتظاظها إلا أنها تنافس في الكثير من الأحيان المدارس بالداخل الفلسطيني سواء من ناحية تحصيل الطلبة أو إكساب القيم لطلبتها، وهذا بناءً على ما توصلت إليه المؤسسة من مشاهداتها وعملها في تلك المدارس خلال السنوات الماضية.
وأوضح، أنه لا يمكن تطوير التعليم في القدس من دون تطوير القيم، والتي يجب أن تكون من الأولويات، ويجب ذكرها في الاذاعة الصباحية المدرسية والتركيز عليها.
وأضاف أننا بحاجة لإعادة ترميم ثقة المجتمع بنفسه وبضرورة التحرك المجتمعي، لكي نضمن بناء مناهج تركز على القيم, والتحصيل, والعقل, وتطور قدرات البحث, والاستقصاء وتعزيز التساؤل لدى الطلبة وطرق اتخاذ القرار والتأثير في صنع القرار.
كما وأشار إلى أن من أهم الأمور الواجب العمل عليها هي المبادرات الفردية الصغيرة التي يمكنها أن تحدث فارقًا كبيرًا، والتدريب لإعلاء قيمة البحث العلمي ورفع القدرات التعبيرية في اللغة.
من جهته، تحدث سمير طرمان من قسم الارشاد والتربية الخاصة بالتربية والتعليم عن البيئة المدرسية الآمنة والتربية المستدامة، والتي هي شكل من أشكال النظام التربوي الذي يتجاوب مع التنمية المستدامة التي تلبي فيها احتياجات الجيل الحاضر دون المساس باحتياجات الجيل القادم، وزرع أفكار واتجاهات إيجابية لدى الطلبة، والقيام بأنشطة تربوية وتعليمية مستدامة بشكل مباشر
وعن منهجية التربية والتعليم، قال طرمان إن استخدام المشاريع والمبادرات والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات تحسن من أداء المؤسسة التعليمية من خلال التدريب واستخدام سياسات تشجيع الإبداع والمبدعين.
وتطرق إلى دور التربية والتعليم في تحقيق التربية المستدامة، قائلًا إننا ننفذ مسابقات ومبادرات ومشاريع اجتماعية، حيث افتتحت مديرية القدس فروعًا مهنية وصناعية في المدارس ومنها الفرع التكنولوجي، وكذلك تطوير وإنشاء مختبرات ومكتبات متنوعة واستخدام نظام معلومات وبيانات ومراسلات إلكترونية، والعمل على استغلال بعض مساحات المدارس لأغراض إنتاجية مثل الحدائق ولوحات الطاقة الشمسية.