جلعاد أردان، الذي حظي بالمركز الأول في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود، يرفض اقتراح رئيس الحكومة الجديدة بنيامين نتنياهو بأن يكون وزيرا للأمن الداخلي ويصر بالحصول على وزارة الخارجية، هكذا وجد جميع أعضاء الحزب الكبار أنفسهم: موشيه كحلون، جدعون ساعر والآن أردان مخيّبي الآمال من نتنياهو.
وقف جلعاد أردان، السياسي الأبرز في حزب الليكود باستثناء بنيامين نتنياهو، في وسط المفاجأة الأكبر، يوم الخميس الماضي، عندما تم الإعلان عن أسماء الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو الرابعة.
رغم أنّه يُعتبر مرشّحا لمنصب كبير، وخصوصا بسبب أنه فاز بالمركز الأول في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود، بقي أردان خارج الحكومة.
في بيان نشره بصفحته على الفيس بوك، كتب أردان: "هذا يوم معقّد جدّا بالنسبة لي وبالنسبة لأصدقائي الطيّبين الذين يرافقونني طوال الوقت في مسار السياسة. قرّرتُ عدم الانضمام إلى الحكومة بالمسودّة التي اقتُرحت عليّ. مع الأسف، فلم يعطِني الاقتراح الذي عرضه عليّ رئيس الحكومة الأدوات المطلوبة من أجل قيادة التغيير الحقيقي الذي نحتاجه في وزارة الأمن الداخلي والشرطة ومن أجل النجاح في مهمّتي العامة. في ظلّ هذه الظروف لم أستطع قبول هذا المنصب".
وقد فاجأ إعلان أردان عدم انضمامه المحلّلين، وخصوصا على ضوء تعيين سيلفان شالوم كبديل لأردان في وزارة الداخلية. يُعتبر شالوم المنافس الأكبر لنتنياهو داخل الليكود، وهو الذي قال في الماضي عن سيطرة نتنياهو على الليكود بأنّها تشبه "نظام البعث".
ويسعى مسؤولون في مكتب نتنياهو الآن إلى التوضيح بأنّه سيتم ضمّ أردان إلى الحكومة قريبا، رغم الارتباك الأولي. وهناك احتمالان: الأول، أن يتنازل نتنياهو ويعطي أردان منصب وزارة الخارجية، والتي كان قد خصّصها لأفيغدور ليبرمان أو يتسحاق هرتسوغ. والثاني هو أنّ أردان نفسه سيتنازل ويقبل على نفسه منصب وزير الأمن الداخلي.
وصرّح ياريف ليفين، الذي تم تعيينه بمنصب وزير الأمن الداخلي مكان أردان، بأنّه يحتفظ بالوزارة كـ "وديعة" لحين عودة أردان. وقال ليفين في مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية: "أنا مقتنع بأنّ أردان سينضمّ لاحقا. ليس هناك أي سبب بأنّ يتخلى عن الانضمام إلى الحكومة. نحن بحاجة إلى خبرته".
ويُعتبر عدم انضمام أردان محرجا، وخصوصا في ضوء حقيقة أن أردان قد هُرع لمساعدة نتنياهو حتى في قضايا محرجة وشخصية، عندما دُعي لإجراء مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية ودافع عن نتنياهو وزوجته سارة في الدعوى التي قدّمها القائم بأعمال مسكن رئيس الحكومة، ماني نفتالي.
وهكذا ينضمّ أردان إلى سلسلة من السياسيين الكبار في حزب الليكود الذين تنازعوا مع نتنياهو وهم: موشيه كحلون، الذي خاب أمله من نتنياهو، وانسحب من حزبه وأقام حزب "كلّنا". استقال جدعون ساعر، المرشّح لخلافته، بشكل مفاجأ وصدرت عنه انتقادات ضدّ نتنياهو. والآن أردان أيضًا، الذي كان مخلصا لنتنياهو، يجد نفسه مخيّب الآمال، حتى الآن على الأقل.