/دعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، إلى صياغة استراتيجية وطنية جديدة لمواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الفوضى الخلّاقة في المنطقة العربية، اصطنعت خدمةً لأمن الكيان الإسرائيلي.
وقال زكي لوكالة أنباء فارس الإيرانية :" الأمور باتت خطيرةً جدًا مع تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة، وما عاد التعايش معها أمرًا ممكنًا، فأعضاؤها متطرفون، وغالبيتهم من المستوطنين".
وحذّر يقول "في برنامج حكومة المستوطنين الإسرائيلية الجديدة تدمير المسجد الأقصى، وكأننا أمام علامات الساعة!".
وشدد زكي على "أهمية تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وترتيب البيت الداخلي لمواجهة الأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية، مناديًا بتصعيد المقاومة".
وفي سؤاله عمّا كان يقصد المقاومة المسلحة، أجاب زكي :" لكل منطقة ظروفها الخاصة، فالمقاومة المسلحة تحتاج جغرافيا ملائمة، أما نحن في الضفة فنسلك المقاومة الشعبية ذات التدرج"، مشيرًا إلى أن "هذا الأسلوب لا يعطي العدو مبررًا للسحق".
ولفت إلى أن ما يقوم به تنظيم "داعش" من تدمير وقتل جماعي يعطي مسوغًا لـ"إسرائيل" بأن تمارس نفس الأساليب الإجرامية، منوهًا إلى أن "إسرائيل" حققت ما حققته عام 1948 بالرعب، بعد مجازرها الدموية وتدميرها واحتلال عصاباتها الصهيونية لـ 550 مدينة وقرية فلسطينية.
ونبّه زكي إلى أن "الشعب الفلسطيني يعيش نكبةً متكررة ومتواصلة منذ عام 1948 حتى اليوم"، مبينًا "أننا لسنا بحاجة لأن تكون النكبة ذكرى، فهي حاضرة، وتتطلب منا تغييرًا جذريًا وفعليًا في سياساتنا وفعلنا حتى نواجه هذا التحدي الكبير والخطير".
كما نوه القيادي بحركة فتح إلى أن "إسرائيل" مدعومة بتحالف دولي بدأ من مطلع القرن العشرين ويستمر حتى اليوم، مشيرًا إلى أنه إذا حدث تغيير في بعض المواقف نتيجة تطرف "إسرائيل" الذي فاق الحدود، لكن هذه الدول – بدءًا من ألمانيا وانتهاءً أميركا – تستمر في دعم ما يسمى "حق "إسرائيل" في الوجود" وتعزيز أمنها.
وكشف زكي عن أن التطاحن الذي تشهده المنطقة العربية اليوم، يهدف إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ في إطار سياسة الفوضى الخلّاقة، التي اصطنعت خدمةً لأمن "إسرائيل". وشدد على أي صراع أو تناقض يجب أن يكون مع العدو الصهيوني، وليس مع أي جهة تعادي هذا الكيان الذي بني على المجازر والمحارق.