السيناريو المخيف يتحقق. الهجوم الشامل على الحواسيب المدنية لمئة دولة لم يعد مسألة أفلام هوليوودية، فقد وصلت الاضرار المستشفيات ووزارات الحكومات والبنى التحتية المدنية والتجارية. اليكم عهدا جديدا من حروب السايبر مع كل ما تحمله من أخطار.
«في ساعة اللاعبين» الجديدة هناك قدرة لاطراف في الصراع على التأثير في اتخاذ القرارات لدى الأعداء بوسائل متقدمة. ما زال يوجد معتدٍ ومعتدى عليه، لكن الهوية يمكن أن تبقى خفية وغامضة. الهجمات مركزة جدا وهي لا تعتمد على القتل أو التدمير الكثيف، لكنها تحتاج الى قدرة تكنولوجية استثنائية ومعلومات وتطور في مستويات عالية جدا. وأحيانا يتم توجيهها للمستويات السياسية التي قد تخدم مصالح الطرف الذي يقوم بالهجوم.
في العصر الجديد تكون البنى التحتية المدنية اهدافاً جيدة بسبب عامل الرعب والخوف، بالضبط مثل تأثير الارهاب على السكان المدنيين. هنا ايضا يحظى المهاجمون بالغموض وعدم معرفة هويتهم وسهولة الوصول الى الاهداف المدنية، تماما مثلما في حالة الارهاب. وسواء أكانت اهداف الهجوم عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، فان شكل الحرب الحالية هو البديل لتحقيقها بالقوة، ويمكن أن تكون النتائج أكثر خطورة. ما هو الأخطر اطلاق صاروخ تكلفته عالية أو فصل المستشفى عن بعد عن الحواسيب الحيوية وأخذ مئات آلاف المرضى كرهائن وتهديد حياتهم؟
يجب على البنى التحتية أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها والتحصن مثل الاهداف العسكرية بالضبط. يجب على البنى الحساسة أن تضع معايير الأمان، ويجب على القادة تبني وسائل وقاية من السايبر من اجل الدفاع عن هذه البنى من هجمات السايبر. انطلاقا من معرفة صعوبة وخطورة الاضرار بهذه البنى.
مشكلة من المشكلات في هذا المجال هي عدم وجود الوعي الكافي لأهمية التحصن من السايبر، سواء في البنى المدنية أو في اوساط القيادة. جمع المعلومات والدفاع عنها بشكل ضعيف، مثل السفر في ميدان قتال على الدراجة الهوائية أو تخبئة الاموال في صندوق للاحذية كتب عليه «خزنة محصنة». منظمات كثيرة هي أسيرة لفكرة «هذا لن يحدث لي». هذا التفكير يدفعهم الى الاكتفاء بالحد الأدنى المطلوب أو الوسائل القديمة التي أثبتت أنها غير ناجعة.
منح التقدم التكنولوجي المنظمات الآن ايضا القدرة على التسلح بحلول متقدمة من خلال منظمات محلية أو شركات خارجية من اجل مواجهة الهجمات المعروفة أو غير المعروفة، أو التي ستحدث مستقبلا، والتي يتم تطويرها في الوقت الحالي لدى المهاجمين أو في المعسكرات العسكرية. على السوق المدنية أن تفهم أنها هي الجبهة في حرب السايبر، ويجب عليها تطبيق نماذج متطورة من اجل الدفاع عن معلوماتها.
الحقبة التي كانت فيها هجمات السايبر توجه ضد الاهداف المالية فقط، انتهت. والارتخاء الدولي أمام التهديدات المعروفة وغير المعروفة قد يكون ثمنه حياة الناس. الهجوم الحالي هو أخطر من أي هجوم آخر في السابق، لذلك توجد أهمية لتوحيد القوى بين الدول وهيئات السايبر من اجل ايجاد الحلول الفورية التي تناسب العصر الجديد.
عن «إسرائيل اليوم»