وقف تقدم "داعش" في مدينة تدمر بعد معارك ضارية

داعش
حجم الخط

استطاعت قوات النظام السوري صد هجوم تنظيم "داعش" ومنعه من التقدم وفرض سيطرته على مدينة تدمر، حسبما أفاد به محافظ حمص. وكان التنظيم قد سيطر على أجزاء من المدينة ما أثار فزع منظمة اليونسكو ودعوتها لحماية آثار المدينة.

تمكنت القوات النظامية من استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا بعد اشتباكات عنيفة، حسبما أفاد محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس، بقوله أنه "تم إفشال هجوم التنظيم وإقصاؤهم (جهاديي التنظيم) من الأطراف التي كانوا يتواجدون فيها في شمال وشرق مدينة تدمر" إثر سيطرتهم عليها يوم السبت.

وأضاف البرازي أن القوات النظامية "تمكنت كذلك من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الإذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة بالإضافة إلى حاجز الست عند مدخل المدينة" مشيرا إلى أن "الأمور بخير الآن في المدينة ومحيطها". وأشار المحافظ إلى أن "العملية  أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 130 جهاديا" من التنظيم.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق اليوم أن معارك عنيفة تدور بين قوات النظام السوري وجهاديي تنظيم "الدولة الاسلامية" غداة سيطرة التنظيم على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من مدينة تدمر وقال المرصد "إن الاشتباكات لا تزال مستمرة في مدينة تدمر ومحيطها بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى" مشيرا إلى "قصف متبادل بين الطرفين".

وكان تنظيم الدولة الاسلامية قد تمكن  من التقدم والسيطرة على معظم الأحياء الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة تدمر حيث دارت اشتباكات ضارية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 29 عنصراً من التنظيم المتطرف ومقتل وجرح ما لا يقل عن 47 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الموالية لها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتضم مدينة تدمر في الجزء الجنوبي الغربي مواقع أثرية مصنفة على لائحة التراث العالمي وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة.

ومن شأن سيطرة التنظيم على المدينة أن يوجه إليه الأنظار بشكل أكبر إعلاميا نظرا للمكانة الكبيرة التي تحتلها هذه المدينة التاريخية عالميا، ما دفع منظمة اليونيسكو للإعراب عن قلقها البالغ إزاء تقدم التنظيم المتطرف من المدينة. وفي سياق متصل، قال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم السبت لوكالة فرانس برس "أعيش حالة رعب" لافتا إلى اشتباكات عنيفة في الأطراف الشمالية من المدينة. وأضاف أن "حجم الخسارة إذا سقطت تدمر بيد داعش سيكون أسوأ من سقوط المدينة في عهد الملكة زنوبيا"، في إشارة الى مراحل تاريخية سابقة حين تمكن الرومان من السيطرة على تدمر واقتادوا ملكتها زنوبيا إلى روما. وأوضح عبد الكريم أنه في حال وصول مقاتلي التنظيم إلى المواقع الأثرية، فإنهم "سيفجرون ويدمرون كل شيء"، لافتا إلى أنه "من الصعب جدا اتخاذ أي اجراءات وقائية لحماية هذه المواقع وآثارها التاريخية".