خرجت مئات العائلات من محافظة الأنبار بغرب العراق أملا في الحصول على ملاذ آمن في بغداد بعد المعارك الأخيرة، إلا أنها اصطدمت بواقع مرير على أبواب عاصمة البلاد.
وتجمع آلاف النازحين على مدخل جسر بزيبز غربي بغداد الأحد، بانتظار أن تسمح لهم السلطات العراقية بدخول العاصمة، وسط مشاعر الإحباط ورغبة بالخلاص من واقعهم المرير.
وفر هؤلاء من أعمال العنف والمعارك الأخيرة التي شهدتها مناطق عدة في الأنبار، لاسيما مركز المحافظة،الرمادى، التي سيطر تنظيم الدولة المتشدد على معظم أحيائها قبل أيام.
وعلى غرار ما واجهته موجات النزوح السابقة من الأنبار قبل السماح لها بالدخول إلى بغداد، يعاني النازحون الجدد ظروف إنسانية صعبة من جراء انعدام متطلبات الحياة.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد ذكرت أن 133 ألف شخص على الأقل نزحوا الشهر الماضي عن الرمادي، بعد أن هاجم التنظيم المتشدد مناطق خاضعة لسيطرة القوات العراقية.
وتجددت ليل الخميس الماضي الهجمات، حيث شن المتشددون هجوما مباغتا على الرمادي واستخدموا ست سيارات ملغومة يقودها انتحاريون للوصول إلى وسط المدينة.
ودفعت سيطرة داعش على مناطق واسعة من المدينة إثر المواجهات التي أوقعت عشرات القتلى من المدنيين، مئات العائلات إلى الهروب لينضموا إلى آلاف كانوا قد سبقوهم إلى بغداد.
ومعاناة نازحي الأنبار لا تقتصر على الظروف الإنسانية الصعبة قبل دخل العاصمة وبعد ذلك، بل تشمل تهديدات تطال أمنهم الشخصي بعد أن قتل عدد منهم في بغداد بظروف غامضة.
وكان مجلس شيوخ عشائر الأنبار قد طالب في أواخر أبريل الماضي بإجراء تحقيق بعد العثور على 8 جثث تعود لنازحين عليها آثار تعذيب، في منطقة حي الجهاد جنوب غربي بغداد.