أكد أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، على أن فلسطين تعمل وستعمل جنباً إلى جنب مع جمهورية الصين الصديقة، من أجل تحقيق الإنجازات المرجوة من مبادرة الحزام والطريق.
وأوضح عبد الرحيم، خلال مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا"، أن مبادرة الحزام والطريق التي تعيد الصين من خلالها إحياء طريق التحرير التاريخي، من شأنها تقديم فوائد اقتصادية وسياسية وثقافية جمة للشعبين الصيني والفلسطيني ولشعوب المنطقة.
وبيّن أن النجاحات التي ستحققها مبادرة الحزام والطريق، ستمكن الصين الصديقة من تمتين علاقتها مع دول المنطقة، وتزيد من فعالية دورها في حل المشاكل في الشرق الأوسط، فكلما أصبحت قوية ازدادت إمكانيتها واتسعت.
وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق، بمثابة "مبادرة مبدعة وخلاقة ورائعة"، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة دون استنزاف أو نهب ثروات الشعوب.
وتابع: "أن هذه السياسة الصينية الحكيمة المبادرة ليست استراتيجية لتصدير القدرة الإنتاجية الصينية فحسب، بل إقامة علاقات متكافئة على أساس سلمي يكون الجميع مستفيدا منها".
ولفت إلى أن المبادرة الصينية ليست من طرف واحد كما يدعي البعض أو الذين لديهم عقلية استعمارية قائمة على نهب ثروات الشعوب، ولكنها مشروع منفعة متبادلة يقوم على الاحترام والتعاون.
ونوه عبد الرحيم إلى أن الصين القديمة أثارت انتباه العالم بشكل كبير بطريق الحرير، والآن ستكون مبادرة الحزام والطريق لتنمية الصناعة، وفتح الأسواق على قدم المساواة، والتدريب ومساعدة الدول النامية بناء على منفعة الشعوب على قدم المساواة وهذه هي فلسفة المبادرة الصينية.
وأردف: "إن عقوداً وقرونا مرت على طريق الحرير وتغيرت معالمه، ولكن القوة الجياشة في قلوب العالم والشعوب لم تتغير من أجل إقامة التعاون على أسس صحيحة وواضحة، وهذا ما تعتمد عليه مبادرة الحزام والطريق من أجل بناء جسور المحبة والتعايش والمساواة بين الشعوب من دون إرهاب".
وتوقع عبد الرحيم أن تبذل دول المنطقة جهودا مشتركة لإنجاح مبادرة الحزام والطريق، هذا المشروع العظيم والخلاق والمبدع.
وشدد على أن المبادرة الصينية، من شأنها تعزيز الثقة السياسية، وتنشيط التعاون الاقتصادي والتجاري والتبادلات الثقافية، لافتاً إلى أن الصين لها حضارة ضاربة في التاريخ ولدى شعبها ثقافة لم يطلع عليها الكثيرون وهي ثقافة عميقة.
وتفائل عبد الرحيم، بنجاح مبادرة الحزام والطريق، خاصة وأن الصين تمتلك الآن مقومات إنجاحها بشكل كبير، فهي دولة عظمى تحتل الاقتصاد الثاني في العالم.
وأكد على أنه "كلما كانت الصين قوية وكان لها حضور في المنطقة، فإن ذلك من شأنه تحقيق العدل والمساواة وإحقاق حقوق الشعوب".
وأضاف "نحن بالتالي لا نخشى على الإطلاق من قوة الصين في المنطقة، بل على العكس نحن نطمئن لذلك"، لافتا إلى أن "التجارب السابقة أثبتت وستثبت التجارب اللاحقة أن قوة الصين هي قوة إلى جانب الحق والعدل والحلول السلمية، ومن هنا نحن كشعب فلسطيني وجدناها صديقة تقف إلى جانب الحق والعدل، وكان لها مواقف في ذلك في الأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، فهي لا تتخلى عن سياسة التمسك بالعدل والحق".
ومن المقرر أن تستضيف بكين اليوم وغداً، منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، وهو اجتماع دولي رفيع المستوي يهدف إلى حشد المزيد من الإجماع للمبادرة.
وتهدف المبادرة التي اقترحتها الصين في العام 2013، إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا وأوروبا وإفريقيا على طول مسارات التجارة القديمة.
وحول التعاون الثنائي الفلسطيني الصيني، قال عبد الرحيم "نحن شعب صغير بالنسبة للصين نتلقى منها التعليم والخبرات".
وأكمل: "إننا نتطلع إلى انخراط صيني قوي وعميق في مجال المساعدة على استكمال البنى التحتية للدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، نحن هذا همنا الأساسي بحيث تصبح دعائم وأسس الدولة حقائق قائمة على الأرض لا يستطيع أحد أن يتجاهلها أو يقفز من فوقها".
وتابع: "نتطلع كذلك، إلى توقيع اتفاقيات مع الصين لتنمية القطاع السياحي الذي تعتمد عليه فلسطين لما تحتويه من أماكن أثرية وتاريخية، ونتطلع إلى مساهمات صينية في تطوير الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".
وأكد على أن الشعب الفلسطيني ورث عن الاحتلال بنى تحتية محطمة، "وبناؤها من أولوياتنا حتى نعمق ونرسخ دعائم دولتنا المستقلة".
ولفت عبد الرحيم، إلى أن تدخل الصين لإيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على مبادئ الشرعية الدولية وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، سيزيد من التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، معرباً عن أمله بأن ترسل الصين وفودا ثقافية إلى فلسطين، وأن تفتتح الجامعات الفلسطينية أقساماً لتعليم اللغة الصينية.