مقارنـة بيـن سـلطتـي فتــح وحـمــاس

التقاط.JPG
حجم الخط

 

في فلسطين تفوقت حركة حماس على حركة فتح في انتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت يوم 9/5/2017، حصلت حماس على 25 مقعداً مقابل 22 مقعداً لحركة فتح، بينما تفوقت حركة فتح في جامعة النجاح على حركة حماس، بثلاثة وأربعين مقعداً مقابل 33 مقعداً يوم 23/4/2017، أما في بوليتكنيك الخليل فقد حصدت حركة فتح على 19 مقعداً وحماس على 11 مقعداً، رغم قول حسام بدران أن حركته حققت هذه النتائج “ رغم الملاحقة والتضييق والتدخل السافر لأجهزة أمن السلطة “، وهو تدخل غير مبرر ومرفوض ويجب ايقافه لترك الشعب الفلسطيني وطلبة جامعاته كي يقرروا لوحدهم نتائج انتخاباتهم بدون تدخل الأجهزة الأمنية، ومع ذلك فقد دللت هذه النتائج على مظهرين هما :

أولاً : أن سلطة حركة فتح في الضفة الفلسطينية تسمح باجراء الانتخابات، لأن الانتخابات يُفترض أن تكون حقاً للمواطن، سواء لانتخابات الرئيس أو المجلس التشريعي أو للبلديات أو للنقابات أو لمجالس طلبة الجامعات .

ثانياً : أن حركة فتح رغم تفردها، وملاحقة أجهزتها لخصومها السياسيين من حركة حماس، تسمح لحركة حماس بالمشاركة بالانتخابات وتسمح لها بتحقيق نتائج ونجاحات، وهذا يحصل حالياً، مثلما سبق وحصل عام 2006، حينما جرت انتخابات المجلس التشريعي برعية سلطة فتح وأجهزتها، وحققت حماس الأغلبية البرلمانية في التشريعي وعلى هذه النتائج كلف الرئيس الفلسطيني، رئيس كتلة حماس اسماعيل هنية بتشكيل الحكومة .

حركة حماس أنذاك بعد حصولها على الأغلبية التشريعية لم تكتف بهذه النتيجة التي فرضت الشراكة بين الحركتين، الرئيس من فتح والأغلبية النيابية من حماس، بل بادرت نحو قرارها الذي أطلقت عليه “ الحسم العسكري “ باللغة العسكرية والانقلاب باللغة السياسية، ومنذ ذلك الانقلاب يوم 14/ حزيران 2007 في قطاع غزة، وتفردها بادارته وحدها، منذ عشر سنوات الى اليوم، وأجهزتها الأمنية وقيادتها تمنع اجراء أي انتخابات لمجالس طلبة الجامعات أو للنقابات أو للبلديات وكذلك للمجلس التشريعي وللرئاسة .

أمن فتح يتدخل في الانتخابات في الضفة الفلسطينية ومع ذلك تفوز حماس بالجامعات وبالبلديات وبالنقابات، بينما أمن حماس يرفض اجراء أي انتخابات مهما كان شكلها ومضمونها وهويتها، ذلك هو الفارق بين التنظيمين والفصيلين والأسلوبين والادارتين ! .

حركة فتح تنتمي لتيار الوسطية والاعتدال والوطنية وقبول الشراكة مع الأخر بشكل أو بأخر أو لحد ما مقبول، بينما حركة حماس تنتمي لتيار سياسي لا يقبل الشراكة ويرفض التعددية، وهذا هو حال الأحزاب الاسلامية الأربعة : الاخوان المسلمين، أحزاب ولاية الفقيه، القاعدة وداعش، التي حكمت واستولت على السلطة اما عبر نتائج صناديق الاقتراع، أو عبر الانقلاب، أو عبر العمل الجهادي المسلح، ولكنهم بعد أن وصلوا الى السلطة لا يسمحوا للأخر بالشراكة أو بالتحرك أو بالتعبير عن نفسه، هذا هو حال نتيجة وصول الأحزاب الأربعة الى السلطة وحصيلة نجاحهم العابر للحدود، أما حزب التحرير الاسلامي الذي لم يصل الى السلطة بعد، فالمتوقع منه أن لا يختلف عن الأحزاب الأربعة في ادارته وقناعاته وأدواته .

حماس الاخوانية تحكم قطاع غزة منفردة منذ حزيران 2007، وفي قاموسها السياسي لا يوجد كلمة انتخابات بمشاركة الأخر أو السماح للأخر أن ينشط وأن يحرز أي موقع، فالانتخابات وسيلة تستعمل لمرة واحدة حتى تصل الى السلطة وبعدها لا يوجد انتخابات، فالمفردة ليست لها جذور في الشرعية الاخوانية الأصولية، كانت ولا تزال .