اتهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، زكريا الأغا، عنصرية الاحتلال وتطرفه الديني بالعمل على إلغاء الوجود والهوية الفلسطينية
وقال، في كلمته في الذكرى التاسعة والستون للنكبة، من داخل خيمة التضامن مع الأسرى في غزة، إن استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة إرهاب الدولة المنظم والإعدامات الميدانية، وسياسة الاستيطان والتهويد في القدس وإطلاق العنان لعصابات المستوطنين الإرهابية، وغير ذلك من جرائم الإرهاب والعدوان، بأنها إجراءات تهدف إلى تدمير حل الدولتين، منتقدا المجتمع الدولي الذي يتغاضى عنها رغم مرور 69 عاما من التهجير والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني فوق ترابه الوطني وفي مخيمات الشتات، وأن حكومة الاحتلال تصر على إنكار الوجود الوطني للشعب الفلسطيني، ورفض قيام دولته المستقلة، معبرا عن تقديره لأسمى معاني الانتماء والالتزام والتمسك بحقوقنا المشروعة في العودة وإقامة دولتنا المستقلة.
وأشاد الأغا بأبناء شعبنا الصامدين داخل أراضي 1948 المتمسكين بهويتهم التي تحبط مشروع الدولة اليهودية وتحبط 'قانون القومية' الذي يؤسس ويكرس لدولة التمييز العنصري ضد أصحاب الأرض الشرعيين، مشيرا الى أن ترافق القراءة التمهيدية لهذا القانون مع إحياء الذكرى 69 للنكبة يهدف الى منع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ويعتبر اعتداء صارخا على الشرعية الدولية، وأن هذا القانون يضفي صبغة دينية عنصرية تكشف زيف وادعاء الديمقراطية في دولة الاحتلال، والهادفة لإلغاء الوجود والهوية الفلسطينية.
ووجه تحية اجلال وإكبار للشعب الفلسطيني في الشتات خاصة أولئك الذين تستباح مخيماتهم من قبل قوى التطرف والظلام، مشيرا الى مواصلة العمل على مساعدتهم مع كل الأطراف المعنية لوضع حد لمعاناتهم وعودتهم إلى مخيماتهم وإعادة اعمار هذه المخيمات، ومواصلة بذل الجهود لتجنيبهم ويلات الفتن والحروب، التي لسنا طرفا فيها، وبخاصة في مخيم اليرموك.
ووجه الأغا التحية الى أسرى الحرية الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، معركة العزة والكرامة منذ تسعة وعشرين يوما من أجل أبسط الحقوق الإنسانية، مؤكدا أن شعبنا لن يخذلهم وأن مصير الأسرى هو مصير الشعب الفلسطيني بأكمله، وأن قضية الأسرى هي من الثوابت الوطنية التي تتمسك بها القيادة الفلسطينية حتى يتم تحريرهم ويبزغ فجر الحرية ويتحقق النصر.
وأشاد بشعبنا الفلسطيني الذي على الرغم من نكبته ومأساته منذ 69 عاماً، وما يرافقها من تشرد ومعاناة وتضحيات، لا يزال قابضا على الجمر ويسطر اسمى معاني البطولة والتضحية والتصدي لغطرسة المحتل وممارساته القمعية في كل مكان من ارض الوطن، وأن هذا الشعب مستمر في نضاله حتى تحقيق اهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة، محملا المجتمع الدولي المسؤولية عن الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب بحق الملايين من اللاجئين الفلسطينيين والتي ما زالت تعكس تداعياتها على الاستقرار والسلام في المنطقة، ومطالبا بالالتزام بحق عودة اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأهمية توفير الدعم لوكالة الأونروا لتمكينها من توفير احتياجات اللاجئين في جميع مناطق عملياتها وإغاثتهم خاصة في ظل التدهور الأمني والمعيشي المستمر في مواطن لجوئهم.
وأشار الأغا الذي يرأس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة من خيمة التضامن مع الأسرى الى أن الضمانة الحقيقية لإنجاح مشروعنا الوطني هي إنهاء الانقسام وإعادة وحدة شطري الوطن، وتهيئة الاجواء لإنجاح المصالحة وتنفيذ بنودها، ولرفع المعاناة والحصار عن قطاع غزة الذي يتعرض لمأساه إنسانية طال أمدها بفعل هذا الحصار والعدوان الإسرائيلي الذي يتخذ من استمرار الانقسام ذريعة لجرائمه واعتداءاته على القطاع.
هذا وتجدر الإشارة الى أن الدكتور زكريا الآغا بصفته رئيسا للجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبه أعلن على اعتبار يوم ذكرى النكبة يوما للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ودعا جماهير شعبنا للتعبير عن تضامنهم بالتواجد المكثف في خيمة الاعتصام طيلة يوم الإثنين حيث جاء ذلك بعد منع أجهزة حماس للمسيرة المركزية التي كانت مقررة في برنامج فعاليات احياء الذكرى الأليمة.