حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة، داعياً إلى تعزيز الشراكات الدولية والإقليمية لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، والنهوض بالأوضاع التعليمية والصحية ومحاربة الفقر في العديد من دول المنطقة.
وقال أبو الغيط، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لإطلاق الأسبوع العربي للتنمية المستدامة اليوم الأحد، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الإرهاب يشكل التحدي الأكبر أمام عملية تحقيق التنمية بمعناها الشامل، بالإضافة إلى التحديات الأمنية والعسكرية والعنف المسلح.
وقال إن هناك ثلاثة حروب أهلية تدور رحاها في العالم العربي، كان من نتيجتها أن صارت كل جهود التنمية الإنسانية والنمو الاقتصادي في عدد من الدول في مهب الريح، وأدت إلى تمزيق نسيج بعض هذه الدول، وتفشي الصراعات والنزاعات بصورةٍ غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وأشار إلى أن المنظومات الصحية والتعليمية وهي عماد التنمية الإنسانية، تتعرض للتآكل والتدمير في بُلدان النزاع وفي دول تصل نسبة الشباب فيها إلى أكثر من 60% من السُكان، محذرا من أن تلك الأوضاع ستُفضي إلى تفشي الصراعات بين مُكونات المُجتمع على أسس عرقية وطائفية، وتصاعد في ظواهر التطرف الديني والسياسي وانتشار لأيديولوجيات العُزلة عن المُجتمع، بخاصة في فئة الشباب.
وأضاف: "يُخطئ من يظُن أن دولنا العربية واهنة الإرادة أو أنها تنقصها العزيمة والإصرار على مُجابهة التحدي، والخروج من دائرة اليأس"، مؤكدا أن "إرادة البقاء والسعي إلى عُمران الأرض مغروسة في وجدان الإنسان العربي، إلا أن ما ينقصها هو برنامج العمل، والخطة الشاملة، والأداء المتواصل المُثابر عبر فترةٍ زمنية طويلة".
ورأى أبو الغيط، "أن الكوارث لن تقف عند حدود الدول المأزومة، والعالم العربي قادرٌ، بإمكانياته وطاقاته الكامنة على الاضطلاع بدور محوري في مُعالجة هذه الانتكاسة، وتخفيف وطأتها على المُجتمعات التي تُعاني الأزمات الإنسانية الطاحنة، بل وتهيئة الأوضاع للنهوض وإعادة الإعمار من أجل العودة تدريجياً إلى مسار النمو الاقتصادي وتحصيل ما فات".
من جانبه، أكد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، المدير الإقليمي لمكتب الدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة، مراد وهبة، ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجهها المنطقة العربية، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة بمنأى عن استتباب الأمن والسلام. واستعرض وهبة خطط الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة وتوسيع الاستثمار في المنطقة، من خلال تعزيز الشراكات وتشكيل آليات عمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل.
وأعرب عن تطلع الأمم المتحدة للعمل عن كثب مع الجامعة العربية والأجهزة الفاعلة والقطاع الخاص لتنفيذ خطة التنمية الشاملة 2030.
بدوره، أشار مدير الممارسات العالمية للمياه في البنك الدولي، جوانج تشي تشن، إلى أن البنك يولي أهمية قصوى لتحقيق الأهداف التنموية التي تتصل بالاحتياجات الأساسية للدول الأعضاء، خاصة ما يتعلق بالصحة والتعليم والمياه والكهرباء، لافتا إلى أن هناك 600 مليون شخص على مستوى العالم ليس لديهم مياه شرب و2 مليار محرومون من الصرف الصحي.
وشددت الأمينة التنفيذية بالوكالة للجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا (الأسكوا) خولة مطر، على أن الظروف في المنطقة العربية تزيد تحديات التنمية تعقيدا، الأمر الذي جعلها لا تملك خيار الانتظار من خلال المبادرة بالعمل والتحرك السريع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن تحقيق الأمن والاستقرار يمثل شرطا ضروريا للتنمية، إلا أن القضاء على الفقر والبطالة وانعدام المساواة وغياب العدالة الاجتماعية هو السبيل الأكثر نجاعة لتحقيق الأمن والاستقرار
ودعت إلى تقديم العون للدول العربية الأقل نموا، مؤكدة أهمية البعد الإقليمي للجهود الوطنية في مجال التنمية على نحو يعكس الترابط والتكامل فيما بينها، مضيفة أنه لا توجد دولة في العالم قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بمفردها، لا سيما أن تحدياتها وهمومها عابرة للحدود السياسية والجغرافية وعابرة للأجيال.
ترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع: محمود عطايا من مكتب رئيس الوزراء، وعمر عوض الله من وزارة الخارجية، وداود الديك من وزارة التنمية الاجتماعية، وزغلول سمحان من سلطة جودة البيئة، ونشأت حسين من وزارة شؤون المرأة، والمستشار رزق الزعانين من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.